حميدة أبو هميلة
الولايات المتحدة الأمريكية تعرف كيف تأتي برؤوس الكبار في داعش، وبرؤوس قادة مؤسستها الإعلامية التي تربك بها العالم كله، لكن هذا لا يحدث، وغالبًا لن يحدث قريبًا!
فنظام الاستخبارات الأمريكي يستخدم أجهزة تجسس عابرة للحدود تمكنه من مراقبة الإنترنت في أغلب مناطق الكرة الأرضية، وبحسب ما يرويه المهندس عادل عبد المنعم خبير أمن المعلومات ومستشار الإتحاد الدولي لتكنولوجيا الإتصالات فإن داعش هي دولة إعلامية بالأساس، وأن التوتر الذي تسببه أصله صناعة إعلامية، لافتًا أن التقنيات الحديثة التي تمتلكها مرتبطة بشكل أو بآخر بمؤسسات في الويات المتحدة الأمريكية، وما يحدث هو عملية تمويه واسعة النطاق يقوم بها أعضاء التنظيم والداعمين له من داخل وخارج حدود مايسمى بتنظيم الدولة الإسلامية.
يشدد أيضًا أن “يوتيوب” و”جوجل” و”فيس بوك”، وغيرها تتشدق بالتزامات زائفة نحو حماية خصوصية مستخدميهم، ولهذا ليس من السهل أن يبلغ عنهم، كما أن هناك بعض الأنظمة التي تتيح بقاء المستخدمين خارج نطاق السيطرة.
والطريف أن داعش استعانت بتقنيين وصحفيين على مستو عال من المهارة، بل أن لهم خبرات في مؤسسات إعلامية مهمة أبرزهم الصحفي البريطاني السابق في “صن داي تايمز”، جون كانتلي، والذي يساهم بشكل أساس في خروجة الخدمة الإعلامية الإرهابية بهذا المستوى، بل إنه يروّج من خلال حلقات يقدمها على موقع “يوتيوب” للتنظيم وقادته، وينتقد “الحكومات الغربية”، كما أنضم إليها خبراء في أمن المعلومات مؤخرًا بعد أن أعلنت عن حاجتها لكوادر في مجال شبكات الاتصال، الأمر الذي يمكنهم من التحايل على كثير من وسائل المراقبة المتعارف عليها.
يحاول المهندس عادل عبد المنعم أن يكشف مزيد من التفاصيل عن كيف تسير الأمور في الدولة التي تنتج فيديوهات القتل والحرق بمنتهى الجودة، والاحترافية، مشيرًا إلى أنه هناك وسائل كثيرة للغاية لنشر الأخبار والفيديوهات على نطاق واسع، أبرزها حفظ الملف المصور عبر أي حساب “مموه” على الإنترنت، أونقله عن طريق “بطاقة ذاكرة” بأي طريقة، ويمكن هنا أن يتم رفعه بسهولة من أي دولة، وعن طريق حسابات أيضًا ذات معلومات زائفة، مؤكدًا أن ما تفعله داعش هو نشر أخبارها عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق عملائها المنتشرين في بلدان لا تنطبق عليها الاتفاقات الدولية المتعلقة بتسليم الإرهابيين أو مطاردتهم لضمان مزيد من الأمان، حيث يبدأ الحديث حول المادة المثيرة للجدل ينتشر ويتشعب مضيفًا أنهم ينجحون بالطبع في إثارة الاستهجان أو القبول لما يبثون وبالتالي يضمنون أن يظلوا في البؤرة الإعلامية طوال الوقت، وهذا ما حدث في فيديو الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
وحتى الآن لا يوجد موقع إلكتروني رسمي ومؤكد لداعش تبث منه أخبارها المزعجة، ولكن هناك كثير من المواقع الداعمة والصديقة والمؤيدة ومنها الفرقان والاعتصام، والدولة الإسلامية والمنبر الإعلامي الجهادي.
هنا يقول “عبد المنعم” أن هناك تقنيات كثيرة جدًا للتحايل من قبل أصحاب المواقع من هذا النوع تمكنهم من بث مواد تدعو للإرهاب بحرية دون التعرض لخطر الغلق أو الحظر جميعها تتعلق بالتخفي من خلال أنظمة تكنولوجية معقدة للغاية.
ولكن بالطبع داعش لديها مجلة فخمة للغاية هي “دابق” صدر منها عددين باللغة الإنجليزية، وطرحت للتحميل على أكثر من موقع وجاءت عناوينها جذابة وإخراجها الصحفي احترافي ولافت، وكذلك صياغة المواد، حيث تضمنت أخبار التنظيم وحوارات مع الأسرى مع مزيد من السباب للغرب الكافر الذي يستعمل قادة التنظيم اختراعاته التكنولوجية ويروجون لدولتهم عن طريقها ليل نهار!.
ملك الأردن يقود سرب طائرات لضرب داعش في “العالم الافتراضي”
لماذ لا تحتاج الجماعات الإرهابية لمكتب إعلامي؟
جدل سينمائي حول فيديو حرق الكساسبة
عمرو أديب بعد استشهاد الكساسبة: اعرفوا ولاد الإخوان عاملين إزاي