أحمد حسين صوان
قالت زينب عزيز مؤلفة فيلم “البر التاني”، إنها قررت كتابة الفكرة منذ عام 2009 تقريبًا، حيث كانت تلك الفترة تشهد العديد من حوادث غرق، وسقوط عشرات المهاجرين غير الشرعيين في البحار، وكانت الصحافة تتناول ذلك النوع من الحوادث بشكل شبه يومي، الأمر الذي دفعها للكتابة عن ذلك الموضوع.
أضافت عزيز، خلال الندوة التي عُقدت عقب العرض الأول للفيلم، بدار الأوبرا المصرية، ضمن فاعليات اليوم الرابع لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثامنة والثلاثين، أن تلك القضية شغلت اهتماماتها، حيث كانت شريحة كبيرة من المهاجرين في ذلك الوقت من محافظة الدقهلية، موضحة أنها قررت أن تسافر إلى إحدى القرى التي تعاني من فقر شديد، والتقاء أحد سماسرة الهجرة والشباب المهاجرين.
أشارت إلى أنها التقت مع أحد السماسرة الذين تم القبض عليهم، ووجهت سؤالًا إلى أحدهم بقولها: “بتفكر تعمل إيه تاني بعد كده؟”، فجاوبها على الفور “هسافر تاني أحسن من اللي أنا فيه”، موضحة أن هؤلاء الأشخاص يواجهون صعوبات شديدة في الحياة، مشيرة إلى أن حالتها النفسية تأثرت بشدة، حينما رأت “نعوش” الشباب الذين ابتلعتهم البحار، حيث كانت صلاة الجنازة عليهم عقب صلاة عيد، الأمر الذي دفعها لكتابة القصة، دون معرفة المنتج الذي يتبنى الفكرة، أو الفنانين الذي يلعبون أدوار قصة الفيلم.
تدور أحداث فيلم “البر الثاني” حول رصد مجموعة قصص من الشباب المصريين الذين يحاولون الهرب من قراهم الريفية المحرومة من أساسيات الحياة تجمعهم رغبة واحدة وهي الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا حيث يسافرون على متن سفينة قديمة متهالكة، بينما رؤية الساحل الايطالي تشعل آمالهم، تضع أمواج البحر الغادرة نهاية لأحلامهم.