فاتن الوكيل
بعد انتظار مئات الشباب، لأكثر من ساعتين، أمام القاعة التي شهدت “اللقاء الخاص” مع الداعية معز مسعود، في فندق “نايل ريتز كارلتون”، مساء أمس السبت، 19 نوفمبر، كان من الضروري أن يبدأ “مسعود” اللقاء بالاعتذار عن هذا التأخير، وهو ما حدث بالفعل، حيث أوضح أن الأمر لم يكن استهتارا ولكنه خارج عن إرادتهم، وكان يجب إتمام “بروفة” اللقاء حتى النهاية.
“الباحث عن الحقيقة – الرحلة”، تحت هذا الاسم انعقد لقاء مئات الشباب مع معز مسعود، بحضور العديد من الشخصيات العامة والفنانين مثل، محمود العسيلي، وهاني عادل، ومحمد عادل، وخالد دياب، والإعلامي خيري رمضان. تنوع اللقاء بين أحاديث “مسعود” عن رحلته إلى معرفة الله، وكيف ومر بمرحلة الشك في كل شيء، حتى وصل إلى اليقين.
أعلن خلال اللقاء عن الاستعداد لتقديم برنامجا تلفزيونيا، وإصدار كتاب، يحملان نفس عنوان اللقاء “الباحث عن الحقيقة – الرحلة”، لكنه أكد ان الكتاب “فلسفي” وأعمق من البرنامج، الذي سيتناول في المقام الأول رحلته من الشك في كل شيء، إلى اليقين بالله وبالإسلام تحديدا.
عاد “مسعود” بالزمن إلى الوراء، مؤكدا أنه وصل إلى مرحلة الشك في كل شيء، بعد أن حفظ القرآن الكريم، حيث اقتحم تفكيره العديد من التساؤلات التي دفعته للشك في كل شيء، وكانت هذه اللحظة هي بداية الرحلة بالنسبة له. معز أشار إلى أن الحالة التي عاشها لمدة سنة من الصراع العقلي، تعتبر أصعب من الإلحاد، موضحا أنه على المستوى القلبي والعاطفي كان يؤمن بالله، لكنه كان يرغب في أن يجد الأدلة العقلية التي تجعله يقتنع.
لإزالة الحرج عن أي من الحضور، رحب معز في البداية بأي شاب “ملحد” متواجد في القاعة، لأنه جاء ليسمع ويفهم. من هذه الزاوية أكد على أهمية عدم نبذ الآخر، موضحا أن حتى الملحد هو شخص أراد أن يُفكر ليصل إلى الحقيقة، فوصل إلى هذه النتيجة، حتى وإن اختلفنا معه فيها.
نفى عن نفسه لقب “الداعية” مؤكدا أن هذا اللقب أكبر منه بكثير، لأنه يُطلق على الأنبياء، ولكنه وصف نفسه بـ”المفكر والفيلسوف”، مضيفا أن “الحرس القديم” من الشيوخ وجهوا له تهم الكفر والإلحاد. قال معز “أنا أجرأ من الأزهر لكني مش أقوى منه”، وذلك عندما تحدث عن مرحلة برنامجه “الطريق الصح”، الذي ناقش خلاله العديد من الأفكار الجريئة التي واجهت المجتمع وخاص الشباب، الذين أكد معز أنه حذر من موجة الإلحاد التي ظهرت بينهم الآن، عندما قال إن وجود التواصل مع الغرب بعد التطور التكنولوجي الكبير، مع “كبت الأسئلة” داخل المجتمع، سيدفع الشباب إلى هذا الطريق.
حديث الداعية الشاب، تخلله فواصل من الغناء، شارك هو أيضا فيها، حيث قدم الفنان محمود العسيلي أغنية “الطريق الصح”، بالإضافة إلى الفنان هاني عادل، الذي غنى “تتجوزيني”، التي لحنها “مسعود”، أما معز فقد أدى أغنية “قد كفاني علم ربي”، بالإضافة إلى أغنية أخرى أهداها إلى زوجته التي لم تستطع الحضور.
بالعودة إلى حديثه عن رحلته في عالم التقديم التلفزيوني، قال إنه كان يخشى تقديم برامج باللغة العربية، بعد أن كان يقدم برامج إنجليزية على قناة “اقرأ”، بسبب خوفه من التكفير، ووصفه بـ”النسخة الأمريكية”، مشيرا إلى أن البعض اتهمه بالتبعية للنظام. كما انتقد ما أسماه “إسلام الإجابة الواحدة”، واستشهد بمن يحرمون الموسيقى ويتجاهلون الرأي الشرعي الآخر الذي أباحها، حيث قال: “ضيقتم واسعا وكأن العلماء الذين أباحوها لم يقرأوا الآيات”.
تحدث عن معرفة الله، حيث قال إنه عرف معنى الحب من خلال أغنية للفنانة الراحلة أم كلثوم، عندما غنت “القلب يعشق كل جميل”، موضحا أن الله هو مصدر الجمال والحب، لذلك فمن يعرف الله سيحبه. تابع أن هناك من يملك الإيمان الوجداني من دون المرور بمرحلة الشك، مؤكدا أن هذا أمر غير هين، كما أنه لم يكن من هذا النوع، حيث مر بمرحلة الشك.
لم يتحدث “مسعود” في السياسة خلال اللقاء، لكنه أشار إلى أنه قبل ثورة 25 يناير 2011، كان يدرس في جامعة كامبريدج، ومع اندلاع الثورة قرر قطع الدراسة لمدة عام، والقدوم إلى مصر، مؤكدا أنه أيد الثورة رغبة في تحقيق العدالة، لكنه ابتعد عن السياسة بسبب حالة “النفسنة” التي انتشرت خلال هذه الفترة، على حد تعبيره، ثم عاد بعد ذلك لإتمام دراسته.