الحياة صعبة ، جملة بسيطة تحمل مبتدأ مرفوع بضمة ممتلئة عن آخرها بكل المعانى الممكنة و غير الممكنة و توصيفها بالصعوبة يخبرنا عن واقع مدهش رغم أن كثرة تداوله حولنا حوله إلى أحد “الكلاشيهات” التى نستحضرها بين الحين و الآخر لنرثى أنفسنا.
الحياة رقصة تحتاج إلى شريك حقيقى يلملم معك الخيبات و يقسم معك الإنتصارات فيخف ثقل العالم و تتوقف المزايدات و يصمت أصحاب القلوب الكسولة ، أصعب ما فى الحياة هو بحثك الدائم عن “شركاء المستحيل” ، لا أعرف لماذا وصفتهم بهذا الوصف فهم موجودين حولنا لكن معدلات إيجادهم تبدو كما لو أنها مستحيلة تتأرجح بين الخيبة و الضجيج المفرغ من أى معنى ، يبدو كل شئ باهت بدون وجودهم ، لكنه يكون أكثر بهتاناً إذا ما كان لديك شريك غير مناسب يدفعك إلى حافة ذاتك مراراً و تكراراً دون أن يتعلم لمرة واحدة أنه ما كان عليه أبداً أن يدفعك إلى تلك الحافة التى أدت إلى سقوطك من قطار حياته مرة واحدة أخيرة و التى لا يمكنه بعدها أن يعود بالقطار ليلتقط يدك و يعيدك إلى داخل القطار مرة أخرى بل إن فكرة عودته مرة أخرى تعنى أنه سيدهسك و يقضى عليك.
نرشح لك : مي سعيد تكتب: في يوم المرأة العالمى.. أنا عندي غسيل
لم أرى فى حياتى الكثيرين و الكثيرات من “شركاء المستحيل” لطالما كانت نماذج فريدة و نادرة تدفعك بصبر راهب إلى مراقبتها فى صمت ، كنت دائماً أدرك أن هناك نوعين من النساء و من الرجال أيضاً ، النوع الأول يمتص الحياة و الطاقة من عالمك و ينزع عنك الكثير من القيم و الصفات الإنسانية التى اعتدت أن تستعين بها و تستند إليها لمواجهة العالم و هو النوع الذى يجعلك تندم على قرار مشاركته الحياة ذات ضعف ظننت أنه حب و هذا الندم تترجمه الأفعال بعد ذلك فى شكل محاولات مضنية لإبعاد هذا الشريك عن حياتك أو على الأقل تجاهل وجوده إذا كنت من هؤلاء الغير قادرين على الإعتراف بالفشل و سوء الإختيار و مواجهة هذا الفشل بشجاعة.
أما النوع الثانى فهو هذا النوع الذى يخلق لديك حالة من الجوع الممتع للحياة و كلما نظرت إليه أو إليها شعرت بهذا الوهج الذى تعكسه تلك الروح فتنفرط حبات القلب شغفاً بوجوده كشريك فعال و حقيقى يكملك و تكمله دون اتفاق و تخطيط مسبق منك و منه ، لن تختاره عندما تجده بل سيدفعك الكون كله للبقاء فى مداره دون إرادة منك ، هؤلاء هم “شركاء المستحيل” .
هؤلاء فقط هم القادرين على دفعك ناحية “أنت” أفضل بكل عفوية و بساطة ، هؤلاء فقط هم القادرين على جعل العالم و كل ما به من حماقات و خيبات مكان أكثر منطقية فيعززوا قدرتك على العيش فيه و موائمة كل التفاصيل و مفاوضتها للبقاء كما يحلو لك و ليس كما يحلو للعالم و لمن حولك ، هؤلاء الشركاء النادرين لا يجعلوك جائعاً لحياة أفضل فحسب بل يزرعون أنامل اليقين بداخلك بأنك ستحيا حياة أفضل بدون شك و أن كل أحلامك ستصير واقعاً لا محالة و يخلقون الإيمان الذى يهمس دائماً فى أذنيك ” انا لا أتمنى غيره / غيرها ” هذا النوع من الشركاء لا يتكرر بل إن فكرة أن تجدهم شبه مستحيلة بالأساس حيث ستكون إنسان موفور الحظ لو عثرت على أحد ” شركاء المستحيل ” لكن السؤال الأهم على الإطلاق هو ، ماذا لو وجدت هذا الشريك بالفعل.
الإجابة تكمن فى المعرفة كل المشاعر فى حقيقة الأمر تكمن فى المعرفة إذا إستطعت معرفة شريكك المستحيل الحدوث هذا ستتمكن من معرفة أن إستحالة تكراره أو وجوده هذه تحتم عليك الكثير من الجهد لتستحق شراكته للحياة كى لا تعرض نفسك لفداحة خسرانه التى من الممكن أن تشطرك إلى نصفين بلا أدنى مبالغة ، ستتعرض حياتك مع هذا الشريك للحظات صعبة من دون شك فانا لم أقل لك أن هذا الشريك لديه جناحات يصعد بها للسماوات العلى ، هذا الشريك انسان مثلك تماماً لكنه بكل بساطة انسان نادر الوجود معه فقط يمكنك أن تحلق فى آفاق الممكن حتى و لو كانت مرصعة بنجمات و أحلام مستحيلة ، إذا كنت أحد هؤلاء المحظوظين الذين وجدوه .. فلا تضيعه .