عندما تستمع الى المتحدث الرسمي لاي وزارة من الوزارات ردا على نقص معين في سلعة ما … او قصور معين في خدمة ما … تشعر وكأنك في بلد آخر غير الذي نعيشه … كله متوفر وبوفرة … والخدمات على أحسن ما يكون … وما يقال لا يعدو ان يكون إلا اشاعات مغرضة من فئة ضالة لا تريد الخير بمصر … وعندما تستمع الى من حولك تجد الصورة مغايرة تماما لما تسمع …. فنجد أنفسنا كأطباء ومن حولنا كمرضى لدينا ازمة في ايجاد دواء ما فنجد المتحدث الرسمي ليخبرنا … لا … كل الادوية موجودة … عندما نجد ان لدينا ازمة في المحاليل وفلاتر الغسيل الكلوي مما اضطر بعض المراكز لان تتوقف عن تقديم الخدمة … نجده أيضا يطل علينا ليبشرنا بتحويل د منى مينا للتحقيق … الأمثلة كثيرة … و … و … والقائمة تطول والاجابة دائما الإنكار والتأكيد على المؤامرة التي تستهدف المجهود العظيم المبذول والتقليل من حجم الإنجاز … انها حالة الإنكار … الإنكار وبداية الأزمة …
نرشح لك : د.أحمد ياسر يكتب : السياحة العلاجية ..أمل جديد لمصر
كما تعلمنا في اصول الإدارة في العالم ونعلمه لقادة المستقبل … بداية حل المشكلة تأتي اولا من الاعتراف بها … نعم الاعتراف بان لدينا مشكلة … لا ينقص منا ان نقول نعم لدينا مشكلة دواء وتلك هي الأسباب وندرس الحلول وسنتخذ اللازم على المستوى العاجل اولا لتوفيره وسنعمل على المستوى الإستراتيجي بعيد المدى لمنع تكرار المشكلة … هذه هي اصول الإدارة اذا أردنا ان نديرها طبقا لمعايير الادارة الدولية التي لا يختلف عليها احد … مستحيل ان نسمع شكوى مرضى الفشل الكلوي من جهة وشكوى مراكز الغسيل الكلوي من النقص في المحاليل والفلاتر من جهة اخرى … ولا نجد اي إعتراف أو تحرك من الوزارة إلا بعد تفاقم الازمة واتخاذ بعض المواضيع المثيرة للجدل كعصفورة للفت الإنتباه عن المشكلة الحقيقية … والأمثلة كثيرة ولا تسعني المساحة لسردها وموجودة في وزارات أخرى وليست الصحة وحدها …. ولدينا ازمة السكر مع وزارة التموين … وازمة المترو مع وزارة التقل … حتى ازمة الدولار الذي كان يتحدث عنها الشعب الا البنك المركزي فابتدينا بما إنتهت عليه السوق السوداء … انه الإنكار … هكذا دائما الإنكار ثم الإعتراف بعد فوات أوان كان يمكن ان يكسبنا مصداقية ويعطينا دعم الشعب في اي قرارات حتى لو كانت ستؤثر عليه وتضع صعوبات اضافية على كاهله ….
الشعب المصري ذكي بالفطرة … عاطفي بالوطنية … سهل إقناعه بالمنطقية … ولكن لا نستخف بعقله … عندما يأن بازمة دواء مثلا نصارحه … نعم لدينا وتلك هي الاسباب وهذه هي الحلول التي نعمل عليها ونطلب منكم في الوقت الحالي استخدام هذه البدائل ونستورد حاليا الانواع التي ليس لها بديل ونعتذر منكم اننا لم نخطط حساباتنا بالشكل الصحيح في هذا الامر عند تحرير سعر الصرف … فلنعلنها هكذا وأؤكد لكم أنكم هكذا ستضمنون على الاقل تفهم الاغلبية حتى ولو لاموا عليكم في البداية … ولا بأس من الإعتراف بالخطأ … دعونا يا سادة من الكبر … انها بداية المشكلة التي تؤسس لتفاقمها … دعونا من سياسة الإنكار ولتكن الشفافية شعار المرحلة … المكاشفة والصراحة والشفافية دونما مكابرة او عند او إنكار … لنكون أو لا نكون … تلك هي المشكلة …!