محمد عبد الخالق يكتب: كيف تعرف أنك "لجنة"؟

لا حديث للإعلام خلال الأيام الماضية سوى عن “الكتائب / اللجان الإلكترونية” التي تم فضح بعضها بأسماء قادتها وبعض روادها المشهورين، بشكل لا يمكن التشكيك فيه، ويمكن أن يبدأ عنوانه بكل ثقة بلفظ: “باعترافاتهم”.

ظاهرة “اللجان الإلكترونية” -رغم علم الجميع بها وظهور أدائها على مواقع التواصل الاجتماعي بوضوح الفترة الماضية- لم يتم كشفها رسميا سوى منذ أيام قليلة، وتستحق عن جدارة أن توصف بأنها أحد فصول “الكوميديا السوداء” التي نعيشها منذ ست سنوات تقريبا.

نرشح لك : محمد عبد الخالق يكتب: مش كنت تعلمني العوم؟!

س: يعني إيه لجان إلكترونية؟

ج: هي أي نشاط جماعي متفق عليه مسبقا لتحقيق هدف معين على وسائل التواصل الاجتماعي أيا كان هذا الهدف خيرا أم شرا.

ويجب أن تنتبه هنا أنك من الممكن أن تكون “لجنة” دون أن تدري، فأعضاء اللجان نوعان:

الأول: وهو العضو التنظيمي الذي يتلقى أوامر وتكليفات محددة لتنفيذها وفي الغالب يكون هناك مقابلا لهذا العمل سواء كان ماديا أو معنويا.

الثاني: وهو الشخص الذي يشارك دون مقابل أو تكليف مباشر من أحد لقناعته بما يفعل.

وهنا أسمع أحدهم يسألني: وكيف تسمي هذا الذي يشارك حسب قناعته ودون مقابل “لجنة”؟

فأقول: ليس نوعية المحتوى الذي تكتبه أو تتنشره على مواقع التواصل الاجتماعي هو –فقط- الذي يحدد إن كنت لجنة أم لا، وإنما أيضا طريقة نشر وكتابة هذا المحتوى هي التي تحدد ذلك.

بشكل أكثر وضوحا، أداؤك على مواقع التواصل الاجتماعي هو الذي يحدد تصنيفك، وإذا كنت تقوم بأحد هذه التصرفات، فأنت لجنة إلكترونية، حتى لو لم تكن تعلم أو تتقاضى مقابلا:

  • لا تكتفِ بالنقل من أشخاص بعينها على طول الخط، اكتب ما تؤمن به أيا ما كان.
  • لا تذهب لآخرين في صفحاتهم لنشر أحد الآراء سواء كان رأيك أو رأي أحد غيرك، حتى لو كنت مؤمنا به بشدة ويعجبك، فقط قم بنشره على صفحتك وسيراه متابعوك.
  • تجنب المنشورات الموجهة في أحداث بعينها (من كلا الجانبين المؤيد والمعارض) حتى لا تقع فريسة لأحدههم.
  • وجودك على الفيس بوك أو تويتر لا يعني ضرورة اشتراكك في الصراعات السياسية دون فهم أو وعي، فلا تورط نفسك في حكم أو تنحاز لجانب طالما لست على علم ودراية كاملة بالموضوع وملابساته، والأفضل لك في هذه الحالة أن تكتفي بالمشاهدة والقراءة والمتابعة حتى تكتمل الصورة، أو اكتفِ بنشر آيات قرآنية وأدعية وصور للطبيعة الخلابة.

لا أعلم وليس لدي –حتى الآن- معلومة موثقة إن كانت تلك اللجان تعمل بشكل رسمي، أم يديرها بعض أصحاب المصالح بشكل وبتمويل شخصي، فهذه اللجان من محض خيال وإبداع منشئيها، وأي تشابه في الأسماء أو الأحداث، أو ربط بينها وبين التصريح القائل: “أنا ممكن بكتيبتين من دول أقفل المواقع دي وتبقى تبعي، وتاخد مني” هو من قبيل الصدفة البحتة.

كلمة أخيرة:

الكذب عمره ما كان ولا هيكون نضال لصالح الوطن

End of text

لمتابعة الكاتب من هنا facebook فيس