-أولا وبعد التحية. هذه المقالات ليست موجهة لأى غرض أو طمع شخصى أو مهنى. هي مقدمة لسلسلة مقالات وأحاديث بعنوان (ماذا لو) نحاول أن نتخيل فيها شخصيات أثروًا في تكوين ووجدان جمهور عريض. إذا لم يكونوًا في وضعهم الحالىً وكانوًا في وضعً مغاير تمامًا ماذا كان سيحدث لهم ولنا؟ وصاحب (ماذا لو) اليوم. إبراهيم عيسى.
-الصحفى المعروف ابن مركز قويسنا محافظة المنوفية وإبن مدرس اللغة العربية. والمدرس والمعلم هنا هو ما يهمنًا. فعند سؤال إبراهيم سؤال متكرر في لقاءات تليفزيونية متعددة عمًا كان يفضل إذا لم يكن صحفيًا وكاتبًا. فكانت إجابته التدريس دون شكً. والتدريس صفة ليست بعيدةً عن إبراهيم. ففي الكثير من مقالاته وكتبه وبرامجهً يتسم أسلوبه بالإلقاء لا الإلقاء من أجل الحفظ والتلقين. بل بهدف التنوير وهو معنىً دائمًا(بتفتيح المخ) وتخليصه من الأفكار الهدامة والموروثة. هذا ما يدركه المتابع الجيد لهً. لكن. هل كان سيفعل ذلك لو كان معلمًا؟
تعالوًا نتخيل معًا إبراهيم عيسى معلمًا. خريج كلية التربية قسم تاريخ . بتقديرً ما بين الجيد أو امتياز. مدرسًا للتاريخ في مدرسة قويسنا الثانوية بنين.
-مواليد1965يعنى تخرج من كلية التربية في أواخر الثمانينيات وبدايات التسعينيات. بدايات أ. إبراهيم وقتهًا ستكون مع شباب ومراهقون محاطون ً بأفكار سلفية وهابية قادمة مع أهاليهم من بلاد الخليج. أو شباب آخر موتورً بالمجلات وشرائط جنسية. نوعان. النوع الأول يفضل أن يسمع تاريخ الشيخ كشك والنوع الثانى يفضل أن يسمع تاريخ مادونًا وجاكى شان. بالطبع كان سيواجه ظروف صعبة مع جيل غير مهتم بمايقوله بل مهتم بسماع لولاكى ومن كام سنة ميال ميال وخطب الشيخ كشك. سيفقد أعصابه بكل تأكيد فأبراهيم الصحفى يقول أنه عصبيًا جدًا كرئيس تحرير.
فما بالك بمدرس في بدايات حياته في فصل به أربعون طالبً يفتحون أفواههم دهشةً ممًا يقول! ربمًا يلجأ للشدة ولكن هل سيلجأ للعصى؟ . وفقًا لقراءتنًا المتواضعة لدماغ إبراهيم. لن يلجأ للعصىً إلًا بعدما يطفح كيله. سيسبقهًا حلول مبتكرة ومبدعة لتحفيز الطلاب ودراسة التاريخ بشكل مختلف. سيشرحوًا على شكل قصة أو بطريقة مسرحية. وسيطلب من طلابه عمل بحث عن شخصيات تاريخية كمحمد على وجمال عبد الناصر وإبداء رأيهم فيمًا قدموهً.
وعلى صعيد علاقته بالإدارة ستكون متوترة للغاية. فهو سيقارن الماضى بالحاضر وسيخرج على المنهج في موضوع الضربة الجوية وسيبح صوته وهو يحاول الشرح لطلابه بأن حرب أكتوبر لم تكن ضربة جوية ً فقط.
وسينتقدً السلطة الحالية وسيقارن ما بين سياستها الأقتصادية والسياسات السابقة. وستكتب فيه مذكرات وشكاوى شتى من أولياء أمور بحجة خروجه على المنهج وتحريضه للطلاب على الثورة وسيحرم من الترقيات لا لمحاولة تدريسه التاريخ كما يجب أن يكون بلً لأنه لم يأمر الطلاب بالسكوت كالأصنام لان (مفتش الإدارة جاى ً). و(لا يشيل عن أبلة سعاد حصة عشان تلحق تطبخ) وسيكرهه أولياء الأمور والطلبة لإنه يرفض الغش في الأمتحانات. وربمًا إنتظره طالب بمطواة على ناصية شارع المدرسة. أو سماه الطلابً(أستاذ أبو عقدة) لرفضه الغش!
-لا أعتقد أنه كان سيرتدىً حملاته جاكيت أو قميص أفضلً وأبسطً وأوفرً. سيحافظ على بدانته وربمًا تزيد فهوً يسكن في بيت العائلة وما أدراك ما هو أكل بيت العائلة. الصحفى إبراهيم عيسى يتمتع بصفة يحسده أصدقائه عليهًا (الروقان). في عز أزماته يضحك ويحافظ على فيلمين كل يومً. سيضحك أستاذ إبراهيم أيضًا ولكن من الغلبً ومن ظروف الحياة والمدرس في مصر المؤسفة والمحزنةً. ولن يستغنىً عن المقهىً والشيشة وتشجيع الزمالك وتعليقه على أحوال البلادً وأحواله الصعبة بمقولة محمود المليجى في إسكندرية ليه (وعايزنى أكسبهًا)
الدروس الخصوصية! . أعتقد لظروف الحياة المعقدة كان سيقبلهًا. ولكن ليس بطريقتهًا التقليدية القائمة على الحفظ والتلقين. سيحافظ على أسلوبه التنويرى القائم على التفكير والأبداع وسيحافظ على أساليبه الغير تقليدية في تعليم التاريخً. فربمًا إرتدىً زي عرابى لكى يشرح لهم ثورة عرابى أو استعان بذقن محمد على لشرح وتبسيط تجربة محمد على لشباب الفيس بوك الأمر الذي قد يدفع بوجود طلاب يحبوًا التاريخ والتعليم بشكل عامً وطلاب يهربوًا منه ويسخروًا من طريقتهً.
ومن المؤكد سيسمع أولياء أمور يلعنوًا سلسفيله زاعقين (يا عم. أديهم اللى هيجى في الأمتحان العيال هتسقط!). سيجلس على المقهى ليلًا يلعب الطاولة ويدخن النار جيلة وفوقه يافطة عند خطاط قويسنًا الأول تقول (أستاذ إبراهيم عيسى. مدرس التاريخ. (التاريخ كما يجب أن يكون) الحجز مفتوح من أول يوليو. بجوار مقلة أبو عبده)
– سيفخر بأبيه دائماً وأبداً … وإبنه لن يكون مدرساً ولا زملكاوياً فهو كما يقول دائماً يريد لإبنه أن يكون أحسن منه
– سيكون اتجاه جديد ومخلتف سيقبل عليه البعض ويهجره الكثير.
-على الصعيد الصحفى. الوضع مختلف فهو يقول في أحدى حواراته بأنه صاحب ثالث مدرسة صحفية في مصر. بالتأكيد بعدم وجوده لمًا كانت أيقونة الدستور. ولتأخر ظهور وبزوغ نجوم صحفين وكتاب ملئوًا الساحة الأعلامية الآن. وسطعتً المعارضة الكارتونية القائمة على مهاجمة الوزراء ومجلس الشعب فقطً وإختفت معارضة رأس النظامً. ولإرتاحت جهات أمنية كثيرة تعبت من وجود هذا الرجلً. ومع رياح التغيير وظهور حركات معارضة ككفاية وغيرهًا كانت ستظهر المعارضة الصحفية لكن بدرجات أخف وأقل من تجربة الدستور بكل تأكيدً. وربمًا أرسل أستاذ إبراهيم عيسى مدرس التاريخ في قويسنًا مقالًا لبريد الجمعة يشكوً فيه من أوضاع المركز ويطلب بتدخل المسئولين وسيحاول إيصال صوته ومقالاته للأعلامً والصحافة دائمًا.
طبعا كل هذا خيال أتمنى أن تكونوًا استمتعتوًا به. فالمؤكد أننًا كسبنًا صحفيًا لامعًا وخسرنًا معلمًا مثير للجدلً والدهشة. وعند العودة إلى 2016 نرىً أننًا نملكً صحفى وكاتب يعمل بروح المدرس والمعلم إبراهيم عيسى.