ملامحها المصرية الفرنسية خطفت الأعين لها بالرغم من أدوارها الصغيرة وسط كبار فناني عصرها في مصر، كما أهلتها للعمل في مجال الأزياء في باريس، وكذلك جعلت الكثيرين يظنون أنها حصلت على لقب ملكة جمال مصر رغم إنكارها، هي الفنانة المختفية على الأضواء “ليلى شعير”.
نرشح لك : أين اختفى هؤلاء؟ (5).. ناهد يسري
ولدت شعير في (18 يونيو 1940)، لأب فنان، ومثال صنع للملك فاروق تمثالاً خاصاً، وأم فرنسية تعمل مغنية في الأوبرا في باريس، تركت فرنسا لتستقر مع زوجها وكريمتها في مصر.
درست ليلى في مدرسة الليسيه في القاهرة، ولم تفكر في التمثيل قبل عرض صديقة والدتها، بأن تقابل زوجها المنتج الفني، فعرفها على فطين عبد الوهاب، الذي منحها أول فرصة ظهور سينمائي لها، في “عائلة زيزي” في دور فتاة تمارس رياضة “اليوجا” التي تتقنها في الواقع، وتخطف قلب “أحمد رمزي”، في الفيلم، بالرغم من اعتراض والدها على دخولها لعالم الفن، إلى أنها أقنعته بذلك.
كانت شعير متعددة المواهب، بجانب ملامحها الجذابة، كانت تحب الباليه الذي تعلمته علي يد مدربين روس في مصر، وتهتم بممارسة الرياضة، خاصة اليوجا، التي سهلت عليها دورها في فيلمي “عائلة زيزي” و”العريس يصل غداً”.
نجحت الفنانة الصاعدة في أدوارها الأولى، وخطفت الأنظار لها، خاصة صناع الموضة، الذين عرضوا عليها أن تشارك في عروض للأزياء كان أولها من “صالحة أفلاطون” صديقة والدتها، لتقنع والدها الذي رفض ذلك أيضاً وتعمل مع كافة بيوت الأزياء والمحلات في مصر، ومنها إلى دور الأزياء في باريس، التي كانت أمها تعيش فيها ومن ثم زوجها، الفنان عمر الترجمان، الذي دخل الفن بسبب ملامحه الوسيمة، إلى أن عدم امتلاكه للموهبة أدى إلى فشله، ومن ثم هجرته إلى فرنسا لمتابعة أعماله التجارية.
كان عمل ليلى في الفن متقطعاً، لرغبتها في اختيار أدوارها بدقة ولتركيزها على عالم الأزياء، فبدأ مشوارها الفني عام (1963)، والذي قدمت فيه عدة أعمال هي “عائلة زيزي”، و”العريس يصل غداً” و”القاهرة في الليل”، وقلت أعمالها بعد ذلك لسفرها إلى باريس، إلى أن أرسل لها “حسام الدين مصطفى” تلغرافاً يطلب منها العمل في فيلم “السمان والخريف”، عام (1967)، أمام محمود مرسي ونادية لطفي.
لعبت الصدفة والصداقة دوراً في اختيار ليلى شعير لعدد من الأدوار كان أبرزها “جحيم تحت الماء، الذي عرض عليها سمير صبري، المشاركة فيه أثناء الصدفة التي جمعتهما في طيارة واحدة أثناء العودة من باريس، ووافقت على خوض تجربة من إنتاجه، وكذلك شاركت في “حدوتة مصرية” مع المخرج “يوسف شاهين” الذي كان صديقها هو وزوجته، وعرض عليها الدور أثناء أحد لقاءاتهما، وأيضاً آخر أفلامها “ما تيجي نرقص” الذي أقنعتها المخرجة “إيناس الدغيدي” بالتمثيل فيه بصعوبة لرفضها الشديد بسبب رغبتها في البقاء بجوار والدتها في آخر أيامها خاصة مع اشتداد مرضها.
وكان من أبرز المواقف التي تعرضت لها شعير خلال مسيرتها الفنية، هو إعادة مشهد ضربها، من أحمد زكي، في فيلم “الهروب”، للمخرج عاطف الطيب، أكثر من (20) مرة، كما أصر الكثيرون على أنها حصلت على لقب ملكة جمال مصر، وهو ما نفته في عدد من اللقاءات والحوارات.
ولم تقدم ليلى شعير سوى عملين تلفزيونين فقط، هما “وجه القمر”، مع فاتن حمامة والعمة نور، مع نبيلة عبيد، وبالرغم من عدم اعتزالها الفن، إلى أن عدم مناسبة الأدوار المعروضة عليها خلال الفترات الماضية، دفعها للابتعاد عن الأضواء منذ عام (2006).