جدل كبير أثارته الإعلامية منى عراقي، مقدمة برنامج المستخبي على شاشة القاهرة والناس، بعد تسليطها الضوء على حمام باب البحر، والذي قالت إن ممارسة للجنس الجماعي بين الرجال تتم داخله مقابل المال، إلا أن المحكمة أقرّت ببراءتهم جميعا من هذه التهمة.
عراقي في حوارها الأول بعد القضية تتحدث مع “دوت مصر” عن الحكم والبراءة وعن كواليس البرنامج، وإليكم نص الحوار:
بداية ما هي قصة باب البحر؟
القصة بدأت عندما عرفنا أن بعض الحمامات، وخاصة البلدي منها، تتم بها ممارسة الجنس، بشكل غير آمن على الإطلاق، قمنا بالتحقيق قبل عرضه بـ4 أشهر، وتتبعنا خيوط الحمام، وأكثر من مرة، وتم التأكد لنا من الممارسات التي تتم هناك.
في كل مرة تكونين أنت بطلة الحلقة.. فماذا حدث هذه المرة؟
من ذهب إلى هناك كان أحد أفراد فريق البرنامج، “أنا أعمل مخدرات ماشي، سلاح ممكن، آثار يجوز، بس حمام رجالي وهقلع إزاي، فيه حدود للتنكر، وكدا مش هعرف أصور”، وتأكدنا مما لا يدع مجالا للشك أن الحمام يمارس به الجنس مقابل المال.
كيف توصلتم للحمام؟
الحمام موجود على مواقع للسياحة الجنسية بين الذكور، توضح للناس أين مكانه وما هي طبيعته، فهو مدرج على قوائم تلك المواقع بمكانه، والناس تدخل للتعليق، وللأسف عرفنا أن رجال الشرطة ذهبوا للحمام أكثر من مرة، لكنهم لم يستطعوا القبض على أحد، فالقضية ليست قضية منى عراقي.
موقع إخباري شهير أجرى تحقيقا عن حمام باب البحر قبلك، فلماذا الجدل حول برنامجك؟
لأنه للمرة الأولى يكون التحقيق عن هذا الموضوع في تليفزيون، صوت وصورة، هناك الكثير من قضايا ممارسة الجنس للسيدات ويتم تسليط الضوء عليها، ولكن لا أحد يعلم ماذا يحدث عقب القبض عليهن مثلا.
كيف رأيتِ حكم البراءة على المتهمين؟
في البداية علينا القول إن التشريع في مصر ليس له علاقة بالشريعة الإسلامية، ووضع بطريقة من المستحيل إثبات القضية على المتهم، فنسبة القضايا التي تثبت فيها الإدانة قليلة جدا، حتى إذا كانوا متلبسين، فالقضية ليست البراءة أو الإدانة، الموضوع هو وجود حمام تحدث به هذه الأفعال، ومصر ليس بها تشريع لممارسة الجنس، وهنا نجد الحل إما إغلاقها أو العمل بترخيص، فهدف المستخبي تغيير حقيقي، و”بنكشف أي منطقة ضلمة”.
ماذا عن الهجوم الذي تتعرضين له؟
فرحانة، أي إعلامي في الدنيا هدفه إنه يسلط الضوء على القضية، ألم يفكر أحد أن الحمامات المماثلة خافت وقلت، و”الناس اللي عندهم ميول زي دي خافوا”.
وماذا عن حكم البراءة؟
فرحت أيضا بحكم البراءة، لأن هدفي ليس سجن أحد، و”لو عايزين أروح المحكمة أهلا وسهلا، علشان زي ماخدوا براءة آخد أنا كمان براءة ونشوف مين اللي غلطان، أنا بقولها.. خدونى المحكمة”.
وللعلم، البراءة جاءت للمقبوض عليهم ساعة القبض فقط، فالضابط المختص بالقضية لم يذكر أنني حضرت، كما أن الضابط قال إنه قبض على كل الناس، وحين دخلنا إلى الحمام كان يوجد أربعة مرتدين ملابسهم، ولم يدخلهم القضية، وهذه غلطة إجرائية تهز القضية بشكل كبير، “أنا مالي إن الظابط بوّظ القضية”، وللعلم تحريات قسم الأزبكية السابقة تؤكد أن هذا الحمام يدار لممارسة الجنس واسألوا المأمور”.
بماذا شعرتِ وكيف كانت نظرات المشاهدين لكِ عقب الحلقة؟
مش خايفة خالص، مصر بها مجتمعان ليس لهما علاقة ببعضهما، مجتمع الأغلبية المتحفظة، وهذا معجب بما قدمته، على الرغم من أن هؤلاء هم الذين كنت أخشى منهم، وهم متابعون لما أقدمه، ومجتمع آخر اسمه “السوشيال ميديا” وهو ذلك المجتمع الذي لا يشاهد التليفزيون، ولا يعرف منى عراقي، ولا ماذا قدم المستخبي، وأقول للجميع “أنا لست ضد المثليين”، وأتساءل: لماذا انتهى الحكم بالبراءة وأصبح الهم هو التشهير والهجوم علي، ما فعلته ليس جديدا، هو جديد فقط في مصر، خاصة أن سيدة هي من تقوم بتصوير الرجال، وأنا لم أشهّر بشخص منهم ، ولم أصوّر وجه أحد.
رغم تأكيدك علم الأجهزة الأمنية بالحمام، بم تفسرين عدم إغلاقه قبل ذلك؟
“هو في إيه في مصر بيتقفل”، كل الناس التي يتم اتهامها بقضايا الغش والنصب لا يتم غلق ما يملكون، “أنا جاية علشان أخلّي الجهات الرقابية تشتغل”، الجميع الآن يعلم أن منى عراقي إذا دخلت قضية ستتابعها لآخرها، والجميع عرف أن هناك رقابة ليس في باب البحر فقط، بل في كل حمامات مصر، وكل أماكن ممارسة الجنس رفعت شعار “خلي بالكم” وهذا هو دور المستخبي.
وبما تردين على من شكك في مصداقيتك؟
“اللي بيقول منى عراقي كدابة يدور على تاريخ الحمام، تابعوا شغلي وشوفوا في أي شيء كدبت”.
طالما ترين أنكِ قدمتي عملك، فلماذا الهجوم؟
“في ناس عايزة سبوبة”، مثلا بسبب حلقات سابقة عن بيع شهادات أمريكية مزورة، تم إغلاق مدرسة ابن سينا ومدرسة المصرية المتكاملة من قبل وزارة التربية والتعليم، وتحفظت الوزارة على أموال المدارس هذه، وذلك بسبب منى عراقي.
وماذا تقولين للإعلاميين المهاجمين لكِ؟
أقول “أنا مش كدابة، بس متشكرين على اللي عملتوه”، كل الجدل الذي أثير أفادني جدا.
كيف ذلك؟
كمخرج تسجيلي في مصر، يكون المفيد هو جلسات الجدل التي أثارتها الحلقة.
وما الذي انتهت إليه هذه الجلسات؟
البعض وجد إنني لم أتعامل مع الموضوع بحساسيته الإنسانية، وتم التعامل مع الأمر بمهنية وسبق فقط.
في النهاية.. هل ستكررين التجربة؟
نعم، سأعيد نفس التجربة مع أي حمام إذا استدعى الأمر، ولكن ممكن المعالجة تختلف، لأن هذه القضية حساسة، ويجب أن يكون التعامل معها بحرفية أكثر.
حمام رمسيس عاد للعمل.. والأبرياء يطاردون منى عراقي
منى عراقي لمتهمي حمام باب البحر: مبروك البراءة لكن موقفي لم يتغير