محمود مجدي
هذا المقال ليس دعوة لوراثة عادل إمام.
هذا المقال هو عرفان واحترام لفنان ربّى وجدان ملايين..
هذه محاولة لدراسة عوامل نجومية عادل إمام… التي حولته من “الممثل” عادل إمام إلى “الزعيم” عادل إمام.
محاولة لدراسة نجوم الساحة الحالية ومن يصلح فيهم لاستكمال مسيرة الزعيم..
على الرغم من المقارنة الصعبة -وعادل إمام يعتبر ظاهرة من ظواهر الفن التي تحدث كل قرن مرة- إلا أن هذا لا يمنع من التساؤل والبحث والتحليل عمّن يخلف جيل الرواد، وبخاصة بعد رحيل رموزه (أحمد زكي /نور الشريف /محمود عبد العزيز).
إليكم 5 أسماء هم الأبرز على الساحة الفنية حالياً.. وهم المرشحون المحتملون لاستكمال المسيرة التي بدأها وصنعها وتوجها الزعيم عادل إمام.
الأول: أحمد حلمي
عادل إمام يتمتع بصفة لا توجد عند الكثيرين؛ الذكاء، والذكاء الفني تحديداً.. وظهر ذلك في اختياره لأعماله، للمشاركين فيها وحتى في ظهوره على الساحة الإعلامية والاجتماعية، وهو ما يخلفه ويسير على دربه بامتياز… أحمد حلمي.
هو من أذكى الفنانين على الساحة.. يجيد اختيار أدواره وموضوعات أفلامه ويمتلك الجرأة الفنية الكافية التي تجعله يجازف ببطولة عمل – قد يبدو غريباً وقد لا ينجح جماهيرياً – لمجرد أنه يحبه ويقتنع به.
في سنوات قليلة نجح في صناعة اسم ونجومية تجعله في مكانة خاصة ومنفردة وسط أبناء جيله، إلا إنه لم يتحول، بصورة أو بأخرى، وطيلة العشر أعوام الماضية، إلى ظاهرة فنية..
ظاهرة بمعنى أن يؤثر في جمهوره لدرجة أن يقتدي به ويقلده.. يقلده في ملابسه وإفيهاته، أو أن تتحول شخصياته لماركات تجارية يرتزق منها العشرات.. وغيرها من الظواهر التي ينفرد بها عادل إمام (موضة الجينز في التسعينات والثمانينات).
معظم جمهوره من الطبقات الوسطى والراقية ويتمتع باحترام وحضور من الطبقات الشعبية والفقيرة، إلا أنه لم يؤثر فيهم لدرجة أن يقلدوه في كل أفعاله.. فأعماله أغلبها تناقش موضوعات خفيفة لطيفة -باستثناء عسل أسود- تجعل الفيلم نزهة لجمهوره من الطبقات المختلفة، وهو غير مطالب بغير ذلك في جميع الأحوال.
الثاني: أحمد مكي
على الرغم من بدايته الرائعة بشخصية (H دبور) والتي أصقلها وبروزها وقدمها للناس عادل إمام في مرجان أحمد مرجان.. وما تلاها من أعمال مثل (طير إنت)، (لا تراجع ولا إستسلام)، (الكبير أوي) التي جعلت مكي من أبرز نجوم جيله، وأدخلته في مقارنات متعددة مع أحمد حلمي على زعامة عرش الكوميديا الجديدة!.
جرأة مكي وقدرته الشديدة على تجسيد كاراكترات متنوعة في وقت واحد -أبرزها بالطبع “حزلقوم”، والذي تحول لأيقونة من أيقونات الكوميكس على مواقع التواصل الاجتماعي… وبالرغم من تقليده واقتدائه بالزعيم في نقطة عدم الظهور الاجتماعي والإعلامي، إلا إنه يشترك مع حلمي في موضوعاته الخفيفة البسيطة التي لا تناقش قضية ولا تبرز سلبية من سلبيات المجتمع.
بالإضافة لخياله الجامح ورغبته في إدخال أصناف جديدة من الأفلام والموضوعات (الفانتازيا بزيادة) وهي مغامرة جيدة وتحسب له، إلا إنها لم تنجح مع الجمهور المصري (فيلم سيما علي بابا).
ولكن خط الكاراكترات المميز الذي بدأه من الممكن أن يميزه عن نجوم جيله بشرط التجديد وإضافة كاراكترات جديدة ومتنوعة وليس التكرار لدرجة الملل كما حدث في (الكبير أوى) بأجزائه الخمسة.
الثالث: علي ربيع
منذ ظهوره المميز في مسرح مصر.. والجميع تنبأ له بأنه (صاروخ الكوميديا القادم/ خليفة عادل إمام/ علي ربيع بيضحك من الهوا)، وغيرها من الألقاب التي شاهدناها على مواقع التواصل الاجتماعي.. وللأسف هي من أوقفته عند نقطة محددة لم يتخطاها حتى الآن!.
عفويته الشديدة وقدرته على الإضحاك بأقل مجهود، وجمهوره العريض في مختلف الطبقات، وغيرها من المقدمات والبشائر التي تميز بها علي ربيع.. فهو كوميديان له جمهور ومقلدون في الشارع المصري وهذا موضوع في غاية الصعوبة، لم ينجح فيه سوى عادل إمام وفنان سنذكره بعد قليل.
إلا أنه توقف مكانه تماماً ولم يقدم جديداً ولم يتخط مرحلة الانتشار، وبعدما كان نجم فرقة مسرح مصر الأول، شاركه وقاسمه النجومية في المواسم التالية “مصطفى خاطر وحمدي المرغني”، وبالطبع “علي” طاقة كوميدية جبارة إلا أنه يحتاج لإدارة موهبته وتقديم أدوار وأعمال جديدة وبخاصة بعد ثقة المنتجين فيه.. فعلي أمامه طريقان؛ إما إن يصبح الوريث الشرعي لعادل إمام، أو مزيد من الإهمال والعشوائية.. ومن ثم النسيان والموت الإكلينيكي كما حدث لمواهب عظيمة مثل سعيد صالح ومحمد سعد.
الرابع: محمد عادل إمام
ابن الزعيم الذي نجح في أعوام قليلة في التمرد على كل الظروف التي واجهته وأهمها وأبرزها أنه ابن عادل إمام!.
حظ الاقتراب من الزعيم نعمة كبيرة من الممكن أن تتحول لنقمة.. خصوصا إذا كنت ابنه.. فكل خطوة ستخطوها ستسمع وستمل من السماع بأنك ابن عادل إمام.
الاقتراب من الجمهور وثقته واستلطافه لمحمد بدأت في أعمال عادل إمام (حسن ومرقص/ فرقة ناجي عطالله– صاحب السعادة) بالرغم من تقديمه أدوارا جيدة وقيمة قبلها (كناريا وشركاه/ حسن ومرقص)، إلا أنه في عامين، صنع لنفسه نجومية جعلته يتربع على عرش الإيرادات (كابتن مصر/ جحيم في الهند)… وخطواته الأعوام القادمة هي التي ستحدد مدى استفادته من والده سواء في أعماله أو ظهوره الإعلامي والاجتماعي.. وعلى الرغم من صعوبة أن يكون ابن النجم.. نجما.. وخصوصا في مصر.. إلا أنها ستكون ظاهرة وحدثاً سيذكره ويتذكره الكثيرون إذا نجح فيه.
الخامس: محمد رمضان
ستدهش عزيزي القارئ أنني لم أختم بفنان كوميدي في “قائمة الورثة” وقد تصيح غاضباً: وإيه دخل رمضان هنا؟… هو طالعلنا في كل حتة؟. وقد تتساءل لماذا لم تذكر نجوما أقدم من رمضان؟.. أجيبك بكل بساطة بأن رمضان ظاهرة حقيقية في الشارع المصري.
في سنوات قليلة تمتع بحب وشعبية الملايين.. ملايين يعتبرون رمضان مثلا وقدوة لهم.. آلاف جلسوا على المقاهي لرؤية مسلسله.. شخصياته وجملة “ثقة في الله نجاح” يقلدها الكثيرون… الأسطورة أصبحت ماركة تجارية.. على الرغم من نفور بعض الطبقات منه، إلا أن جماهيرته في الشارع تجعله الامتداد الطبيعي للزعيم من حيث الجماهيرية والتأثير في الشارع المصري.
التحدي الأبرز له في الأعوام القادمة هو كسب ثقة وحب الطبقات العليا.. وترسيخ أقدامه عند رجل الشارع العادي.. وإثبات أنه أسطورة حقيقية وليس مجرد ظاهرة تظهر سنوات وتختفي بعدها.