احتلت قناة “الجزيرة” مساحة لا يُستهان بها من الجدل العام فى مصر، عبر ما تعتمده من نهج يعتمد على التضليل وقلب الحقائق، واستخدام الإعلام كأداة سياسية وتحويله إلى أداة للتخريب وإشاعة الفوضى ودعم الأعمال والتنظيمات الإرهابية.
غير أن المثير للأسى، وللأسف أيضا، أن هذا الجدل لم يرتكز على مناقشات جادة أو موضوعية لما تفعله “الجزيرة”، أو ينير الطريق لكيفية التعامل الإيجابى للتصدى لهذه الظاهرة المؤسفة، التى جعلت من مشيخة صحراوية لا قيمة لها كيانا يشاغل دولة عريقة وكبيرة مثل مصر، ويتدخل فى شؤونها الداخلية. بل انصب الاهتمام فى كثير من الأحيان حول تراشق محبط، وفارغ من المضمون حول الموقف من قضية الظهور على شاشة “الجزيرة”. ومثل هذا النوع من النقاشات سرعان ما كان ينزلق إلى تناول سطحى وتراشق وتبادل للاتهامات الشخصية، وتتوه القضية الأصلية فى ظل السياقات الإعلامية التى يتم ملؤها بالإثارة والتشنج والمواقف الانفعالية.
ولسنا هنا فى حاجة إلى مناقشة سياسة “الجزيرة” أو أهدافها المعروفة للكافة، ولكن ما ينبغى الإشارة إليه هو أن هناك حاجة فعلية لاتخاذ خطوات جادة لكشف زيف وتهافت ما تفعله “الجزيرة”، سواء عبر الإعلام المصرى الخاص أو التليفزيون المصرى الذى تنفق عليه الدولة مليارات الجنيهات ومئات ساعات البث دون أن يشعر به أحد. فعلى الأقل ينبغى تخصيص برامج أو فقرات راتبة لمتابعة ما تقدمه “الجزيرة” وكشف التلاعب الذى تقوم به فى صياغة الأخبار، وتوضيح الحقائق التى يتم تمويهها على المشاهدين فى كل البلدان العربية، عبر اجتزاء بعض الأخبار أو المشاهد وإعادة صياغتها، وتكرار بعضها بإلحاح ثم إعادة دمجها فى شكل تقارير، مع تضخيم ما تقول إنه مقاومة، لما يقولون إنه انقلاب على الديمقراطية فى مصر.
هذه الخلطة من الزيف تعتمد على نظرية تكرار الرسالة الإعلامية عشرات المرات بصيغ مختلفة، لتكريس صورة ذهنية معينة لدى المتلقى، بغض النظر عن الواقع القائم بالفعل. ومن النماذج الدالة على ذلك مثلا ما كانت تقوم به “الجزيرة” من تسمية المظاهرات المحدودة التى كان يقوم بها بضع عشرات من أعضاء قسم الطلاب فى التنظيم الإخوانى، بأنها الحركة الطلابية المصرية، أو تقديم بعض المظاهرات الإخوانية التى كانت تخرج فى أحياء طرفية أو فى بعض القرى أو المدن الإقليمية الصغيرة، والتى سرعان ما تنفض بعد تصويرها، باعتبارها المقاومة التى تنتشر فى ربوع مصر، فى حين أنها تظاهرات محدودة فى قرية دلجا بالمنيا أو فى أحد شوارع مدينة قطور الريفية فى الغربية مثلاً. والمثير أن مثل هذه التحركات المصنوعة ربما لم يكن يشعر بها كثير من سكان القرية أو المدينة نفسها، ولكنها تملأ الشاشة عبر نشرات الأخبار والتقارير المصورة والتعليق والتحليل والمقابلات التى تصنع سياقا وهميا. غير أن المشاهد فى كل الأماكن التى يصلها بث “الجزيرة” لا يعرف أياً من هذه المعطيات، ولا يتلقى سوى هذه الصور التى تكرس الانطباع بأن الأحوال فى مصر مضطربة، والاستقرار بعيد المنال، و(الانقلاب) سوف يسقط قريبا.
الآن وبعد هدنة قصيرة إثر إغلاق “الجزيرة مباشر مصر”، عادت “الجزيرة” لتستأنف تآمرها من جديد فتضيف إلى جانب التشويه الإعلامى والتحريض مساندة العمليات الإرهابية وإظهارها كأنها رد فعل على إجراءات الدولة لبسط الأمن وحماية المجتمع من الإرهابيين والمخربين، الأمر الذى يهدف لتهيئة المناخ لدورة جديدة من العنف أو الفوضى أو الاضطرابات فى مصر.
وعلينا أن نعترف بأن قناة “الجزيرة”، بنسختيها العربية والإنجليزية، لعبت دورا فى نشر الكثير من الصور الزائفة عن طبيعة ما يجرى فى مصر، وبالتالى يكون السؤال هو: كيف نواجه ذلك ونتعامل معه.. هل بمجرد الغضب والانفعال السلبى، أم بتقديم مادة إعلامية موازية توضح تهافت هذا الخطاب وتعريته وفضحه، وإثبات ذلك بالخبر والصورة والمعلومة؟
فهل يجوز أن يبقى التليفزيون المصرى عاجزا عن مهمة هى فى الحقيقة فى متناول اليد، أو تخصص القنوات الخاصة ساعات طويلة لأشخاص لا يفعلون شيئا سوى الحديث والتعليق الممل لخدمة أغراض محدودة تخص أصحابها، ولا تنتج سوى زيادة حدة الاستقطاب الداخلى وتفتيت تحالف 30 يونيو، بينما يغفلون عن دورهم الأهم فى الذود عن مصر هجمة الإعلام المساند للإخوان وأنصار بيت المقدس.
نقلا عن “المصري اليوم”
إقرأ أيضًا:
الأسد يهاجم فاتن الحلو على أنغام “بشرة خير”
جيهان منصور تطلب 3 مليون جنيه من “التحرير”
مفاجأة ..القسام للجيش المصري :جرحك جرحي ..عدوك عدوي
متأكّدٌ أنّك تعرف الحاوي “توفيق عكاشة”؟!
أحمد عبده مراد : مأساة صحفي معاق
مصطفى يسري: عزيزي طالب الإعلام!!
أحدث 5 صور لمي كساب وأوكا بعد الزفاف
يوتيوب يحذف أغنية رامي عصام بسبب مصطفى إبراهيم
7 معلومات حقيقية عن زاب ثروت
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا