حظى الفيلم الإيراني ” في الظل” باعجاب عدد كبير من النقاد والصحفيين بعد عرضه في ثاني أيام مهرجان أجيال السينمائي الرابع بالدوحة وهو فيلم رعب مصنف للكبار فقط ويعود بالمتفرج لمتابعة ما كان يجري في طهران إبان الحرب مع العراق لكن من زاوية مختلفة تماما حيث تأثير الحرب على طفلة صغيرة تعيش مع والديها تحت القصف وكيف تحول الخطر الحقيقي إلى أوهام غيبية سيطرت على عقل الجميع.
الفيلم انتاج مشترك بين إيران وبريطانيا وقطر والأردن وهو ناطق بالفارسية وتابعه جمهور المهرجان باللغتين العربية والإنجليزية، ومدته 95 دقيقة ويعد العرض في أجيال هو الأول للفيلم في الشرق الأوسط وإفريقيا هو مرشح لجائزة الأوسكار البريطانية عن أفضل فيلم بلغة أجنبية.
تدور أحداث الفيلم حول ضحية لأحداث ما بعد الثورة والحملات ضد المنشقين، هذه الضحية هي شيده التي كانت فيما سبق طالبة بكلية الطب ثم أصبحت ربة منزل. يتم إرسال زوجها الطبيب إلى مهمة عسكرية في منطقة حربٍ ضروس، ويتصاعد التوتر والقلق في المنزل لكن شيده تصرّ على البقاء في طهران مع ابنتها دورسا، حتى بعد أن ترك باقي نزلاء المجمع السكني بيوتهم هربًا من القنابل.
بعد أن يضرب صاروخٌ المنزل تختفي الدمية المفضلة لدورسا وتبدأ الطفلة الصغيرة في مشاهدة رؤى مفزعة. ومع تفاقم الوضع، تحاول الأم السيطرة على الأمور لكن السيدة إبراهيمي زوجة مالك العقار تخمّن أن جنًّا استهدف الأسرة. تتدهور حالة دورسا وتبدأ شيده هي الأخرى في مشاهدة كوابيس مفزعة لتتلاشى الخطوط الفاصلة بين أهوال الحرب من جهة والخوف من استحواذ القوى الغامضة من جهة أخرى.
الفيلم للمخرج باباك أنفاري وهو صانع أفلام حائز على جوائز في إيران ويقيم حالياً في لندن. شارك منذ عمر 16 في إنتاج العديد من الأفلام القصيرة ومقاطع الفيديو الفنية عُرضت في فعاليات ومهرجانات حول العالم. اختير أنفاري من بين 517 مرشح كأحد ثمان نجوم صاعدين في عالم السينما والإعلام ضمن منتدى المخرجين الشباب في مهرجان كريستال في عام 2012. رُشح فيلمه “اثنان واثنان” لجائزة البافتا في عام 2012 وعُرض في عدد من المهرجانات السينمائية الكبرى.