أحمد حسين صوان
“أشعر بالفخر بعد فوزه ببطولة الجمهورية للسباحة على حساب أندية كبرى كالأهلي، والزمالك، ووادي دجلة، خاصة وأنه بدأ ممارسة تلك الرياضة منذ 7 أشهر تقريبًا، فهو حقًا مشروع بطل أوليمبي، وسأظل أرافقه، فهو لا نهاية لطموحه”.. هكذأ بدأ حديث أحمد الدفراوي والد يوسف المُصاب بالتوحد، الحاصل مؤخرًا على ميداليتين ذهبية وثالثة فضية لـ”إعلام دوت أورج”.
الطاقة الكامنة
اكتشفت أسرة “يوسف” الذي يناهز من العمر 12 عامًا، بداية مرضه بالتوحد بالتزامن مع دخوله العام الثالث، حيث كان غير قادرٍ على التحدث مع من حوله، وافتقاده القدرة على التفوّه بلفظ “بابا” أو “ماما”، مكتفيًا فقط بالتلويح بيده دون كلام، حتى تم التوجه به إلى أطباء لإجراء فحوصات طبية من اختبارات سمع وإشاعات مقطعية على المخ، لمعرفة أسباب تأخره في الحديث، إلا أن الأطباء في بداية الأمر يؤكدون أنه طبيعي ولا يُعاني من أي أعراض.
يمر الوقت وإصابة “يوسف” لا زالت مُستمرة معه في ظل تقدمه بالعمر، إلى أن تم عرضه على أحد أطباء التخاطب، وأوصى بضرورة ممارسته لأي رياضة حتى يُفرغ الطاقة الكامنة بداخله، بجانب خضوعه لجلسات طبية من حين لآخر، حتى يتمكن من القدرة على الحديث.
بداية من عامه الخامس، بدأ “يوسف” الحديث ببعض الكلمات القصيرة جدًا مثل “بابا” و”ماما”، فضلًا عن التفوه بجمل لا تتجاوز الثلاث كلمات على الأكثر، إلا أنه متفوقًا في دراسته ومُلتزمًا بواجباته، بجانب ممارسته للرياضة.
طور سيناء
التحق “يوسف” بإحدى المدارس الخاصة، إلا أنه لم يتلائم مع طبيعتها بسبب ظروف مرضه، خاصة وأن تلك المدارس لا توفر الإمكانيات التي تساعد طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لاستيعاب دورسهم، حتى قرر والده نقل الملف الخاص به إلى مدرسة “طور سيناء الابتدائية” بمنطقة الوايلي بالقاهرة، حيث يوجد بها فصول دمج، الأمر الذي يساعد “يوسف” في تخطى السنوات الدارسية بنجاح.
على الرغم من افتقاد تلك المدرسة لبعض الإمكانيات، نتيجة تخاذل الوزارة عن القيام بدورها تجاه هؤلاء الطلاب، إلا أن مُديرة المدرسة وتدعى “عزة”، والإخصائية الاجتماعية بالمدرسة، وإحدى المُدرسات وتدعى “إيمان” كان لهن دور كبير تجاه يوسف وما وصل إليه حاليًا من تفوق رياضي وحصوله على بطولة الجمهورية للسباحة.
الأم مَدرسة
في ظل الظروف الخاصة التي يتطلبها “يوسف” وسفر الأب إلى الخارج نظرًا لطبيعة عمله، فكانت الأم تبذل مجهودًا كبيرًا تجاه ابنها، فلم تشكو مطلقًا ولم تُبد غضبها، من ثقل المسئولية عليها، حيث كانت حريصة دائمًا على تلبية احتياجات ابنها ومساعدته في الانتهاء من واجباته، والتوجه به إلى طبيبه الخاص لخضوعه لجلسات التخاطب، ومرافقته في أثناء التمرين.
يقول والد يوسف، أن زوجته كان لها فضلٌ عظيم بعد الله سبحانه وتعالى فيما وصل له الابن الآن من تفوق دراسي ورياضي، حيث خضعت وقتها كله لخدمة “يوسف” الذي لا نهاية لطموحه.
الطريق إلى الأوليمبياد
أكد والد “يوسف”، أن ابنه يستعد حاليًا لخوض مسابقة كأس مصر التي تُقام في شهر أبريل المُقبل، ضمن خطة التأهيل والاستعداد للمشاركة في الدورة الأوليمبية المُقبلة “طوكيو 2020″، حيث أوضح أن جميع من يشاهد مهارات ابنه “يوسف” يُدرك أنه مشروع بطل أوليمبي.
“استحالة.. غير وارد في حياتنا” هكذا رد والد “يوسف” على إمكانية خوض ابنه للبطولات تحت اسم دولة آخرى، في حالة غياب الدعم المادي من الدولة، مؤكدًا أن “يوسف” يعشق وطنه ويسعى لرفع اسم بلده أمام العالم، حيث أن الأخير يسمع أغنية “بلدنا أمانة في إيدينا” دومًا، كما أن جده كان أحد أفراد المؤسسة العسكرية، ومن المستحيل أن يلعب “يوسف” باسم دولة أخرى غير مصر في المستقبل.
الاستعداد للانطلاق
مارس “يوسف” رياضة السباحة في بداية الأمر في نادي الجلاء، مع الكابتن كريم المصري، حيث آمن الأخير بقدراته وموهبته، من الوهلة الأولى، وأنه سيكون بطلًا يوم ما، إلى أن تولى تدريبه ورعايته، ويدفع به في البطولات والمباريات الودية التي تُقام بين الأندية.
انتقل “يوسف” من نادٍ لآخر، دون اللعب باسم نادٍ بعينه، حتى بدأ يمارس التمرين بمركز شباب الجزيرة، في شهر مايو الماضي، برفقه الكابتن “كريم”، وبالتزامن مع الاستعداد لبطولة الجمهورية، كان من الضروري أن يكون “يوسف” مُقيدًا في نادي مُعين، وبالتواصل مع مسئولي “شباب الجزيرة” ليكون عضوًا به، ظهرت بعد الأزمات بسبب العمل الروتيني في تأخير إنهاء الإجراءات، حتى قرر مُدرب “يوسف” على الفور، بقيده في نادى “الهدف” بطنطا، حتى لا تفوته بطولة الجمهورية
بطل الجمهورية
سافر “يوسف” على نفقته الخاصة، إلى مُحافظة الإسكندرية، الأسبوع الماضي، حيت تُقام البطولة بالأكاديمية البحرية، مُستعدًا لخوض المباريات، حيث كان يستيقظ في تمام الساعة السادسة صباحًا، ويصل إلى الأكاديمية الساعة الثامنة صباحًا، مُنتظرًا دوره لخوض السباق.
استطاع أن يُحرز في تلك البطولة ثلاث ميداليات، منهم ذهبية في مسابقة 400 متر حر “فردي”، محققًا انتصارًا على منافسيه الذين يكبروه بفارق 6 سنوات تقريبًا، حاصدًا من تلك المسابقة لقب بطولة الجمهورية، بالإضافة إلى حصوله على ذهبية أخرى في مسابقة 200 متر تتابع، وميدالية فضة في مسابقة 200 متر باك.
تسجيل غياب
أعرب والد “يوسف” استياءه الشديد من تجاهل المسئولين لتلك البطولة، وغيابهم عن الحضور، مؤكدًا أنه ظل يتساءل عن المكان التي تُقام فيه البطولة، وذلك نظرًا لعدم توافر المعلومات، على الرغم من أنه ولي أمر أحد المُشاركين في البطولة، وذلك بالإضافة إلى عدم حضور أي مسئول ينوب عن المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، وعدم إهداء الفائزين شهادات تقدير من إمضاء الوزير، حيث اكتفى القائمين على البطولة بإهداء ميداليات فقط، وذلك بجانب عدم تقديم أي دعم مادي أو معنوى لـ”يوسف”، حيث يصرف الأخير على تمرينه والبطولات التي يخوضها من نفقته الخاصة.
الطريق إلى الأوليمبياد
أكد والد “يوسف”، أن ابنه يستعد حاليًا لخوض مسابقة كأس مصر التي تُقام في شهر أبريل المُقبل، ضمن خطة التأهيل والاستعداد للمشاركة في الدورة الأوليمبية المُقبلة “طوكيو 2020″، حيث أوضح أن جميع من يشاهد مهارات ابنه “يوسف” يُدرك أنه مشروع بطل أوليمبي.
“استحالة.. غير وارد في حياتنا” هكذا رد والد “يوسف” على إمكانية خوض ابنه للبطولات تحت اسم دولة آخرى، في حالة غياب الدعم المادي من الدولة، مؤكدًا أن “يوسف” يعشق وطنه ويسعى لرفع اسم بلده أمام العالم، حيث أن الأخير يسمع أغنية “بلدنا أمانة في إيدينا” دومًا، كما أن جده كان أحد أفراد المؤسسة العسكرية، ومن المستحيل أن يلعب “يوسف” باسم دولة أخرى غير مصر في المستقبل.