فاتن الوكيل
عندما صعدت رئيسة الأرجنتين على منصة الأمم المتحدة، لتؤكد ازواجية دول العالم، في التعامل مع أهم القضايا على الساحة الدولية، من بينها تمجيد المعارضة السورية، ومن تحويهم من إرهابيين، وتعاملهم مع حزب الله كإرهابي، وهو حزب معترف به في لبنان، والتعامل المشين مع الحرب الصهيونية على قطاع غزة، كانت تخاطب سياسيين وحكومات، حتى قُطع عنها الإرسال، وتوقفت الترجمة.
لكن على جانب آخر، نجد أن أي سياسة وفكرة، تحتاج لتسويقها، عبر وسائل الإعلام لتخلق لها تأييدًا شعبيًا، يعزز الموقف السياسي.
فإذا كان رأس المال هو المتحكم في السياسة الإعلامية للقنوات، والتحريرية في الصحف والمواقع الإخبارية، فإنه بالتالي يأخذ مواقف محددة من القضايا التي يتناولها، ومن هنا يبدأ بث مواد إعلامية ذات رأي محدد، وإغفال مشاهد أخرى ربما تضر بموقفه، وعندما تنجح في خلق زخم شعبي موافق لسياساتها، تزداد النبرة حدة، ولكن تقف وسائل الإعلام في ورطة، عندما تجد بمرور الوقت، حدوث تغير في مواقف الشعوب، أو بمعنى أصح “ترتيب الصفوف” من جديد، عندها تكون وسائل الإعلام أمام ثلاثة خيارات، إما أن تظل على سياساتها، أو تغيرها بشكل كامل، أو تصمت.
إعلام.أورج يعرض مواقف وسائل الإعلام من بعض القضايا، التي أثارتها رئيسة الأرجنتين في الأمم المتحدة، وهل تغيرت أم ظلت على نفس خطها في التغطية الإعلامية:
بشار الأسد.. بين بقاء الدولة وسقوط النظام
تعاملت وسائل الإعلام مع النظام السوري على أنه فاقد للشرعية، ووصفت قوات الأمن بـ”قوات الأسد”، ثم “ميليشيات الأسد”، وبعد أن كان الجيش العربي السوري، أصبح “جيش بشار”، وتعتبر وسائل الإعلام السعودية، الأشرس في حربها ضد النظام السوري، حتى أن المشاهد الذي لا يجد كلمة “ثورة” ف قاموس هذه القنوات، وجدها لأول مرة، ربما ليس إيمانًا بمفهوم الثورة، ولكن لأنها ستستخدم ضد خصم المملكة، فلا بأس.
أما بعد سيطرة الحركات التكفيرية على جميع تحركات المعارضة، وانتباه المجتمعات العربية للخطر الذي تواجهه، خاصة بعد وصول جماعة الإخوان للحكم في مصر وتونس، انتبه الإعلام، إلى أهمية تخفيف حدة خطابها، ليعود “الجيش السوري” من جديد إلى نشرات الأخبار، بدلًا من “جيش بشار”، ولكن الإعلام السعودي ظل على موقفه.
قناة “أون تي في” استمرت أيضًا في وصف قوات الأمن بـ”قوات النظام”، ولكنها في المقابل عرضت الهجمات التي شنتها المعارضة المسلحة على العاصمة السورية، واسقطت عددًا من القتلى.
محاربة القاعدة واستباحة الدول
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، صورة عدد قديم من صحيفة الاندبندنت، وصوة بن لادن تحتل مساحة كبيرة من صفحتها، وبجوارها عنوان كبير يصفه بمقاتل السوفيت الذي يتحرك بجيشه في طريق السلام، ثم أصبح الإرهابي الأول في العالم، والذي على حسه تم غز وتدمير أفغانستان والعراق، حيث مهد الإعلام الغربي، لدخول دبابات الدول الغربية إلى هذه البلاد.
غزة.. بين حماس والمقاومة
سيطرة حركة حماس، على قطاع غزة، سمحت لوسائل الإعلام المصرية بتكثيف الهجوم الإعلامي على القطاع، وهي النبرة الذي زادت حدها بعد الثورات العربية، حتى أن الإعلامي توفيق عكاشة، اتهم المقاومة بالتسبب في الحرب، وأن العدوان الإسرائيلي “رد فعل”، ولكن ظلت بعض القنوات الإخبارية مثل أون تي في و CBC والحياة، والنهار، تهتم أكثر بأعداد الشهداء المصابين، والتركيز على الجانب الإنساني، وتناول جهود وقف إطلاق النار، ومحاولة تجنب الحديث في أي خلافات سياسية، في ظل استمرار تساقط الشهداء.
بينما كان الإعلام اللبناني أكثر توحدًا، وقربًا إلى خط المقاومة، وتمثل ذلك في نشرة أخبار موحدة بين القنوات البنانية، تضامنًا مع القطاع.
وعلى غير المتوقع، جاءت تغطية التليفزيون المصري الرسمي، أفضل كثيرًا من بعض القنوات الخاصة، التي اتهمت المقاومة بالتسبب في الحرب، بدلًا من أن تدين الاحتلال، فبالرغم من اعتبار الحكومة المصرية حركة حماس “إرهابية”، إلا أن عنوان إحدى نشرات الأخبار كان “المقاومة الفلسطينية الباسلة”، وأسفله “القسام تعلن عن قتل 6 جنود إسرائيليين جدد”.
إقرأ ايضا
محمد شردي لـ أمل كلوني : إنتي ولا حاجة
4 صور لبيتر جريست بعد العودة لأستراليا
ترحيل الصحفى الأسترالى المتهم بخلية الماريوت
العفو الدولية تطالب بالإفراج عن محمد فهمي وباهر محمد
محلب عن تسريبات الأخوان : لا يوجد من يصدقها
لا تصدق أن هؤلاء أجمل نساء الأرض!!
مفتي ومونتير يدعمان سيناريو “فبركة” حرق الكساسبة
سمير صبري: ما تقدمه هبة قطب “قمامة فكرية”
سيرين عبد النور تتلقى “لكمة” قوية
5 ملاحظات شكلية على أداء اليمين الدستورية للمحافظين