خبر مفاجئ عن وفاة نيفين رامز زوجة الفنان محمد صبحي، صور جنازة مؤثرة ظهر خلالها صبحي باكيا بصحبة ابنته. هكذا مر الحدث وتبعاته بشكل خاطف. وبعد مرور عدة ساعات بدأت المواقع الإلكترونية تُحاول الوصول إلى بعض المعلومات عن الزوجة التي بكاها صبحي بحرارة خلال جنازتها أمس الثلاثاء 6 ديسمبر.
المعلومات عنها قليلة فعلا، لكن العديد من الفنانين خاصة المقريين من صبحي قدموا العزاء إليه وظهرت من تغريداتهم معرفتهم الشخصية بالراحلة، وذلك بحكم عملها كمساعد مخرج لزوجها في العديد من المسرحيات المميزة التي قدمها.
المعلومات التقليدية عن نيفين رامز هي أنها تنتمي إلى عائلة رضا الشهيرة بالفن الاستعراضي، حيث انضمت لفترة إلى الفرقة، ثم أدارتها لفترة من الوقت أيضا. الأعمال التي شاركت فيها الراحلة “تمثيلا” تعتبر قليلة، لكن هذا لم يمنع وجودها بقوة في حياة صبحي الفنية، حيث عملت كمساعد مخرج في العديد من مسرحياته مثل “كارمن” و”الهمجي” و”عائلة ونيس”.
كانت “نيفين” تقرأ جميع الحلقات التي تُجهز قبل تصوير مشاهد مسلسل عائلة ونيس، حيث ذكر صبحي في حوار تلفزيوني سابق مع الإعلامي مفيد فوزي، أنها خلال قراءة إحدى الحلقات، اعترضت على أن تتضمن أحداث الجزء الثامن، إصابة إبنة ونيس بمرض السرطان. مضيفا أن ذلك حدث قبل أشهر قليلة من اكتشاف إصابتها هي نفسها بالمرض. واضطرارها إلى السفر إلى الولايات المتحدة للعلاج.
الصور التي انتشرت لصبحي وهو يبكي بحرقة في جنازة زوجته، لم تأت من فراغ، فلنا أن نتخيل كيف عاشا حياتهما منذ أن تزوجا وعملا سويا في أغلب الأعمال الفنية حتى إن كانت هي خلف الكواليس، ثم يأتي السرطان بشكل فج ليستولي على حياة أحدهما. تُصبح سنوات العمر التي مضت في جانب، والأيام والدقائق التي تلت معرفة إصابة شريك العمر بمرض قاتل، شيء آخر. الصمت والحزن والابتسامة والحديث وطاولة الطعام التي جمعتهما، كل هذه التفاصيل في جانب آخر، وبمعنى مختلف أكثر عمقا وحزنا.
لم تكن مسرحية “أنت حر” التي قُدمت عام 1981، هي الوحيدة التي جمعت بين نيفين رامز وزوجها محمد صبحي، على خشبة المسرح، وإن كانت الأبرز، حيث سبقت هذه المسرحية، عرض مسرحية “هاملت”، حيث قامت الراحلة فيها بدور “أوفيليا”.
خرجت مسرحية “هاملت” عام 1978، قدم خلالها محمد صبحي واحدا من أروع أدواره. كان هاملت “لايق عليه” بدرجة لا تُصدق، ساعده في تجسيد الدور قدراته الجسمانية في التحرك بخفة على المسرح، خاصة في مشهد المبارزة الشهير بين هاملت ولايرتس. لكن قبل انتحار أوفيليا، نجد أداء راقيا جدا من نيفين رامز، تعرف منذ اللحظة الأولى لها في المسرحية، لماذا أحبها صبحي في الحقيقة. هما الصدق والراحة التي نكتسبهما من النظرة الأولى.
https://www.youtube.com/watch?v=S5mc5k7plKY
الدور الأكبر والأشهر لنيفين كان في مسرحية “أنت حر” عام 1981. خلالها رقصت إلى جوار شريهان في استعراضات المسرحية، تميزت خطواتها بخفة وإتقان وخبرة في ذلك الوقت فاقت خبرة شريهان، ذلك بخلاف التمثيل السهل، والألفاظ الواضحة التي تميزت بها. كانت بطلة الفصل الأول من المسرحية، حيث قامت خلاله بالتمثيل والرقص والغناء معا.
لم تغب نيفين رامز لحظة عن مسرح محمد صبحي، وربما كانت هي سبب إضافي في تميز مسرحه، وليس دقته المعروف بها فقط. مع الوفاة نبدأ في العودة إلى الوراء، لنتعرف على من فقدنا، وبالتأكيد ستكون هذه فرصة لمحبي الفن والمسرح على وجه الخصوص، ليعيدوا المشاهدة، ويتعرفوا على “الفنانة” نيفين رامز حتى وإن كانت المعرفة قد تأخرت.. جدا.