أصدر الكاتب الروائي تامر عمر، روايتها التي تحمل اسم “نبوءة رع”، والتي تعد أولى روايات الأدب العربي التي تتعرض بالمعالجة القصصية الدرامية لعصر ما قبل الأسرات من التاريخ الفرعوني.
تحكي الرواية، قصة مصر بقطريها قبل توحيدها في أول مملكة موحدة على يد الملك نارمر، وكيف أن الجذر الحقيقي لفكرة الحضارة يتمثل في تنازل الفرد الطوعي عن جزء من حريته الفطرية لصالح ما نسميه اليوم الدولة والمجتمع. الأمر الذي أمكن، مع تنميته، إقامة أول وأقدم دولة مركزية عرفها التاريخ على أرض مصر. هذه الدولة الراسخة التي تمكنت عبر تاريخها الطويل من أن تظل متماسكة وسط محيط إنساني لا يقدس فكرة الدولة ولا يقيم لأهميتها وزناً.
تهدف هذه السلسلة إلى هدفين رئيسيين:
الأول: تعريف المصريين بتاريخ أجدادهم القدماء، هذا التاريخ الذي يعلمه السائحون الذين يزورون مصر إعجاباً وتقديراً منهم لهذا التاريخ المشرِّف، والذي يجهله أحفاد هؤلاء العظماء الذين أشرق على أرضهم فجر ضمير الإنسانية.
والثاني: إصدار شهادة براءة لهؤلاء القدماء مما لحقهم من سمعة سيئة، فرضتها قراءات لنصوص تراثية مشبوهة، كتبتها فئة قليلة في لحظة تاريخية انقطعت فيها شعوب المنطقة عن تاريخهم، بل وتعذر فيها عليهم استخدام لغاتهم الأصلية المدونة على جدران المعابد التاريخية الخالدة، لتصبح رؤية تلك الفئة هي الرؤية الوحيدة المعتمدة لقراءة تاريخ المنطقة، برغم نفي كل الحقائق الأركيولوچية والچيولوچية والأنثروبولوچية لتلك الأطروحات والنصوص التي اكتسبت صفة القداسة، عدواناً على التاريخ وتزييفاً للحقيقة.
يذكر أن تامر عمر هو كاتب روائي وسيناريست، يعكف على مشروع لكتابة تاريخ مصر الفرعونية ابتداء من عصر ما قبل الأسرات وحتى الغزو اليوناني لمصر، وذلك في إطار روائي متصل، يبرز عوامل نهضة مصر القديمة وأسباب سقوطها.