يمكن وصفه بـ«الشجاع الذى لا يخشى فى الحق أحدًا»، جمع بين الجرأة والاحترام بأسلوب راقٍ مهذب، يكتب ولا يسىء إلى أى إنسان سواء كتب عنه أو سلوكه، احتفظ بعلاقات طيبة مع الجميع، حتى من قصفهم بقلمه، وأسس لمدرسة تهدف لإظهار الحق، وفى نفس الوقت تحافظ على المهنية.
«الإيمان، والاعتزاز بالذات، والرضا بما أنجزه فى الحياة»، كلمات آمن بها طفلًا صغيرًا، فكانت منهجًا لحياة حافلة بالإنجازات والمعارك.
اكتسب مجدى مهنا، المولود فى نوفمبر 1956 بـ«سنتماى»، إحدى قرى محافظة الدقهلية الفقيرة، من البيئة المحيطة عادات وتقاليد شكلت قوانينه فى العمل الصحفى «قول الحق، ونصرة المظلوم».
رحل والده عن الدنيا وكان لم يتجاوز ثلاث سنوات، وانتقلت أسرته إلى مسقط رأس أجداده قبل أن تنتقل للقاهرة بعدها بـ3 سنوات لالتحاق شقيقه الأكبر بكلية الزراعة.
الانتقال للقاهرة، والإقامة فى أحد أكثر الأحياء شعبية «شبرا مصر»، علَّم الطفل الصغير أن «الناس» أصل كل الحكايات.
قبل تخرجه عام ١٩٧٨ فى قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة تشكل وعى «مهنا» الشاب، مع بداية عمله الصحفى، مازال طالبًا جامعيًا، إذ عمل محررًا فى مجلة «صوت الجامعة»، ودخل بعد تأدية الخدمة العسكرية «صاحبة الجلالة» صحفيًا محترفًا بمجلة «روزاليوسف»، ثم «الأهالى»، لينتقل إلى صحيفة «الوفد» عام 1984.
بدأ «مهنا» فى الوفد محررًا صغيرًا، تدرج فى المناصب حتى أصبح رئيس قسم التحقيقات، ثم رئيسًا لتحرير جريدة «وفد الصعيد»، بعدها مديرًا لتحرير «الوفد»، وأخيرًا رئيسًا لتحريرها لمدة تزيد على عام ونصف العام، ليخرج منها بعد خلاف مع رئيس الحزب الأسبق نعمان جمعة، منتصرًا لحرية الصحافة.
بدأ «مهنا» عموده الأشهر فى تاريخ الصحافة «فى الممنوع» بجريدة «الوفد»، لينتقل به إلى «المصرى اليوم» ويساهم مع آخرين فى تأسيس واحدة من أقوى التجارب الصحفية المستقلة فى تاريخ مصر.
يشتد عليه المرض، بعد تأكيد الأطباء حاجته إلى زراعة كبد، يُخفى عن الجميع مرضه، حتى عن أهله.. «ألمه الشخصى والصحفى كان له وحده، لا يحب أن يشاركه أحد، على الرغم من مشاغله الكثيرة»، يقول عادل مهنا شقيقه الأكبر.
ويعبر عن ذلك فى إحدى مقالاته بـ«المصرى اليوم»: «لا أرغب فى الدخول فى تفاصيل حياتى الصحية.. المشوار طويل.. وعلىّ أن أتقبله بنفس راضية مرضية، وأن أشكر الله فى السراء والضراء.. فليس أمامى طريق آخر لمشوار غيره، لكى أسلكه، وسوف يؤيدنى الله بنصر من عنده».
يُصر على تحمل نفقات علاجه من جيبه الخاص، ويرفض كل محاولات الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق، لعلاجه على نفقه الدولة.
فارق «مهنا» الحياة عن عمر يناهز 52 عامًا، خاض خلالها كثيراً من المعارك مهنيًا ونقابيًا، وكان مبدؤه الأول والأخير تقديم ما ينفع الناس، وذلك وفقًا لما ورد في جريدة “المصري اليوم”.
اقرأ أيضًا:
ريّا أبي راشد:أحمد حلمي حريص على خصوصيته ويحجبها عن الإعلام
إسعاد يونس صاحبة السعادة ..بورتريه لهبة علي