أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص مصر على تنمية علاقاتها بدول الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، مشيرًا إلى ضرورة تكثيف التشاور والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي، في ضوء تعدد التحديات والمخاطر المشتركة الناتجة عما تشهده منطقة الشرق الأوسط حالياً من اضطراب وتوتر.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي اليوم، الأربعاء 7 ديسمبر، وفداً من أعضاء البرلمان الأوروبي من مجموعة المحافظين والإصلاحيين، والتي تُعد ثالث أكبر مجموعة نيابية داخل البرلمان.
وصرح السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بأعضاء البرلمان الأوروبي، واستعرض التطورات على الصعيد الإقليمي، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة، بالإضافة إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية، وما تتحمله من أعباء نتيجة استقبالها لنحو خمسة ملايين لاجئ يحصلون على نفس الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأكد السيسي على أن التوصل لحل جذري لأزمة تدفق اللاجئين يتطلب استعادة الاستقرار بالدول التي تمر بأزمات، ولاسيما من خلال الحفاظ على مفهوم الدول الوطنية ومساندة مؤسساتها حتى تضطلع بمهامها في إرساء دعائم الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.
كما أكد الرئيس على أهمية دعم الاتحاد الأوروبي لجهود التنمية الاقتصادية في دول جنوب المتوسط وأفريقيا بما يُمكنها من إقامة المشروعات التنموية التي تهدف إلى تحسين الأحوال المعيشية وتوفير فرص عمل للشباب تثنيهم عن الإقدام على الهجرة غير الشرعية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن أعضاء الوفد الأوروبي أكدوا على محورية استقرار مصر بالنسبة لمنطقتي الشرق الأوسط وأوروبا، وأعربوا عن حرصهم على تطوير التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في القطاعات المختلفة على أساس من الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، بالإضافة إلى مساندتهم لجهود التنمية الاقتصادية في مصر وتفهمهم لما تواجهه من تحديات نتيجة الوضع الإقليمي المتأزم.
وأشاد أعضاء الوفد الأوروبي خلال اللقاء باستعادة مصر لدورها الرائد في أفريقيا والشرق الأوسط، وأكدوا على مساندتهم للجهود التي تقوم بها الحكومة من أجل تحقي التنمية الاقتصادية وتحسين مناخ الاستثمار، فضلاً عن ترسيخ قيمة المواطنة.
كما أشاروا إلى تطلعهم لتعزيز التواصل والتشاور بين الأحزاب الأوروبية والمصرية خلال الفترة القادمة من أجل تعزيز التفاعل البناء بين الجانبين.
وذكر السفير علاء يوسف أن اللقاء شهد تباحثاً حول سبل تعزيز التعاون بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي ومؤسساته في مختلف المجالات. وتناول اللقاء أيضاً الوضع الإقليمي المضطرب نتيجة ما تموج به المنطقة من أزمات، بالإضافة إلى الجهود المصرية لمكافحة الإرهاب والتطرف، حيث أكد الرئيس على ضرورة الارتقاء بالتعاون والتنسيق المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي حول القضايا الاقليمية بما يساهم في استعادة الاستقرار إلى المنطقة.
وأعرب أعضاء الوفد الأوروبي في ختام اللقاء عن اعتزامهم نقل انطباعاتهم خلال هذه الزيارة إلى زملائهم في البرلمان الأوروبي من أجل إيضاح الصورة الحقيقية لما تشهده مصر والمنطقة من تطورات وتحديات.