إسراء النجار
تلجأ مؤخرًا المواقع الإلكترونية الإخبارية منها والفنية وحتى الكروية لعناويين مضللة صحفيًّا لجذب نظر القارئ ودفعه للضغط على رابط الخبر وفتحه من أجل تحقيق “ترافيك” أعلى يدعم موقعها في حرب القراءات، لذا صارت العناويين التي ليس لها علاقة بمضمون الأخبار سمة سائدة يتوقعها ويراهن عليها القارئ الذي “عجنته” مكائد “السوشيال ميديا” بينما القارئ المستحدث أو القارئ الذي تدفعه رغبته في اقتحام الآخر ومعرفة فضائح أو أسرار أو معلومات هو يعلم أنها “أي كلام” ولكن هذه الرغبة الدفينة تدفعه لفتح الروابط ذات العناوين المثيرة على أمل أن تقدم جديدًا أو ليشبع فضوله المَرَضي.
للفن وأخبار الفنانين تحديدًا نصيب كبير من “التفنن” في عناوين “الترافيك” المضللة.. صحيح أن أي موقع يريد تحقيق معدلات قراءة عالية وهو أمر مشروع، ولكن ذلك لا يجب أن يكون على حساب الصدق والموضوعية والأمانة المهنية.
وهنا يرصد إعلام دوت أورج عينة من الأخبار التي غالبًا ما تبدأ عناوينها بكلمة “حقيقة…” بينما يخلو المتن من أي حقيقة تذكر:
حقيقة ارتباط شيكو وشيماء سيف.. اللافت أن هذا الخبر -ناهيك عن أن متنه لم يحتو على إجابة للعنوان- ابتدع قصة قصيرة عن علاقة الثنائي في العالم الافتراضي ليس لها أساس خبري وجاءت عبارة عن اجتهادات وتوقعات.
الخبر استخدم الاستمالات العاطفية غير المباشرة كي يقنع القارئ بأن “بينهم حاجة” فذكر أنهما التقيا سويًا في حفل زفاف حسن الرداد وإيمي سمير غانم! واستشهد بتعليق “سيف” على صورة لشيكو نشرها عبر موقع الصور “إنستجرام” مدعمًا وجهة نظره بتعليق آخر لشيماء على صورة لشيكو عبر “فيس بوك”.
بعد أن حلت الفنانة مي عز الدين ضيفة على برنامج “كل يوم” الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب عبر شاشة ON E المملوكة لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، في نوفمبر الماضي، عادت الشائعات تتردد مجددًا حول ارتباطهما، رغم نفى مكتب “أبو هشيمة” الإعلامي من قبل صحة الارتباط.
ولكن من مصدر هذه الشائعات التي انطلقت مؤخرًا؟
المضحك أن عدد كبير من المواقع الإخبارية الهامة هي من روجت الشائعات استنادًا إلى شائعات فنشرت الخبر بعنوان “حقيقة ارتباط أبو هشيمة ومي عز الدين”، وطبعًا لأنه لا توجد حقيقة ولا خلافه كان متن الأخبار يركز على وجود شائعات تفيد بالارتباط مشيرة إلى أن أبو هشيمة نفى الارتباط. إذن ما هو الجديد الذي قدمه الخبر؟ وأين هي “الحقيقة”؟
ما أن نشر المنتج والملحن هشام جمال صورته برفقة الفنانة الشابة هنا الزاهد أثناء تكريمه من مؤسسة الأهرام في أكتوبر الماضي، معلقًا على الصورة عبر “إنستجرام”: “شكرًا لكونك بجانبي عند استلامي الجائزة أمس”، لتنشر بعض المواقع خبرًا عن حقيقة ارتباطهما والمؤسف أن متن الخبر كان مجرد “تكهنات” صحفية استنادًا إلى التعليق الشخصي الذي كتبه المنتج، والأمنيات الواردة من بعض المتابعين الذين باركوا للثنائي، فاستلهم صانع الخبر الفكرة وصنع استنتاجًا وهميًّا!
ولأن عدوى أخبار “الحقيقة” أصابت المواقع جميعها، فينتقد إعلام دوت أورج ذاته، بعدما استخدم بعض هذه العناويين مؤخرًا، ونجد مثلًا خبرًا بعنوان “حقيقة ارتباط منة عرفة” وهو عنوان خادع لإثارة فضول القارئ لمعرفة بمن ارتبطت منة عرفة، إضافة إلى أنه مضلل صحفيًا فكان على المحرر أن يحدد الطرف الثاني في الارتباط لأن هذا العنوان يعني أنه سيكشف المستور عن ارتباط الفنانة الشابة ولكنه في الواقع أجاب عن جزئية محددة وهي مدى صحة ارتباطها من نجل الفنان مجدي كامل، وهذا يعني أن “منة” قد تكون مرتبطة عاطفيًا بشخص آخر.
وبعيدًا عن أخبار “الحقيقة” فهناك نوعية آخرى من الأخبار الفنية تعد بمثابة “توقعات مرئية” لحقيقة ما قبل أو بعد الارتباط.
أضاع الفنانان عمرو يوسف وكنده علوش، فرصة براءة اختراع حقيقة ارتباطهما على عدد كبير من المواقع فور إعلانهما “كتب الكتاب” عبر صفحتيهما على “فيس بوك”، ولكن الإعلان الرسمي عن الزواج لم يمنع بعض المواقع من الخروج عن المألوف والابتكار.
التجديد هنا جاء في استغلال ظهور الثنائي بعد زواجهما في حفل عيد ميلاد الفنانة نسرين أمين، ليعد أحد المواقع الجمهور بصور رومانسية للعروسين الأشهر مؤخرًا، وبعد أن يقع القارئ في الفخ، يكتشف أن كندة علوش كانت تحتضن نسرين أمين وليس عمرو يوسف كما تمنى المحرر وأوحى له خياله بالكتابة!
لم يعلن الثنائي الفني طارق صبري وإيمان العاصي خطبتهما رسميًا حتى الأن، لكن هذا لم يمنع بعض المواقع من الاجتهاد والتخمين لتأكيد الخبر فنجد مثلًا موقع ينسب خبر الخطوبة لرواد السوشيال ميديا مستندًا لأقاويل تؤكد وجود قصة حب ملتهبة بين الثنائي الذي تداولت لهما صورًا بملابس تكاد تكون أزياء خطوبة وذلك حسب وجهة نظر المحرر.
ونجد خبر آخر يستند لصور عيد ميلاد الفنانة إنجي شرف، معتبرًا أن الصور تكشف عن ارتباط إيمان العاصى بطارق صبرى رسميًا وهنا أراد المحرر أن ينهي حالة الحيرة بعد هروب الثنائي من الصحافة.
صحيح أن الممثلين تسببا في حالة من الحيرة غير المفهومة صحفيًّا فيما يتعلق بخبر خطبتهما، بسبب إعلانهما ضمنيًّا خبر الخطبة ولكن دون تصريحات رسمية، ولكن هذا لا يعني اقتحام حياتهما الشخصية واستغلال صور المناسبات التي ظهرا فيها سويًا لإرضاء الرغبة في احتكار “الحقيقة”