لم تعد الحياة في زمن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مثلما كانت عليه من قبل، فجأة انتبه الجميع كبارا وصغارا، مسئولون ومواطنون لأهمية هذا “الاختراع” الجديد الذي غير الحياة وأسقط النظام وتحديدا عقب ثورة 25 يناير المجيدة، فبدأت الحكومة والمسئولون في إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لمخاطبة الشعب، وهجم المصريون –باختلاف أعمارهم- هجمة رجل واحد على موقع “فيس بوك”، ليتضح فيما بعد أن علاقة غالبيتهم بهذا الموقع لم تتعد لعبة “المزرعة السعيدة”.
ولأن مواقع التواصل الاجتماعي انفجرت في وجوهنا دون تمهيد، ولم يكن الجميع يعرفها أو يتفهم حقيقة دورها، فقد أصبحت للأسف أهم مصادر المعلومات والمعرفة للمصريين، وللأسف أصبحت المصدر رقم (1) للعديد من الإعلاميين، دون تدقيق أو تأكيد، ويكفي أن تقوم بتأليف خبر (أي خبر) ونشره مع صورة ملفتة على الفيس بوك أو تويتر حتى يصبح في غضون ساعات حديث الشارع المصري، وتراه مساء في مرحلة التحليل والتعليق في برامج التوك شو.
أقدم لكم ما أراه يجب أن يتوفر في رئيس التحرير في زمن الإنترنت من وجهة نظري، وأهلا باقتراحاتكم وإضافاتكم فالقائمة يمكن فتحها لتصل إلى “100 شرط” وليس “10 شروط” فقط.
وإليكم الشروط العشرة بدون ترتيب:
1 ألا يزيد سنة عن 50 عاما … لضمان اليقظة العقلية ومواكبة العصر، خاصة أن فكر الشباب والأجيال الجديدة يحتاج لـ”سنس” خاص يفتقده كبار السن، وفي الوقت نفسه يكون قد كون قدرا مناسبا من الخبرة والمعرفة اللازمة والضرورية في القيادة.
2 ألا يكون محدث إنترنت وتكنولوجيا … حتى لا يقف منبهرا أمام محرر ويسميه (جينيس)، لمجرد أنه يستطيع إنشاء (إيميل) أو الحصول على صورة من (جوجل)، ولن أنسى طوال حياتي مدير تحرير صحيفة حزبية عريقة وقف أمام محرري قسم الخارجي يسألهم عن موضوع مرسل إليه بالإيميل، وعندما قال له المحرر الإيميل لم يصل، التفت إلى محرر آخر يجلس على جهاز آخر قائلا: طيب شوف يمكن يكون جه عندك .
3 ألا يكون عمل في يوم من الأيام ضمن إحدى مؤسسات أو منظمات حقوق الإنسان أو منظمات المجتمع المدني أو له علاقة بها من قريب أو بعيد… حتى نضمن الحد الادنى من المهنية والحياد، فلا يخفى على أحد كيف تحول هذه المؤسسات والمنظمات قناعات العاملين بها، بقوة وسحر الدولار.
4 أن يكون مؤمنا ومؤيدا لثورتي 25 يناير و30 يونيو … فلا نريد رئيس تحرير (فلول) ممكن يقولون على 25 يناير مؤامرة، ولا نريد رئيس تحرير من (مرضى) يناير الذين يؤمنون بأن ثورتهم أهم من الوطن نفسه، رافعين شعار: فلتنتصر يناير وليذهب الوطن للجحيم.
5 أن يكون لائق نفسيا … أن يجتاز كشفا طبيا متخصصا لبيان مدى سلامة قواه العقلية والعصبية … فرئيس التحرير ليس أقل أهمية من مرشح البرلمان، وفي النهاية يدفع المحررون والقراء الثمن.
6 أن يكون متفاعلا قويا مع السوشيال ميديا … وله أكونت على فيس بوك وتويتر مضى عليهما 5 سنوات على الأقل … حتى لا يتعامل معه المحررون باعتباره يسكن كوكب آخر … فلا أحد ينكر أن السوشيال ميديا مقياس قوي لمدي تفاعل الجمهور مع الخبر أو القضية، ومدى أهميته جماهيريا.
7 أن يكون مؤمنا أن الفيس بوك وحده لا يصنع خبرا …. وأن يتعهد كتابيا أمام لجنة حكماء من المجلس الأعلي للصحافة بعدم اعتبار “فيس بوك” و”تويتر” مصدر كاف لكتابة خبر، ويمكن على أقصى تقدير الاستشهاد به داخل سياق الخبر كجزء منه، ولا يكون الخبر كله من الألف للياء تويتة أو بوست.
8 أن يكون واعيا للفرق بين المطبوعة الورقية والنسخة الإلكترونية … حتى يكون قادرا على التمييز بين ما يصلح للنشر في الورقي والإلكتروني، وهو فرق عظيم لو تعلمون.
9 أن يكون من الفئة النادرة المحبة للقراءة … ولن أطمع وأقول أن يكون مثقفا، لسببين، أولا: لأنه من الصعب أساسا وضع شروط وقواعد للحكم على شخص إن كان مثقفا أم لا، ثانيا: حتى لا ندخل في جدل هل هو مثقف عميق أم مثقف من قراء أحمد مراد وزاب ثروت.
10 ألا يكون حاملا للقب (دكتور) ويعرف مين هو خيري شلبي.
يمكنكم متابعة الكاتب على فيسبوك من هنا
متأكّدٌ أنّك تعرف الحاوي “توفيق عكاشة”؟!
مصطفى يسري: عزيزي طالب الإعلام!!