” هصلي مهما حصلي .. هصلي في الكنيسة .. في الجامع .. في الشارع .. هنحتفل بالمولد وهنحتفل بالكريسماس ” .. تلك هذه الكلمات من فم سيدة قبطية غاضبة من الحادث الخسيس الذي نال من أبرياء أقباط وهم يصلون داخل الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية .. صرخت السيدة داخل احدي المستشفيات التي احتضنت جثامين شهداء الوطن وقالت : ” هما عايزينا نكره السيسي .. لا بقي .. احنا بنحبه وعايزينه .. ومهما عملتوا مش هتقدروا علينا ” ..
هذه المشاعر والكلمات التي نطقت بها السيدة المسيحية في عز غضبها يدل علي قمة الذكاء والوعي الوطني لديها وكثير من المصريين .. صرخة تدل علي الوحدة والتماسك المجتمعي الذي يندهش منه الارهابيين والمخربين واعداء الوطن ..
ان هذه الفئة الضالة لن تفتت عضد الوطن بكل فئاته وأطيافه بل سيزيدها تماسكا وإصرارا على اقتلاع هذا الإرهاب الأسود من جذوره والنيل من هؤلاء القتلة المجرمين ، لذا أقول لهؤلاء الشياطين الذين يسكنون الارض ” ان هذا البلد قوي الايمان ..ومتماسك .. وصبور للغاية .. وإياكم يا شياطين الارض ان تعتقدوا بداخل انفسكم ان محبتنا لبلادنا ستقل .. أو نخشي علي انفسنا .. بالعكس كل ما تضربوا أكتر .. إحنا هنحب بلدنا اكتر .. وهنحافظ عليها اكتر .. ”
أما عن الحادث الأليم .. فقد اندهش من ضعف الأمن وتكاسله في مكان ذو طابع خاص لدي الاقباط .. طابع روحي وسياسي أيضا .. اتساءل هنا : كيف دخلت قنبلة بهذا الشكل داخل الكنيسة البطرسية ؟ّ! امال في الكنائس العادية هتعملوا ايه في الكريسماس وعيد الميلاد ؟! .. لا أحد ينكر ان هناك تقصير امني كارثي وعلي وزارة الداخلية محاسبة رجال الأمن الذين يتولون حراسة الكنيسة لان تكاسلهم أدي الي سيل دماء ابرياء .
وفي الوقت الذي حزنا فيه كلنا كمصريين .. إلا انني فخور باستشهاد إخوتي .. فخور ان هؤلاء ذهبوا الي ربهم في احلي وأبهي صورهم .. سافروا وهم يتلون الصلوات .. فخور بأن هؤلاء الشهداء عصير الحب الأبدي لوطننا .. وأقول لهم : ” يا بختكم .. يا هناكم .. صلوا من اجلنا ومن اجل بلادكم “