هي من المرات النادرة التي تتحدث فيها السينما عن قصص الحب والجانب الإنساني لدى “الجواسيس” وعادةً يكون الحديث عن هذا العالم القاسي مليء بالغموض والتشويق ولكن صناع فيلم Allied أو الحلفاء قرروا التركيز على الجانب الرومانسي خلال أحداث الفيلم والتي تدور أثناء الحرب العالمية الثانية، من خلال قصة حب جمعت بين عميلين للمخابرات الكندية والفرنسية أثناء مهمة مشتركة لهما في “الدار البيضاء” لإغتيال السفير الألماني وبعد نجاحها يتزوجان في مفأجاة للأحداث ولكن الدراما تصل لذروتها مع نهاية الأحداث عندما يفاجأ البطل بأن من أحبها وأنجب طفلته منها هي جاسوسة “ألمانية”خدعته هو وبلاده ويُطلب منه أن يقتلها ويقوم بتصفيتها هي وشركاءها!
المخرج روبرت زيمكس صاحب “فورست جامب” و”الأرنب روجر” والحائز على الأوسكار نجح بخبرته في صناعة عمل جيد “تجاري” ومسلي للجمهور ولكنه ليس”عظيما” من الناحية الفنية كما كان ينتظر السينمائيين منه ومن نجميه الشهيرين براد بيت وماريون كوتيار “الحائزة على أوسكار التمثيل عن فيلمها إديث بياف” واللذان جاء أداءهما متوسطا وإن تفوقت كوتيار في الأداء بمشاهد معدودة على العكس من براد الذي لم يقدم لجمهوره أداء تتذكره عقب خروجك من صالة العرض! رغم ما بالسيناريو من أحداث كانت ممكن أن تظهر على الشاشة بشكل أفضل في الأداء لكلايهما.
المخرج لم ينجح في شغل عقل المشاهد سوى في أجزء بسيطة من العمل وهو من المفترض يدور حول عالم الجاسوسية المليء بالتشويق والغموض وأنتظر حتى نهاية الأحداث “ليقذف” للمشاهدين بالمفارقة ليصيب الفيلم بطء وملل في أجزاء كبيرة منه! ولم يستفد من النجومية والكاريزما القوية لبطلي الفيلم براد وكوتيار كما ينبغي، كذلك لم يحسن السيناريو والذي كتبه ستيفن نايت التمهيد لبناء العلاقة الرومانسية بين البطل والبطلة واللذان سريعا ما حدث بينهما زواج وإنجاب!؟ فلم تتيح الأحداث بعد ذلك سوى مشاهد تقليدية لعلاقة بين زوجين.
الفيلم جاء كأي عمل تقليدي عن دراما الحرب مع عدة محاولات للمخرج عبر عدد من المشاهد لجذب مشاعر المشاهد مثل مشهد “الولادة” للبطلة تحت قصف الطائرات،كذلك لم يوفر السيناريو عمقا دراميا لباقي الشخصيات ليظهروا وكأنهم ضيوف شرف في الفيلم لحساب إعطاء مساحة أكبر من المشاهد والتي كانت أحيانا مملة لبطلي العمل!وممكن القول أن أكثر ما يجذبك في العمل “الكيمياء” بين البطلين بردا بيت وماريون كوتيار وكانت لافتة في مشاهد الرومانسية إلى جانب كاريزمتهما الكبيرة.
المشهد الأهم في الفيلم جاء ضعيفا جدا،عندما يتم مواجهة بطل الفيلم “ماكس”براد بيت من رئيسه بشكوكهم حول حقيقة زوجته ماريان “ماريون كوتيار” بأنها جاسوسة ألمانية وخدعته معهم طوال السنوات الماضية بإنتحالها أسم جاسوسة من الحلفاء! ولكن لم يحسن “زيمكس” إخراج هذا المشهد وشحن البطل لتجسيده “مشاعر” تعبر عن حجم هذه الكارثة لإمراة أحبها،ومطلوب منه الأن قتلها بنفسه بعد التأكد من خيانتها!Allied فيلم هوليوودي تجاري ممكن مشاهدته مرة واحدة فقط للتسلية.
هل تحول الحب إلى حقيقة؟
خلف الكاميرا كان هناك حديثا أخر في هوليوود مما أعطى مزيدا من التشويق للجمهور للذهاب ومشاهدة الفيلم حول وجود علاقة “عاطفية” ربطت بين براد بيت وماريون كوتيار وهو السبب المباشر لإنفصال أشهر زوجين في السينما العالمية براد بيت وانجلينا جولي، ولكن كوتيار كان ردها الوحيد عبر الانستجرام بقولها “أتمنى من كل قلبي أن تجد انجلينا وبراد،اللذان أكن لهما إحتراما كبيرا، السكينة في هذه اللحظة المضطربة للغاية”،وأنها لازلت مرتبطة بشريكها الفنان الفرنسي “جيوم كانيه”،التقيتهما معا في مهرجان مراكش عام 2012 وقالت عنه أنه حبيبها وصديقها.