إعلام دوت أورج
الكثير من المتابعين لتاريخ نضال المرأة المصرية، يعرف واقعة اعتصام الدكتورة درية شفيق بنقابة الصحفيين للمطالبة بمشاركة المرأة في الجمعية التأسيسية للدستور، حيث طالبت ببيان رسمي يعترف بحق المرأة فى المشاركة في مناقشة الدستور الجديد في الجمعية التأسيسية، وذلك عام 1954.
تلك الواقعة لم تكن معركة درية شفيق ورفيقاتها فقط، بل كانت قضية المرأة المصرية بشكل عام، أو على الأقل المهتمات بالشأن العام، ويبدو أن هذه القضية كانت تهم الفنانة تحيا كاريوكا على وجه الخصوص.
المعروف عن “كاريوكا” أنها شخصية قوية، وصاحبة مواقف سياسية جريئة، سواء مع الملك فاروق قبل الثورة أو في فترة الزعيم جمال عبد الناصر، لكن في هذا التوقيت، نشرت مجلة الإذاعة والتلفزيون، خبرا جاء فيه أن “تحية كاريوكا تزور السيدات المعتصمات وتؤيد موقفهن”.
الخبر أشار إلى أن كاريوكا زارت المعتصمات في مقر نقابة الصحفيين وأعربت لهن عن تأييدها التام لموقفهن.
وقد أكدت درية شفيق خلال الاعتصام أن المرأة المصرية لن تقبل أن تحكم بدستور لم تشترك فى مناقشته ولن تعترف بهذا الدستور الجديد إذا حرمت من مناقشته فى الجمعية التأسيسية .
ووصل عدد المعتصمات إلى 10 بعد أن انضمت إلى الدكتورة درية كل من بهيجة البكري رئيسة جمعية تحرير المرأة ومنيرة حسني رئيسة اتحاد نساء الدولة ومنيرة ثابت وفتحية الفلكي وراجية حمزة وأماني فريد عن الصحفيات ومفيدة عبدالرحمن المحامية وسعاد فهمي وهيام عبدالعزيز عن الفنانات .
ورفضت المعتصمات اقتراح مصطفى القشاشي سكرتير نقيب الصحفيين بتأجيل الإضراب لإعطاء فرصة للمسؤولين لتنفيذ مطالبهن .
وقد أرسلت المعتصمات برقية إلى رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء ورئيس لجنة الدستور جاء فيها ” قررنا نحن المضربات عن الطعام المعتصمات فى نقابة الصحفيين الاستمرار فى موقعنا بعزم وتضامن حتى الموت إلى أن تجاب مطالبنا فى تمثيل المرأة المصرية فى الجمعية التأسيسية وفى جميع الهيئات التشريعية .”
وتم نقل المعتصمات إلى مستشفى القصر العيني بعد أن ساءت حالتهن ، حتى وصلت رسالة الرئيس محمد نجيب “بأن مطالبكن قد أحيلت إلى اللجنة الوزارية المختصة بتكوين الجمعية التأسيسية لتنظر فيها .. وهذه المطالب فى أيد أمينة”، فقطع المعتصمات إضرابهن عن الطعام وتبادلن التهاني.
إليكم بعض صور الاعتصام