أطلقت ثلاث لبنانيات موقعًا لفضح التحرش الجنسي في الأماكن العامة بلبنان، في فبراير الماضي، أسموه “متعقب التحرش”، لتوعية الضمير في الرأي العام، لردع ذلك الانتهاك عن النساء.
قررت كل من ناي الراحي وساندرا حسن وميرا المر، إنشاء موقع “متعقب التحرش” لتوثيق تجاوزات البعض اتجاه النساء، بشكل يومي، ويسجل الموقع (50) حالة تقريبا من ضحايا أو شهود.
قالت ميرا المر إحدى مؤسسات موقع “متعقب التحرش” طالبة في بيروت وتحضر بحثا في موضوع النوع الجنسي: “موقعنا على الإنترنت له مبدأ بسيط جدا، أي شخص كان ضحية أو شاهدا على التحرش الجنسي يمكنه أن يشير على الخريطة إلى مكان وقوع الحادث. ويجب ألا ننسى أن الرجال أيضا قد يتعرضون للتحرش”.
وأوضحت “المر”: يجب على المبلغ أن يحدد إذا كان يريد عدم الكشف عن هويته، وإذا كان الضحية أو الشاهد، بعد ذلك يجب اختيار نوع التجاوز الذي يريد فضحه” ثم ذكر تفاصيل ما حدث”.
وكشفت أحد مؤسسات الموقع، السبب وراء إطلاقه قائلة”: “أنشأنا هذا الموقع أساسا لجمع بيانات عن التحرش الجنسي لشد انتباه الناس والسياسيين لهذه المشكلة: لا يتوفر حتى الآن إلا القليل من البيانات عن هذا الموضوع، وأظن أن هذا يعزى نسبيا إلى أن الناس لا يحبون التحدث عن ذلك، من ناحية أخرى، غالبا ما يميل المجتمع للاستخفاف بهذه الظاهرة، وهنا الإشكالية”.
وأردفت أن المشكلة الأخرى هي أن الناس لا يعرفون دائما ما هو التحرش الجنسي بالضبط، مضيفة: “سمعت مثلا نساء يقلن: “أحدهم قال لي هذه الجملة في الشارع، لكن هل هذا حقا هو التحرش الجنسي؟”، نحن نحاول من خلال موقعنا على الإنترنت، أن نظهر أن التحرش قد يتخذ أشكالا مختلفة: كلام غير لائق، تحسيس جنسي، حركات ذات دلالات جنسية، تخويف وتهديد، ملاحقة…، نحن نتيح للناس تحديد نوع الحالة التي تعرضوا لها، وبذلك يمكنهم أن يفهموا أن هذه الحالات كلها تندرج في إطار التحرش الجنسي”.