الأسبوع الماضي خرج قانون تنظيم الصحافة والاعلام أو ما عُرف باسم قانون الإعلام الموحّد من مجلس النواب بعد موافقة مبدئية ليذهب في الدورة المعتادة إلى مجلس الدولة ثم يعود للبرلمان للموافقة النهاية ثم جدال التطبيق.
ومنذ الحديث عن تشكيل لجان مختصة بصياغة القانون وقت حكومة محلب الثانية وحتى اليوم ونحن نسمع عن مدح في بعض الأحيان وتخوفات من البعض الآخر على القانون لدرجة أن أحدهم وصفه بدخول الإعلام بيت الطاعة تحت مظلة الدولة وأن القوام الدستوري للقانون سيكون ضعيفًا ما يعني الطعن عليه بكل سهولة مستقبلاً.
وعلى المستوى الشعبي نسمع كلامًا ومصطلحات على سبيل القضاء على الفوضى في الاعلام، وأن القانون تم عمله وتصميمه من أجل اشخاص بعينهم يعملون في المهنة.
وأنا لا أود أن أزيد الإناء ماءاً من الكلام والتفصيل في مواد القانون لكنه ببساطة سيتكون من مثلث رأسه هو المجلس الأعلى للإعلام، واضلاعه هيئة وطنية للصحافة، وهيئة وطنية للإعلام، وتتشكل كل هيئة من 13 عضوا يُعين رئيس الجمهورية 3 منهم من ذوى الخبرة الصحفية والإعلامية ويكون بينهم رئيس المجلس أو الهيئة.
مع العلم إنه لكي يستقيم القانون لابد أن يسبقه تدشين نقابة للإعلاميين تقوم على إلغاء أي كيانات إعلامية موجودة حاليا ويكون للنقابة الحق في البت فيما يخص المسموع والمرئي من ناحية المخالفات، والمحاسبة والتقويم فيما لا يتعارض مع الاخطار التى حددها القانون كالمس بالأمن القومي أو السب والقذف وغيرهما .
والسؤال المنطقي في هذا الشكل هل نشهد عودة لمنصب وزير للإعلام المصري يقوم بدور المنظم لهذا المثلث الاعلامي في البلاد؟ أم انك لست بحاجة لوزير طالما أن تشكيل المجلس كما حددته المادة 6 من القانون، والتى نصت على أن يشكل من نائب رئيس مجلس الدولة، ورئيس جهاز حماية المنافسة، وممثل عن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، واثنين من الصحفيين، واثنين من الإعلاميين، واثنين من الشخصيات العامة وذوي الخبرة يختارهما رئيس الجمهورية، واثنين من الشخصيات العامة وذوي الخبرة يختارهما مجلس النواب من غير أعضائه، وممثل من المجلس الأعلي للجامعات من أساتذة الصحافة والإعلام العاملين بالجامعات المصرية.
الصورة النهائية إذن قد تجعل للإعلام قوام واضلاع وشكلاً منظمًا لكن هل فعلاً يساعد هذا الشكل في فك التعقيدات ويقضي على المصالح لمن يعتبرون الإعلام إلى الآن مجرد سبوبة؟ وهذا الاعلام بالقوة التي نعتمد عليها في تثقيف وإنارة بصيرة الشعب المصري بالحقائق بدون تزييف أو إخطاء أو تجاهل حتى وإن كانت عن جهل؟