نقلاً عن جريدة الأموال
انتظروا فضيحة جديدة لحكومتنا الموقرة مع بداية الدورة الثامنة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المنتظر بدايتها في السادس والعشرين من يناير القادم، ففي ظل غياب روح فريق العمل بين أعضاء هذه الحكومة، تتصاعد الأزمة بين وزارة التجارة والصناعة ممثلة في هيئة المعارض الدولية المؤجرة لأرض المعارض، ووزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب المنظمة للمعرض سنوياً.
ومحل الأزمة سبعة ملايين جنيه قيمة إيجار أرض المعارض المرتفعة هذا العام قياساً على تحرير سعر صرف الجنيه، والتي تتمسك بها هيئة المعارض في مواجهة هيئة الكتاب، ولا تجد هيئة الكتاب سبيلاً لمواجهتها إلا رفع أسعار إيجار مساحات العرض لدور النشر جميعها، والتي لن تجد سبيلاً لمواجهتها إلا العزوف عن الاشتراك في المعرض هذا العام، أو رفع أسعار الكتب وتخفيض نسب الخصم إذا شاركت، وخاصة مع ارتفاع أسعار الأحبار وورق الطباعة قياساً على تحرير سعر صرف الجنيه أيضاً، وعندها على من يحل وقع الأزمة؟!.. علينا نحن!!.. على مواطن ارتكب يوماً ذنب عشق الاطلاع والقراءة والمعرفة، بل وزاد في ذنبه فعلمهم جميعاً لأولاده ليصطحبهم معه من آن لآخر إلى مكتبة هنا أو أخرى هناك منتظراً معهم في شوق المحبين معرض القاهرة الدولي للكتاب المصاحب في السنوات الماضية لاجازة نصف العام الدراسي ليعيشوا أجواء ثقافية تظل خلابة رغم ما اعتراها من سلبيات متزايدة في الدورات الأخيرة، ومنها سوء العرض في أجنحة المؤسسات القومية وجهل القائمين عليها لمهتهم أثناء المعرض، ومروراً بتزايد المتطفلين من الزائرين والباعة الجائلين، وانتهاء إلى بيع الكتب في سور الأزبكية على طريقة بيع الملابس الداخلية في العتبة والموسكي!!..
أين رئيس الحكومة من الأزمة؟!.. كالعادة، أذن من طين، وأخرى من عجين!!.. وكأنه ليس بقادر على أن يستدعي الوزيرين محل الأزمة معطياً تعليماته بإعفاء هيئة الكتاب من قيمة الإيجار هذا العام، أو تخفيضه على أقل تقدير، أو يكلفهما بوضع تصور لحل الأزمة خلال يومين يعودان بعدهما له بثلاثة حلول دعماً لاتخاذ قراره باختيار واحد منهما، أو يطرح حلاً يمثل كرامة شخصية له بأنه استخدم علاقاته المفترض أنها فعالة فاتفق مع راع يتكفل لهيئة الكتاب بقيمة إيجار أرض المعارض هذا العام مقابل مميزات إعلامية وإعلانية يستفيد بها طوال فترة المعرض من خلال أنشطته اليومية المتعددة، قيمة الإيجار لا تمثل رقماً في النهاية، ولكن حكومتنا لا تجيد إلا أن تتصدر في الهايفة!!.