رباب طلعت
قرر أحد طلاب السينما الهولنديين خوض تجربة وثائقية جديدة، بوضع برنامج تجسس على هاتفه وتعريضه للسرقة، لمعرفة ما يدور في عقل لصوص الهواتف المحمولة، فالتقم مصري الطعم، وسرقه ليتحول إلى بطل فيلم وثائقي بالصدفة.
بدأ الطالب الهولندي أنطوني فان دير مير، فيلمه الوثائقي “ابحث عن هاتفي”، بالكشف عن تقديم 300 بلاغ للشرطة بشكل أسبوعي، عن سرقة هواتف ذكية، لافتًا أنه أحد الذين تعرضوا لسرقة هاتفهم، ما جعله يتساءل عن كيفية استخدام السارق لهاتفه، وتصفحه لبياناته وصوره ورسائله الشخصية، ما زاد من فضوله لمعرفة ما يدور في عقل سارقي الهواتف وكيفية استخداماتهم لها بعد السرقة.
فكر فان دير مير، في فكرة جديدة لفيلمه الوثائقي، وكانت بالسؤال عما يدور في عقل سارقي الهواتف المحمولة، وكيفية استخدامه بعد السرقة، والبرامج التي يستخدمها عليه، فقام بتركيب برنامج تجسس يمنع السارق من مسح محتويات الجهاز، ويُمكنه من تتبعه له، ومعرفة ما يدور في هاتفه عن بعد.
خاض الطالب التجربة في محطة المترو بمدينة “روتردام”، بوضع هاتفه في مكان بارز في حقيبته التي تركها وحيدة في المحطة أربعة أيام، لمدة 15 ساعة يوميًا، دون تعرضها للسرقة، ما دفعه لانتقال لمحطة مدينة أمستردام، ليسرقه في اليوم الثاني، سارق مجهول الهوية، ليبدأ فان دير مير بتفعيل برنامج التجسس لتسجيل ما يفعله السارق في هاتفه، ثم توجه للشرطة للإبلاغ عن السرقة، وهو ما وصفه بأنه جاء دون نتيجة.
تلقى الطالب الهولندي رسالة بوضع خط جديد برقم عربي على الهاتف بعد أربعة أيام من الانتظار لفتح الهاتف مرة أخرى، وفقدانه للأمل وشكه في نسيان شيء ما في برنامج التجسس، ليسجل دخول على جهازه لمعرفة ما يدور فيه، ويكتشف أن السارق لم يعيد برمجته، بل أبقى عليه كما هو، فبدأ في تعقبه لمعرفة موقعه، وهو ما استطاع تحديده بدقة.
تتبع الطالب الهاتف وحصل على الأرقام التي اتصل بها السارق، واستمع لمكالماته، ليكتشف من لهجته أنه مواطن مصري، أربعيني، يتحدث عن استيائه من الفتيات الروسيات الواقعات في حبه، واللاتي يتعاطين مواد مخدرة، ويساعدهن بعد غيابهن عن الوعي نتيجة لذلك.
ويظهر المصري تناقضًا غريبًا في سلوكه خلال الفيلم، بالتحدث عن يوم الجمعة، وحث أصدقائه على عدم تركها لفضلها الكبير، ووجود ساعة استجابة فيها لا بد من استغلالها، وبوجه آخر تحتوي قائمة هاتفه على أرقام لخدمات “إباحية”.