أشار النّبي عليه الصلاة والسلام إلى علامة من علامات قرب حلول الساعة وهي هدم الكعبة المشرّفة، مشيراً إلى أن الرجل الذي يقوم بهذا العمل الشنيع حبشيّ ومن صفاته الخلقيّة التي ذكرت في الأحاديث الصحيحة عن النّبي عليه الصلاة والسلام أنه أصلع بدون شعر، وهو أفيدع أي في مفاصله اعوجاج كأنها أخرجت من موضعها، كما وصفه النّبي الكريم بذوي السّويقتين كنايةً عن دقة ساقيه وصغرهما، وقد تطرّق النّبي الكريم إلى الكيفية التي يهدم فيها الحبشي الكعبة، حيث سيكون معه مساحي ومعاول يضرب بهما الكعبة وينتزع بها أحجارها وحلتها، ويستخرج كنوزها.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( يُخرِّبُ الكعبةَ ذو السُّويقتينِ منَ الحبَشةِ ؛ ويسلبُها حُلِيَّها؛ ويجرِّدُها من كسوتِها؛ ولَكأنِّي أنظرُ إليهِ أُصيلعًا أفيدِعًا؛ يضربُ عليها بِمَساحيهِ ومِعولِهِ.)
أمّا عن الوقت الذي يحصل فيه هدم الكعبة فإنه بلا شك يكون في آخر الزمان حينما يترك العرب والمسلمون تعظيم البيت الحرام في نفوسهم ويستحلّوا حرمته، وفي الحديث الصحيح إشارةٌ لذلك حينما يقول عليه الصلاة والسلام:
(يُبايَعُ لرجُلٍ بينَ الرُّكنِ والمَقامِ ولن يَستَحِلَّ البيتَ إلَّا أهلُه فإذا استَحَلُّوه فلا تَسأَلْ عن هَلَكَةِ العرَبِ ثم تَجيءُ الحبَشَةُ فيُخَرِّبونَه خَرابًا لا يُعمَرُ بعدَه أبدًا همُ الذينَ يَستَخرِجونَ كَنزَه.)
ولذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تهييج الحبشة وأمر بتركها والابتعاد عنها حيث قال:
(اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة)
وحرصت المملكة العربية السعودية، نتيجةً لذلك، على إيفاد البعثات الدينية إلى الحبشة لتعليم مبادئ الدين الإسلامي اتقاءً لشرهم وخوفًا مما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وظهرت أيضًا تحذيرات كثيرة من المهتمين بشئون الهجرة والعمالة الإفريقية بالمملكة من المهاجرين الأفارقة وخاصةً مهاجري الحبشة بل ووصل بهم الأمر إلى الدعوة إلى طردهم بدعوى أنهم وسيلة إسرائيل لبث سمومها وحقدها على العرب والمسلمين وزرع الفتن لزعزة استقرار المملكة . ولكن السبب الحقيقي لتلك العداوة هو نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم أن من سيهدم الكعبة سيكون حبشياً.
نرشح لك : باهر الشرقاوي يكتب: سما المصري وصافيناز واسطة نجيب الريحاني
ولذلك فمن المستغرب جداً أن نرى الآن هذا التقارب الشديد بين المملكة العربية السعودية وإثيوبيا. وفي خطوة أغضبت الكثير من الشعب المصري، زار مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي “أحمد الخطيب” سد النهضة الإثيوبي على خلفية تواجده بالعاصمة أديس أبابا، رغم علم المملكة بخطورة هذا السد على الأمن القومي المصري فلماذا فعلت ذلك؟!
يرى البعض أن السعودية أرادت بذلك أن تلفت انتباه السلطة الحاكمة بمصر على أنها تستطيع حل أزمة إثيوبيا ومصر، أو تزيد من حدة الأزمة وأنها لجأت لأسلوب الضغط على مصر لتنفيذ عدة مطالب، منها إدانة النظام السوري والاعتراف بالمعارضة والوقوف بجانبها في حربها مع إيران. كما أن مشكلة “تيران وصنافير” أدت إلى اتساع هوة الخلاف بين مصر والسعودية خاصةً بعد أن شعر العاهل السعودي أنه “اشترى التروماي”، كما يقولون، وأنه تعرض للخداع في هذه الصفقة.
فهل تضع السعودية يدها في يد من سيهدم الكعبة لمجرد خلافها مع مصر؟! وهل تنسى نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم وتكون ممن يستحل البيت الحرام وتتسبب في هلكة العرب جميعاً؟! نتمنى ألا يحدث ذلك.