بادجات مكتوب عليها “بنحبك يا زمالك”، لافتات تدعم الجيش وتندد بالإرهاب في سيناء، ونظارات مكسورة إلى جانب أحذية كثيرة تفترش الأرض مع أصحابها الضحايا الذين قُتلوا دهسًا أو خنقًا، أو لأصحابها من مصابين الله وحده يعلم ماهم عليه الآن! إنها مجزرة استاد الدفاع الجوي أثناء مباراة الزمالك وإنبي:
(1)
( ألف تحية للداخلية لأنها منعت من لم يحمل تذاكر المباراة من الدخول لأن المجزرة كانت ستحدث في الداخل كما حدث في بورسعيد )، المُعَلِّق الفِتِك تجاهل أن ضحايا بورسعيد كان معهم تذاكر ولم تستطع الداخلية حمايتهم ! ..
( جميع القتلى ماتوا نتيجة التدافع والتزاحم والفوضى ) مُعَلِّق فِتِك آخر لم يُقنع نفسه أن الفوضى تحدث من سوء الترتيب والتنظيم والتأمين، ولم يسأل نفسه لِمَ حدث التدافع والتزاحم خاصة بعد إطلاق الغازات المسيلة للدموع !! ..
(2)
– مدحت شلبي : ( أقول للبُلَهاء اللي بيعترضوا على الماتش إن سوريا بيتعمل فيها دوري والعراق بيتعمل فيها دوري، واحنا طبعاً مش سوريا ولا العراق ) .. وبما أننا لسنا سوريا ولا العراق فلماذا تضعنا معهم في موضع مقارنة ؟!!
– أحمد شوبير : ( ما فعله عمر جابر ( اللاعب المنسحب من المباراة) تسبب في زيادة العنف لأنه أثار مشاعر الجماهير ) .. واستمرار المباراة والطحن والعجن والخنق خارج الاستاد لِمَ لَمْ يؤثر في مشاعركم وضمائركم ؟!!
– عزمي مجاهد المتحدث باسم اتحاد الكرة : ( اشتباكات الدفاع الجوي سببها الإخوان و6 إبريل، طول ما بنخاف من حقوق الإنسان نشرب .. ) .. لماذا يضعون البؤساء على الدوام في مناصب المتحدثين الرسميين ؟! صدقوني هؤلاء هم من يزيدون الوضع سوءاً، ليتهم يخرسون !
– جاء التعليق الأعجب والأكثر إثارة للإشمئزاز من أيمن يونس عضو مجلس إدارة نادي الزمالك سابقاً : ( لا أستبعد ارتداء الإخوان ملابس للشرطة وقتل المشجعين ) .. هنا حلَّت العبارة الأشهر ( لا تعليق !! ) لأنه ببساطة لن يشفي الغليل هنا بواسطة تعليق محترم ملتزم أخلاقي ..
(3)
حَملت صفحة الوفد خبراً بتاريخ الأربعاء 4 فبراير يفيد أن رئيس نادي الزمالك يدعو الجماهير لحضور المباراة من خلال دعوات مجانية كنوع من رد الجميل للجماهير، تم فِعلاً رد الجميل بطريقة فريدة من نوعها، وهو أن المباراة كانت مستمرة بينما الضحايا خارج الاستاد يتساقطون قتلى وجرحى، واللاعب الوحيد الذي أعلن اعتراضه على استكمال المباراة وانسحب تم إيقافه وفسخ عقده، هم هكذا على الدوام .. بِضعة بلطجية انعدم ضميرهم وإنسانيتهم يتحكمون في مصير البشر، الأمر لا يُصبح مستغرباً إذا ” خرج العيب من أهل العيب ” ولكنه يُصبح مُنَفِّراً ونشازاً إذا ما استمر لاعبو الفريق تحت إمرة من اُتهِمَ في معركة الجِمَال والخيول فيما سبق على متظاهري ميدان التحرير، نعم تمت تبرئته ولكنها البراءة التي نالها مبارك ونجليه ووزير داخليته وكل فاسد في هذا البلد لم يتم القصاص منه !
(4)
توافد عدد من المصريين لمطار القاهرة لاستقبال الرئيس الروسي بوتين، في نفس الوقت الذي يتوافد فيه العديد من المصريين على المقابر لدفن أبنائهم، المصريون في المطار تم توفير أماكن الراحة والانتظار حتى قدوم الرئيس الروسي، ولكن المشجعين تم تهيئة قفص حديدي لهم ليعبروا منه إلى حتفهم، ضابط الشرطة كان يمسك ببندقيته بشكل أفقي ويضرب فوق رؤوس المشجعين، نعم تعودنا على تصريحات مثل ” الداخلية لا تستخدم الخرطوش، ولم تصدر الأوامر بضرب النار الحي “، والمتحدث باسم وزارة الداخلية يتحدث عن رفضه تحميل الشرطة مسؤولية ماحدث في استاد الدفاع الجوي !! ثم تغضبون إذا ما هتفنا بأن الداخلية بلطجية !
(5)
تقرير الطب الشرعي أفاد أن الوفاة جاءت نتيجة الضغط على التجويف الصدري والرئتين نتيجة التدافع، ولا حالات وفاة بسبب نار حي أو خرطوش، أو حتى بسبب الاختناق بغاز مسيل للدموع كما أشيع !! مرة أخرى من سيحقق في المشاهد التي أوضحت ضابط يطلق غازات مسيلة للدموع من بندقيته ؟! من سيحقق في استخدام قفص حديدي يُستخدم لأول مرة ليمر منه الآلاف والحجة عدم حصولهم على تذاكر ؟! ..
النيابة توصلت لقاتل شيماء الصبَّاغ وسيتم الإعلان عنه خلال ساعات، وقد تم القبض على مجموعة من الوايت نايتس لمعرفة من قتل المشجعين، تماماً تماماً كما تم القبض على زهدي الشامي نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي متهماً بقتل شيماء ببندقية خبَّأها في جيبه ، وفي النهاية وجدوا جيب الجاكيت سليم ولا يحوي ” ثقباً ” ، يارب ما يلاقوا في جيب اللي اتقبض عليهم ” ثقوب ” علشان يطلعوا براءة هم الآخرون !!
(6)
” حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا داخلية .. ابني الوحيد مات ” .. ” يا ابني قلتلك ماتروحش الماتش، قلتلك اتفرج عليه في التليفزيون ” صرخات أهالي الضحايا خارج المشرحة في انتظار الجثامين .. نمر الآن فِعلِيَّاً بمرحلة صب اللعنات، وما دعاء المظلومين إلَّا لعنات من وراء لعنات، تكفي دعوة واحدة من قلب واحد محروق وملكوم بفقد عزيز حتى ينصب على رؤوسنا عذاب الأقوام الغابرة، وبعد كل هذا تجد أعمى القلب والبصيرة فاغراً فاه قائلاً : ” بص لنص الكوباية المليان ” !! أبص ازاي بعد ما كسرتوا النضارة يا بجم!
اقرأ أيضًا:
هالة منير بدير: بدلة الوقاية من بُمْب العيد !
هالة منير بدير : ياسمينا وأحلام ” سنو وايت والساحرة الشريرة”