إسراء النجار
أطلقت شركة “فودافون” حملة إعلانية جديدة لشبكة الـ 4G تحت اسم “جيل بيكمّل جيل”، مستعينة ببعض المشاهير الذين يسلموا راية النجاح للجيل التالي خلال الإعلان، في إشارة لنجاح الشبكة الممتد عبر مختلف الأجيال وهو ما اتضح في شعار الحملة “قوة كل جيل من الجيل اللي قبله.. فودافون أقوى شبكة في الجيل الثالث هتقدملك الجيل الرابع”.
فكرة “فودافون” الجديدة جيدة وقريبة من القلب لأنها استخدمت الاستمالات العاطفية المرتبطة بظهور نجوم محبوبين ولديهم قاعدة جماهيرية كبيرة، ونفذت هذا الظهور بمشاهد معدة جيدًا وصورة جاذبة وموسيقى تصويرية تربط الحنين بالأمل.. لذا نجحت الفكرة في جذب المتفرج لمشاهدة الإعلان حتى النهاية ليكتشف الربط الذكي بين ترابط أجيال الحقيقة والخيال، ولكن من ناحية الإقناع العقلي غاب عن الإعلان عدة محاور كانت ستسهم في إخراجه بصورة أفضل.
https://www.youtube.com/watch?v=BMyH41YiOuU
1-فارق السن بين بعض نجوم الحملة جاء متفاوتًا بشكل كبير ما أسهم في عدم منطقية تعاقب الأجيال، ونجد الفنان أحمد السقا يسلم الراية لزميله آسر ياسين رغم اقترابهما في السن، فالأخير يفصله عن السقا ما يقرب من 8 سنوات، وأمام هذا الفارق الضئيل نجد فارق كبير بين الفنانتين نيللي كريم وجميلة عوض يصل تقريبًا لـ 18 عامًا.
2- عدم منطقية الاختيارات الفنية قابلها اختيارات رياضية جيدة فاختيار لاعب ستوك سيتي الإنجليزي رمضان صبحي لاستكمال مسيرة نجم الأهلي السابق محمد أبو تريكة جاء موفقًا باعتبار أبو تريكة لاعب معتزل يستكمل نجاحه نجم شاب ويفصله عنه نحو 19 عامًا. وأيضًا فإن رامي عاشور من المنطقي أن يستكمل مسيرة عمرو شبانة في لعبة الإسكواش. ومن هنا انقسم الإعلان إلى شقين مختلفين عن بعضهما من ناحية التصديق.
3- بعيدًا عن فارق السن فهناك عامل هام يحد من تصديق عقل المشاهد للحملة، وهو عدم استيعاب أن فنانة مثل نيللي كريم وهي في أوج نشاطها الفني قد حان وقت تسليمها مسيرة الإبداع للفنانة المبتدئة جميلة عوض. وأيضًا يعد آسر ياسين منافس لأحمد السقا، وبالتالي أغفل الإعلان أن تعاقب الأجيال رياضيًا هو أمر منطقي يحكمه سن اللاعب ولياقته ومن ثم اعتزاله أما على المستوى الفني فالإبداع مستمر ويمكن أن يتنافس نجوم من 3 أجيال على شباك تذاكر واحد، بل إن الفنان يصل غالبًا لحالة من النضج والألق الفني بتقدم العمر مثلما حدث مع نيللي كريم، أي أن السن التي يفقد فيها الرياضي بريقه هي نفس السن التي ينضج فيها الفنان.
4- اختارت الحملة وجوه محببة لدي الجمهور، ولكنها لم تأخذ في الاعتبار التجارب الإعلانية السابقة لبعضهم والتي سرعان ما يتذكرها المشاهد ويربط بينها وبين الظهور الأخير، فأحمد السقا ظهر في 2014مع الفنان الشاب أحمد مالك في إعلان تكييف “يونيون إير، والذي ركز على تسليم الأجيال أيضًا ولكن بصورة أكثر عصرية، وهو ما قد نعتبره تقليدًا للفكرة الأساسية ولكن مع بعض التطوير.
5- رغم أن أعمال نيللي كريم الرمضانية أدخلتها البيوت المصرية وجعلتها من أعلى النجوم مشاهدة، إلا أن هذا لا يعني مشاهدتها بشكل مبالغ فيه يفقد طلتها الإعلانية الشغف والاختلاف. فبالتزامن إعلان فودافون الأخير، تظهر “نيللي” في إعلان منتج “إريال”، إضافة إلى مشاركتها في حملة “جلاكسي” وظهورها في رمضان الماضي في إعلان مستشفى مجدي يعقوب.
ينجح الإعلان كلما أتى بوجه تتعطش الجماهير لرؤيته في توقيت ظهور الإعلان، وهو ما يتحقق مثلا في جميلة عوض أو رمضان صبحي.
https://www.youtube.com/watch?v=yj-u13izXXI
6- استسهال منفذي الحملة في اختيار الشخصيات المشاركة تمثل أيضًا في اختيار أحمد السقا الذي شارك في إعلان للشركة ذاتها في رمضان الماضي “فودافون العيلىة الكبيرة”، لذا كان عليهم التجديد والابتكار واختيار شخصيات جديدة على عين المشاهد، أو العكس بإبراز شخصيات قليلَة الظهور تغري بالبحث عنها ومعرفة حكايتها مثلما حدث مع لاعبي الاسكواش عمرو شبانة ورامي عاشور.
https://www.youtube.com/watch?v=JI7JB1o5FCU