فاتن الوكيل
“الفيلم العربي هيبقى عالمي.. لما يكون فيلم عربي”، بهذه الجملة لخص الفنان الراحل محمود المليجي مشكلة السينما العربية، حيث أكد أن الأفلام العربية الآن “بظرميط”، بمعنى أن بعض لقطاتها مأخوذة من الأفلام الأجنبية بالإضافة إلى عدم وجود موسيقى مصرية تناسب الأفلام، كما رأى أن الروايات ليست خاصة بمجتمعنا لكنها مقتبسة من الروايات العالمية، مضيفا: “إحنا بنطورها ونحورها وبدل جورج بنقول علي وبدل ماري بنقول زينب”.
المليجي وحال السينما
المليجي الذي يُصادف اليوم 22 ديسمبر، ذكرى ميلاده الـ 106، كان صريحا في جميع حواراته التلفزيونية، حتى أنه عندما كان يخجل من سؤال ويريد أن يتهرب من الإجابة كانت ابتسامته البريئة تفضحه، وذلك عندما يتعلق السؤال بأحد زملائه، لكنه كان صريحا جدا فيما يتعلق بفنه، حيث قال في حواره مع الإعلامية فريدة الزمر، إن أغلب الروايات المصرية التي قدمتها السينما تتعلق بالماضي، مثل روايات نجيب محفوظ، لكنه يريد روايات تتناول الحاضر الآن، بما فيه من مشاكل كثيرة.
واصل المليجي انتقاده لحال السينما في مصر، حيث أشار إلى أن الرقابة في ذلك الوقت تريد قبل بداية أي فيلم ينتقد الواقع، ان يظهر في مقدمته “واحد بطربوش” ليؤكد أن أحداث الفيلم وقعت في عام 1951، أي قبل ثورة يوليو، مؤكدا ان الواقع المغاير الذي شكلته الثورة، لم يكن مكتمل ولكن به أخطاء.
توجه مرة أخرى إلى روايات نجيب محفوظ، قائلا: “أنا مالي بالسكرية؟ دي حاجة قديمة”، وعندما أشارت الزمر إلى أن مثل هذه الأفلام تعد تُراثا فنيا، قال “تراث لمين؟ أنا مشوفتش فيلم من أيام المماليك.. مشوفتش فيلم عن قدماء المصريين.. ولم نُظهر البطولات المصرية زي أيام المقاومة في رشيد لما كانوا بيقطعوا البطيخة ويحطوها على دماغهم ويعوموا ويغرقوا مراكب الفرنساويين”.
الفرق بين شر المليجي وشر فريد شوقي
خلال برنامج “اتنين على الهوا”، طلب الإعلامي الراحل طارق حبيب، من الفنان محمود المليجي، أن يُصرح عن الأمر الذي لم يكن ليفعله إذا كان في مكان الفنان فريد شوقي. وهنا قال المليجي إنه “غلط لما سافر تركيا”، موضحا أنه اتخذ ذلك القرار عندما توقف إنتاج مؤسسة السينما في مصر، وبالرغم من أنه نصحه بعدم السفر إلا أنه لم يستمع لنصيحته.
أضاف المليجي أن المنتجين في تركيا كانوا يجذبون الفنانين المصريين للعمل هناك بأجور مرتفعة، لكن الأفلام التي شاركوا فيها كانت ضعيفة، وبالتالي كان فشل الأفلام حتميا، وأدى ذلك إلى تعرض فريد شوقي إلى الخسارة الكبيرة.
وعن التشابه والاختلاف “فنيا” بينه وبين فريد شوقي، قال المليجي بابتسامة “بيتشابهم فإن هما الاتنين مجرمين، لكن هو مجرم طيب أو مجرم الصدفة وأنا مجرم السليقة”، تابع أن “فريد” يتظاهر في أفلامه بالشجاعة و”الفتونة”، مضيفا: “لكنه مش فتوة وبيخاف من الدم”.
https://www.youtube.com/watch?v=g14htb3OELo
زواج من فنانة كوميدية
أغلبنا يعرف أن الفنان محمود المليجي تزوج من الفنانة الراحلة علوية جميل، حيث تزوجا عام 1939، واستمر هذا الزواج حتى وفاته، لكنها لم تكن الزوجة الوحيدة خلال رحلة العمر، حيث تزوج المليجي بالفنانة الكوميدية سناء يونس، لعدة سنوات فقط.
تحدث الناقد طارق الشناوي عن هذا الزواج خلال حلقة من برنامج “حكايات فنية”، الذي قدمه على قناة cbc extra، قائلا إنه لم يُقابل المليجي مباشرة، لكنه سجل مع الفنانة سناء يونس حديثا تكلمت خلاله عن سنوات زواجها من المليجي، لكن بعد وفاته طلبت عدم ظهور هذا التسجيل، عندها قرر الشناوي التخلص منه، وبعد سنوات، التقا الشناوي وسناء يونس، وأخبرها أنه كان ينوي أن يظهر التسجيل ويتحدث عن هذه السنوات وذلك قبل أن يتخلص منه، فكان ردها “ياريتك كنت عملت كدة”.
https://www.youtube.com/watch?v=Crv7nXR-bTQ
وفاة درامية
لم تكن لحظة وفاة الفنان محمود المليجي تقليدية، حيث حكى المخرج هاني لاشين، كيف أن آخر مشهد في حياة المليجي، كان يقوم فيه بأداء دوره في فيلم “أيوب” عام 1983، مع الفنان عمر الشريف.
قال لاشين عبر حوار سابق مع قناة نايل سينما، إن المليجي وصل إلى استوديو التصوير. طلب قهوته الاعتيادية. جلس في الكواليس مع الفنان عمر الشريف وفريق عمل الفيلم، ليستعدوا إلى المشاهد القادمة، وهنا بدأ المليجي في الحديث عن مشهد “الحياة والموت”، موجها حديثا لـ”الشريف”: “يا أخي الحياة دي غريبة جدا.. الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر”، ثم مالت رأسه. ضحك الجميع على أداء المليجي الرائع، لكنه كان قد فارق الحياة.
https://www.youtube.com/watch?v=aZDXaWUsGBg