في مثل هذا اليوم الموافق 22 ديسمبر، ولكن منذ عامين أي في 2014، أعلنت قناة الجزيرة مباشر مصر القطرية، أنها ستقدم آخر نشراتها الإخبارية على القناة، معلنة بذلك إغلاق القناة التي اعتادت على مهاجمة الدولة المصرية، وأن تُركز على نقل الأحداث في الداخل المصري، بالطريقة التي تتناسب مع السياسة القطرية.
في البداية لم تمتلك الجزيرة أي قناة تحمل اسم دولة عربية بخلاف “الجزيرة مباشر مصر”، وهذا في حد ذاته يعتبر أمرا لافتا للنظر، حيث أن المساحة التي تحتلها الأخبار المصرية، بالمقارنة مع الواقع العربية كبيرة جدا، حتى أن الجانب الاقتصادي المصري الذي يعتبر شأنا داخليا، يكون من أولويات القناة، وهو نادرا ما يحدث مع أي دولة أخرى.
جاء إغلاق الجزيرة مباشر مصر عقب مبادرة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز للصلح بين مصر وقطر،حيث بثت قناة “الجزيرة مباشر مصر” آخر مواجيزها من الدوحة الساعة الخامسة مساء في 22 ديسمبر.
من كان يعتقد وقتها أن إغلاق الجزيرة مباشر مصر، سيكون مقدمة لتغيير السياسات القطرية تجاه الشأن المصري، والهجوم المنظم الذي اتبعته عقب سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر نتيجة ثورة 30 يونيو 2013، يبدو أنه كان مخطئا، فكل ما فعلته القناة، هو نقل المحتوى من قناة باسم “مباشر مصر”، إلى القناة الرئيسية.
وقائع كثيرة تُثبت أن الجزيرة لم تُغير من سياستها تجاه الدولة المصرية، والتي كان آخرها شماتتها في حادث تفجير الكنيسة البطرسية في العباسية، والتي راح ضحيته 27 شهيدا وقرابة الـ 52 جريحا. كما ازداد هجوم القناة على مصر، مع توارد أنباء متتالية عن اضطراب العلاقات بين مصر وبعض دول الخليج مثل السعودية.
شماتة الجزيرة في ضحايا الكنيسة البطرسية
وقائع أخرى مثل التركيز على الدعوات التي تخرج من وقت لآخر، للتظاهر وإسقاط نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، تكون محور اهتمام القناة القطرية، ونرى ذلك واضحا من خلال تغطيتها لدعوات التظاهر السابقة في يوم 11 نوفمبر، والتي خرجت قبل اليوم بعدة أشهر.
أما أبرز ما قامت به الجزيرة مباشر،من تحريص ضد مصر، كان عرضها فيلما باسم “العساكر”، قالت إنها تعرض من خلاله تجربة عن “التجنيد الإجباري”، لكن من يُشاهد الفيلم يعرف أنها كانت تستهدف الجيش المصري، وليس فكرة التجنيد الإجباري المعمول بها بالفعل في العديد من الدول.
لهذه الأسباب.. فيلم الجزيرة عن “العساكر” طلع فنكوش
من يُتابع الإعلام المصري أيضا يعرف أن إغلاق الجزيرة مباشر مصر، لم يوقف استهدافها للدولة المصرية، وبالتالي لم تتوقف انتقادات الإعلاميين المصريين للجزيرة، التي امتدت إلى العائلة الحاكمة في قطر، ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى حد السب.
وهنا بعض الأمثلة التي تؤكد أن توقف الجزيرة “مباشر مصر” لم يعن تغيير سياساتها وبالتالي ظلت تحت ممظلة هجوم الإعلام المصري.
القرموطي يقف بـ”البيادة” على شعار الجزيرة