مينا فريد يكتب : دليلك لفهم الكريسماس بتاع الكوفتس

facebook فيس

– كل سنة و إنت طيب يا كوفتس هتروحوا تبوسوا إنتوا و تظيطوا….
و إنت طيب يا أخويا … بس العيد بتاعنا مش النهاردة…

– والله ياعم أنا مش فاهملكم حاجة فيه شوية حاجات كده ولا فاهمها ولا عارفها … ليه بيقولوا عليكم كوفتس و أربعة ريشة و عضما زرقا و إنتوا تضحكوا ؟ و ليه العيد بتاعكم بيلخبط ؟ و إيه قصة الشجرة و بابا نويل و الجو ده ؟

– واحدة واحدة هفهمك … من كام سنة وقفت الفنانة “هالة صدقي ” أمام الرئيس المخلوع مبارك في إحدى لقاءات ” لا هيديني و لا يريقيني و لا فيه مصلحة بينه و بيني” تتحدث عن الوحدة الوطنية في لقاء شهير ثم قالت ” ههه أربعة ريشة يا ريس”
أربعة ريشة و كوفتس و عضمة زرقا و قناة تانية …. مقولات شهيرة يطلقها بعض العامة على المسيحيين في مصر .. بعضها بغرض الإهانة و الآخر كمصطلحات للتمييز في المناطق الشعبية… فما سر هذه التسسميات ؟

أربعة ريشة : تعبير عن الصليب رمز المسيحيين الذي يفخرون به ولا يعبدونه بالمناسبة -حسب معتقدهم هو وسيلة الخلاص من الخطية – و لأن له أربعة أطراف أصبحت كناية عن المسيحي أنه أربعة ريشة..

كوفتس : كلمة ” قبط ” هي كلمة مشتقة من الاسم اللاتيني لمصر إجبتوس قبل دخول العرب إلى مصر كانت كلمة “قبط” تدل على أهل مصر دون أن يكون للمعتقد الديني أثر على ذلك الاستخدام، إلا أنه بسبب كون الأغلبية من أصحاب الديانة المسيحية وقت دخول العرب المسلمين مصر، فقد اكتسب الاسم كذلك بعدا دينيا تمييزا للمسيحيين تميزا لهم عن غيرهم، حتي انحصرت كلمه قبطي علي مر العصور لتشير للمسيحيين في الأحاديث وكذلك في الخطاب الرسمي للدولة… في الإنجليزية “كوبتس” و لأجل اللطافة أطلق البعض عليهم “كوفتس”. ثم إنتشرت بين أوساط البعض .

عضمة زرقا : يفضل بعض المتطرفين أن يطلقوا هذا اللقب على المسيحيين بعضهم بغرض الإذلال و الآخر عن عدم فهم و الحقيقة أنه أقدم لقب لهم … في عصور عديدة سابقة حتى قبل حقبة حكم محمد علي ..
تحديدا أيام الحاكم بامر الله الفاطمي عندما الزم الإقباط بصليب وزنه خمسة أرطال واجبرهم علي لبسه في كل وقت وان تكون سلسلة الصليب من الحبال المصنوعة من ليف النخل وكان هذا الصليب الثقيل المعلق بحبل غليظ يترك لونا أزرقا في رقبة من يلبسه ومن هنا جاءت تسمية عضمة زرقا

قناة تانية : ألطف الألقاب التي أطلقت عليهم وقت كان التليفزيون المصري قناتين أولى و ثانية و لأن الأفلام الأجنبية و برامج المنوعات الأجنبية كانت في القناة الثانية أطلق اللقب ككناية عن المسيحيين في مصر.
جديدة عليا قصة قناة تانية دي …طب و موضوع المسيحيين بيستنوا الساعة 12 عشان تتطفى أنوار الكنيسة و يبوسوا بعض .. صحيح الكلام ده ؟

الحقيقة أنه في تمام الساعة 12 في ليلة رأس السنة فعلا تظلم الكنيسة و يبدأ كل فرد منفردا في صلاة منفصلة ليبارك الله السنة الجديدة.. طبعا من المعلوم لأي شخص حضر زفاف أو شاهد الصلاة على الهواء مباشرة على التليفزيون سواء في التليفزيون الرسمي أو القنوات التابعة للكنيسة المصرية أن الرجال يأخذون نصف الكنيسة و النساء النصف الآخر .. فموضوع إنهم يبوسوا بعض ده هيبقى مقرف جدا الحقيقة و إلا بقى المسيحيين كلهم شواذ .. إعقلوا الإشاعة…

– هههههه طب هما المسيحيين بيلخبطونا ليه ؟ هو الكريسماس يوم خمسة و عشرين ديسمبر و لا واحد و تلاتين ديسمبر و لا سبعة يناير ولا إيه ؟

الحقيقة يا صديقي إن المسيحيين نفسهم متلخبطين .. إختصارا الموضوع كله إختلاف تقويمات و طريقة حساب و تعديل ما بين تقويم التقويم حسب العصور .. مع إنقسامات الكنائس أصبحت كل كنيسة لها حساباتها .. تستطيع دراسة القصة لو مهتم بالتاريخ من هذا الرابط

لا يا عم فاكس … طب إيه بقى يا معلم موضوع شجرة الكريسماس ده ؟

الحقيقة إن تقليد شجرة الكريسماس ده تقليد وثني قديم – يعني زيه زي عيد شم النسيم الفرعوني كده – للشعوب اللي كانت بتعبد الشجرة و بتكرمها … مالوش اساس ديني و عشان كده الكنيسة في العصور الوسطى في أوروبا كانت منعاها .. أول ما إتحكى عن الشجرة كان سنة 700 ميلادية تقريبا … و بقت سبب بهجة بعد إيمان الوثنيين بالمسيحية و بدأو يحطوا رموز خاصة بيهم عليها .. مثلا النجمة اللي في السما دي تذكار للنجمة اللي شافها المجوس اللي زاروا المسيح في المهد – حسب الرواية المسيحية – و بعد كده بدأ المسيحيين يستهبلوا و يزينوها و كل ما حد يقولهم إيه ده يقولوله رمز من الكتاب المقدس .. – قال يعني – مثلا الكرات الحمراء رمز للتفاح في شجرة الحياة اللي أكل منها آدم و حوا ..طب و الكرات الزرقا و الذهبية و باقي الألوان ؟ لا دي عادي تزيين و لما حطوا نور عشان يبقى شكلها حلو طلعوا قالوا رمز للمسيح – أنا هو نور العالم – حسب الكتاب المقدس .. بس في الأول و الآخر دي كانت حاجة بتتعمل عشان الناس تتبسط لا أكتر و لا أقل … تقدر تعرف أكتر عن تاريخ الشجرة من هنا

بس عموما شجرة الكريسماس بقت بألف جنيه فممكن تعتبرها حرام عادي.

طيب و بخصوص بابا نويل ولا سانتا كلوز صحيح ده راجل كان بيستخدم الحلويات عشان يبشر بالمسيحية و هو رمز ديني و كده ؟

بص إنت لو دورت هتلاقي قصتين قصة عن قديس و ده ماكنش بيبشر و لا نيلة و قصة تاريخية قديمة … بتحكي عن إتنين عايشين في القطب الشمالي راجل عجوز و تخين و عنده أقزام بيعملوله هدايا و غزال بيجر عربيته و عايش مع مراته .. بيروح يوزع هدايا على الأطفال من مدخنة البيت – و ده سبب كافي إنه مايجييش مصر لأن مفيش مداخن إلا عند الكبابجية – المهم دي برضه عادة وثنية قديمة تبادل الهدايا في بداية العام و برضه الكنيسة أول قرنين كانت محرمه ده .. بعدين بقى و كالعادة حطوا الرمز الوثني المفرح على قصة دينية لواحد إسمه القديس نيقولا و ده كان بيوزع هدايا على الأطفال و الأسر الفقيرة و هو متخفي عشان مايحرجهمش يعني لا بتاع تبشير و لا كلام من ده… كل ده ماكنش مرسوم وواضح و متلون غير مؤخرا سنة 1823 تقريبا لما كتب شاعر إسمه كلارك موريس ووصف فيه لبس سانتا …. و بعدين الكنيسة في أوروبا سابت القصة أصلا من غيرر تضييق لأغراض تجارية بحته .. و بعدين لو رمز ديني و الجو ده كان المسيحيين إتضايقوا و قبل راس السنة كل محلات اللانجيري بيحطوا لبس سانتا .
في الرابط ده تاريخ سانتا

في الرابط ده تاريخ القديس نيقولا (يعني حتى الإسم مش قريب) بس تمام ماشي

الحقيقة إن الكنيسة المصرية نفسها بدأت تتضايق من إن الكريسماس فقد معنى فرحته الاساسي بميلاد المسيح لطقوس كتير ليها علاقة بالشجرة و النور و الإلوان و الحلويات و للبس و الهدايا … بس عموما شجر الكريسماس و الحلويات و الهدايا دي حاجات مفرحة و إحنا محتاجين لأي شئ يفرح .. .

إعتبره عيد علماني يا سيدي و إتبسط

إنت .. علماني كافر … العلمانية أصلا حرام..

نشكر الرب… هما المسيحيين بيقولوا كده ف التليفزيون .. يبقى لازم أقول كده…
ع الهامش:

فكرة المقال مستوحاه من أكتر من منشور على الفيسبوك من العام الماضي و اعتذر عن عدم تذكرإسم صاحب المنشور للإشارة له .. جميع المعلومات الواردة فيه يمكنك التأكد منها من ويكيبديا و المراجع المنشورة في كل صفحة … الفرحة لأي سبب و بأي طريقة حتى لو شجرة ملونة.. و الوحدة في السعادة لا تحتاج لتصريح أو صك … تربيت منذ الصغر على الإحتفال بفانوس رمضان و أنا في قمة سعادتي … و لم يقل لي يوما اي فرد من عائلتي .. الفانوس مش تبعنا و حرام
كل سنة و المصريين طيبين …. ماتنسوش الفقرا…