مجدي نجيب مثل العديد من الشخصيات في مصر لا يعرفه الكثيرين وربما سمعوا أسمه مع عنوان واحدة من أغنياته الشهيرة “كامل الاوصاف_ قولوا لعين الشمس_ شبابيك”وغيرها من الأغنيات لمشاهير مطربي الوطن العربي عبدالحليم وشادية وصباح وفايزة ومحمد منير.
وهو من الشخصيات العازفة عن الظهور الإعلامي لذلك كان يحتاج وقت وجهد لإقناعه بالحديث كما تقول مخرجة الفيلم ألفت عثمان والتي أخذت الأمر كتحدي وقررت قبل الذهاب له وإقناعه أن تقرأ كل دواوينه التي أصدرها حتى تقترب منه ويثق فيها ونجحت بالفعل في إقناعه بالفيلم التسجيلي “صهد الشتا”والذي يقترب من مراحل حياة فنان وشاعر وصحفي شديد الموهبة وصاحب تجربة خاصة هومجدي نجيب.
حبه حرية
اسندي حلمك على أيدي
أرسم لك فرحي في وريدي
نتنسم كحمام الغية
حبه حرية
في فيلمها “صهد الشتا” تحاول المخرجة الفت عثمان الإقتراب من الإنسان مجدي نجيب وأختارت أن تتركه يتحدث معظم وقت الفيلم في مقابل القليل جدا من شهادات الأخرين عنه، وتقول وجدت حضور وكاريزما تجذب أي شخص سيشاهده ولذلك لم أقلق ولم أهتم بظهور الكثير من الشخصيات في الفيلم إلا من طلب هو أن يتحدثوا.
البدايات السياسية للشاعر مجدي نجيب كانت هامة في تشكيل وعيه ولذلك بدأت بها المخرجة الفيلم ويبدأ بالحديث مع مشواره النضالي في نهاية الخمسينيات ويعترف أن الوعي زاد لديه بعدما تعرف على مجموعة من الشباب وفيما بعد عرف أنهم يطلقون على أنفسهم الحزب الشيوعي ويقول “استهواني فكرهم وعملت معهم”حتى جاءت أحداث ٥٨ و٥٩ وكنت أقوم بعمل جماهيري ولكنه سري “مثل توزيع المنشورات”،وفجأة يتم القبض على بعض الأشخاص من المثقفين الباحثين عن أفكار ما كان مجدي نجيب أحدهم وهنا كان أول اختبار للمناضل الشاب حينها ولكنه تقبل الأمر بصدر رحب وبالفعل يوجه له تهمة مع رفاقه وهي “قلب نظام الحكم”بسبب تلك المنشورات.
ويصدر حكم بالسجن ثلاث سنوات على مجدي نجيب ويقول كان هناك عدة معتقلات أخفهم كان “الوحات” البعيد عن التعذيب مثل باقي المعتقلات، ولكن المشكلة التي واجهتنا أن من كانوا يطبخون لنا هم مسجوني “الاخوان المسلمين” بحكم الأقدمية وكانوا يضعون لنا “رمل” لكي لا نعرف نأكل وبدأنا في البحث عن طرق طعام أخرى مثلا نأكل من أوراق الشجر “الخروع”! وقابلت هناك فنانين وشعراء أثروا في تشكيل وجداني وفكري وهؤلاء حولوا الصحراء إلى مسرح ومرسم ومزرعة أيضا.
ويتذكر ضاحكا أن مأمور السجن كان يأخذ لوحاتهم من المرسم المسؤول عنه سجين يدعى وليم اسحق، ولكن لأن المأمور كان يتمتع بأنسانية فكان يحضر لهم بثمن اللوحات أدوات فنية يستخدمونها لرسم لوحات أخرى.
مطارد داخل دولتك!
لا يوجد شعور أن يكون الانسان “غريب في وطنه بل ومطار أيضاّ! هكذا وجد نفسه الشاعر والفنان مجدي نجيب عقب خروجه من السجن مطارد من دولته ومكروه وبدون عمل ويطبق عليه نظام المراقبة مثل “المجرمين” وتملك من الاحباط بسبب ذلك، وفي تلك الفترة عرفه أحد الأصدقاء إلى صلاح جاهين ربما يساعده على الخروج من حالته تلك وفوجبء بجاهين يقول له “أمشي على كوبري قصر النيل وكل ذرة” ويضحك قائل لم أفهم معنى الجملة وقلت ممكن أمشي على الكوبري وأنتحر!
ويتذكر معركته مع الشيخ “كشك” والذي هاجمه في إحدى خطبه بسبب أغنية “قولوا لعين الشمس ما تحماشي” ويقول تقاضيت عن هذه الأغنية خمسة جنيهات بينما باع الشيخ كشك ألاف من شرائط الكاسيت لخطبته عني!
شاعر الألوان
وتنتقل المخرجة بذكاء ما بين لوحاته على صوت أغنياته لنكتشف معنى لقبه الأشهر “شاعر الألوان” مع هذا الفنان شديد الموهبة،والذي قدم مجموعة من أجمل الأغاني العربي إلى جانب إسهاماته الصحفية في مؤسسة روزاليوسف وعدد من المجلات.
نشرةْ أخبار الليله : المانشيت رئيسي
لاكنّ .. مش هوّه رئيسي : لوْ كان الصدق فْ غناوينا
تجربة الشاعر مجدي نجيب في الستينات والسبعينات كانت تجربة غنائية “ثرية” وناجحة خلفت وراءها أغنيات سهلة أستقبلها المستمعين بترحاب شديد ويتضح هذا في أغنيات مثل “أوعدك” لسعاد محمد، و”جاني وطلب السماح” لصباح، و«كامل الأوصاف» لعبد الحليم حافظ و”تعالى شوف” لفايزة أحمد، قبل أن يبدأ مرحلة كبيرة من التعاون مع محمد منير بداية من عام 1980 وقدم له نحو 20 أغنية.