شهد عام 2016 عودة الأرقام القياسية لشباك تذاكر السينما المصرية بعد سنوات غير مستقرة فنجد أن فيلمان فقط تخطت إيرادتهما رقم ال70 مليون جنيه وهما “جحيم في الهند” لمحمد إمام و”لف ودوران” لأحمد حلمي وكان الأول على أعتاب تحقيق الرقم القياسي الجديد للإيرادات قبل أن يستعيد نجم شباك تذاكر السينما المصرية الأشهر في هذا الجيل “أحمد حلمي” مكانته مرة أخرى بعد غياب عدة سنوات ويفسد صعود نجم جديد لصدارة شباك التذاكر ويحقق إيرادات بلغت 40 مليون جنيه وهو رقم كبير في ظل الظروف الإنتاجية الحالية ويعطي قبلة الحياة لنجوم جيله لمواصلة بطولاتهم السينمائية وتحقق السينما إنتعاشة في الإيرادات تقترب من 250 مليون جنيه بعدد أفلام بلغت أكثر من “35 فيلما” أستقبلتها دور العرض المصرية وهو مؤشر جيد على عودة الروح لصناعة السينما مع تزايد عدد دور العرض الجديدة.
نرشح لك : المهرجانات المصرية.. لا شيء بعد السجادة الحمراء!
ولم يواصل نجم الشباك في السنوات الأخيرة محمد رمضان ظهوره السينمائي بعد تعثر مشروعه “جواب إعتقال” رقابيا وأكتفى بالدراما التليفزيونية والمسرح ولكنه قرر العودة بثلاث بطولات سينمائية “إلى الأن” في عام 2017 وهي سابقة لم تحدث مع أيا من نجوم السينما منذ سبعينيات القرن الماضي عندما كان يقدم محمود ياسين 6 بطولات في العام الواحد!؟
كذلك شهد عام 2016عدم ظهور عدد من مشاهير نجوم شباك السينما المصرية مثل عادل إمام ومحمد هنيدي وكريم عبدالعزيز وأحمد عز وينتظر أن يشهد العام القادم ظهور أكثر من نجم منهم.
البطولات الجماعية..نحن هنا
كان لها نصيب كبير من الحضور اللافت هذا العام، بعدما نجحت البطولات الجماعية في لفت أنظار الجمهور وعلى رأسها الفيلم الحدث لعام 2016 “هيبتا” عن رواية محمد صادق والتي تحمل نفس الأسم، والذي شكل حالة سينمائية مغايرة تذكرك بحالة فيلم “سهر الليالي” قبل 12 عاما بسبب النجاح الجماهيري المفاجئ للجميع بما فيهم صناع الفيلم وتخطت إيراداته رغم عدم وجود نجوم شباك بين أبطاله رقم ال25مليون جنيه في أكبر مفاجأت شباك تذاكر السينما المصرية لعام 2016 والفيلم قام ببطولته ماجد الكدواني وعمرو يوسف وياسمين رئيس ودينا الشربيني وأخرجه هادي الباجوري.
نرشح لك : الأفلام المصرية الأكثر “فشلًا” في 2016
ومعه فيلم “من 30 سنة” لأحمد السقا ومنى زكي وشريف منير ونور وميرفت أمين وهو من إخراج عمرو عرفة وتأليف أيمن بهجت قمر وحقق نجاحا جيدا مع الجمهور والنقاد أيضا وأقتربت إيراداته من 20 مليون جنيه.
ياسمين ومنى ومنة..يحفظن ماء وجه البطلات
على مستوى البطولات النسائية واصلت ياسمين عبدالعزيز حضورها القوي في شباك التذاكر مع بطولتها السينمائية الخامسة فيلم “أبوشنب” في تحقيق إيرادات كبيرة في شباك التذاكر لتواصل تصدرها كبطلة سينمائية ومعها إبنة جيلها منى زكي والتي حققت حضورا لافتا بشخصيتها بفيلم “من 30 سنة” وقدمت دورا مميزا في هذا الموسم، كذلك كان هناك ظهور سينمائي مميز لمنة شلبي بفيلم المخرجة هالة خليل “نوارة” والذي حصدت عنه ثلاث جوائز كأفضل ممثلة في أكثر من مهرجان خارج مصر.
نرشح لك : 2016 .. أحداث إعلامية بلا توقف
على الجانب الأخر كانت هناك محاولة للبطولة الجماعية النسائية لغادة عبدالرازق وعبير صبري وهيدي كرم وسلوى خطاب بفيلم “اللي اختشوا ماتوا” ولكنها فشلت جماهيريا رغم المغازلة الدعائية لشباك التذاكر “جنسيا” وتظل غادة عبدالرازق تبحث عن نجومية توازي نجوميتها مع الدراما التليفزيونية!وتحتاج أن تشارك أبطال سينمائيين عملا ما وليس أن تتصدره كبطلة.
ولفت نظري هذا العام كمشروع بطلتين في السينما المصرية ناهد السباعي والتي حققت أفضل ممثلة بمهرجان القاهرة عن “يوم للستات” ودينا الشربيني والتي ظهرت بشكل فني جيد في أكثر من عمل خلال 2016.
مسرح وسينما..رايح جاي!
شهد كذلك عام 2016 إستغلال نجاح نجوم الكوميديا في المسرح “التليفزيوني” لتقديمهم في السينما عبر عدد من البطولات أنجحها كان فيلم “اوشن 14” والذي نجح جماهيريا رغم مستواه المتواضع فنيا! ولكنه كان وجبة من الضحك والإفيهات المتتالية لأبطاله بيومي فؤاد ومصطفى خاطر وعمر متولي وحمدي الميرغني.
وفي محاولة لتدشين نجم كوميدي جديد من أبطال نفس “دفعة” المسرح تم إختيار “علي ربيع” لتقديمه في بطولة مشتركة مع كريم فهمي وفيلم “حسن وبقلظ” ولكنه حقق نجاحا جماهيريا متوسطا وعليه ألا يتعجل البطولة السينمائية الأن.
نرشح لك : القائمة المبدئية لأفلام يناير 2017
وكان من اللافت هذا العام الإنفصال الفني للثلاثي الكوميدي “فهمي وهشام وشيكو” حيث قدما عملين في نفس الموسم “حملة فريز” لهشام وشيكو و”كلب بلدي” لأحمد فهمي والذي أستعان باكرم حسني وحمدي الميرغني وحققا نجاحا متقاربا في شباك التذاكر، في المقابل كان أبرز الخاسرين هذا العام نجم الكوميديا محمد سعد بتجربة نال عنها “أكبر هجوم” نقدي وجماهيري في مسيرته مع البطولة السينمائية فيلم “تحت الترابيزة” وبات مستقبله الفني مهددا بشدة الأن!
للمهرجانات فقط!
كان لافتا عودة الحضور الجيد للسينما المصرية في المهرجانات الدولية والعربية بعضها حصد جوائز ونال إستحسان النقاد وبعضها فشل في الأثنين! وكان من أبرز التجارب الفنية فيلم أل دياب “محمد وخالد دياب” فيلم “إشتباك”والذي شارك في ثاني أهم مسابقة رسمية بمهرجان “كان” إلى جانب وصوله للقائمة الطويلة لجائزة الأوسكار “للفيلم الأجنبي” وذلك يكفيه كعمل سينمائي عربي والفيلم كان حالة جديدة على مستوى التصوير والإخراج ومعه كان هناك أفلام “نوارة” لهالة خليل و”البر التاني” لعلي إدريس و”يوم للستات” لكاملة أبوزكري و”الماء والخضرة والوجه الحسن” ليسري نصرالله، والتجربة الأخيرة لمحمد خان “قبل زحمة الصيف” أصحاب حضورا في مهرجانات أخرى ولكنهم لم يحققوا نجاحا جماهيريا في شباك التذاكر ويعتبر نوارة أكثرهم حصدا للجوائز مع إشتباك.
قبل أن أنتهي أشير إلى أن عام 2016 شهد إفتتاح مزيدا من دور العرض على أطراف العاصمة “القاهرة” وهو أمر جيد للصناعة والتي عليها إستغلال ذلك الأمر بضخ المزيد من الأموال بها، لأن الأمر اللافت اعتماد مئات من دور العرض طوال العام على أفلام أجنبية يحقق بعضها إيرادات تفوق إيرادات الأفلام المصرية بسبب إقبال الشباب عليها والذي باتت شريحة كبيرة منه تعزف عن مشاهدة الفيلم المصري.
أخيرا كان هناك حزنا أصاب السينما المصرية بفقدانها واحد من أهم نجومها في الثلاثين سنة الأخيرة هو محمود عبدالعزيز والحديث عنه يطول، ومعه أيضا فقدت مخرجها المبدع محمد خان.