نشر الكاتب الصحفي الكبير ياسر أيوب مقالا عبر صفحته علي الفيس بوك اعلن فيه رحيلة عن مجلة “7أيام” وكان إعلام دوت أورج قد نشر قبل قليل خبر اختيار الكاتبين شريف الألفى وفاروق الجمل، لإدارة تحرير المجلة، التفاصيل من هنـــا
فيما يلي ما كتبه ياسر أيوب في وداع “7أيام”
شكرًا.. 7 أيام
سواء كنت تريد أو لا تريد.. تعلم أو لم تكن تعلم.. مستعدًا أو غير مستعد.. فستأتى المحطة التى لابد عندها أن تترك مقعدك وتغادر القطار حاملاً حقائبك وأوراقك وجروحك وحروفك وما بقى من أحلامك.. وأنا الآن أغادر مجلة 7 أيام وأترك فوق صفحاتها كلمتى الأخيرة قبل الرحيل.. لحظة وداع لم أتخيلها ستأتى بمثل هذه السرعة أو بهذا الشكل.. لم أتوقع أن يصاحبها كل هذا الوجع وكل هذا الملح شديد المرارة.. وللأسف الشديد غادرت المجلة لآخر مرة ونزلت من القطار بعد أن اكتشفت أن حقائبى كلها لا تكفى لحمل كل ما تمنيت وحاولت وأردت أن آخذه معى من مكان عشت فيه أكثر من أربع سنوات.. حكايات وأحلام ودموع وأفراح وهزائم وانتصارات ونجاحات وانكسارات..
نرشح لك : 7 أيام .. “روشتة” ياسر أيوب لإحياء المجلات الأسبوعية
بل إننى تمنيت لو اتسعت حقائبى للمكان نفسه.. الجدران والمقاعد وشاشات الكمبيوتر وفناجين القهوة الباردة والأقلام والأوراق.. فلكل شىء قيمته وضرورته ومعناه بالنسبة لى.. تمنيت أيضًا أن آخذ معى كل هذه الوجوه والأسماء التى كانت معى وكنت معها منذ صدور أول عدد فى اليوم العشرين من يناير 2013.. وكل من جاء بعد ذلك وانضم إلينا وأصبح جزءًا من أسرة 7 أيام.. فهؤلاء جميعهم لم يكونوا مجرد زملاء عمل ومهنة.. لم يكونوا بالنسبة لى مجرد أسماء يسهل استبدالها أو وجوهٍ من الممكن تبديل ملامحها.. إنما كانوا شركاء بالمعنى الكامل لكلمة وفكرة وحلاوة الشراكة الحقيقية.. تقاسمنا كلنا الأمل والخوف.. الفرحة والتعب.. النجاح والإحباط.. الأحلام والهموم.. الانتصار والانتظار.. وعرفنا كلُّنا كيف يمكن اختصار الحياة كلها تحت سقف واحد.. ومنهم كلهم ومعهم تعلمت وضحكت وبكيت ونجحت فى إدارة مجلة لم تكن هناك حدود لأحلامها وطموحاتها حتى جاءت اللحظة التى كان لابد فيها أن أترك كل ذلك وأغادر القطار وحدى وأجلس على أحد المقاعد فى انتظار قطار جديد لا أعرف هل سيأتى أم لن يأتى وإذا جاء بالفعل فإلى أين سيذهب؟.
نرشح لك : إطلاق موقع 7 أيام الشهر المقبل
وإذا كان من حقى أن أقول الآن ما أشاء دون أى حساسيات أو حسابات.. فلن أقول إلا شكرًا.. أقولها لكل من عملت معهم طيلة هذه السنوات.. أقولها لمن اختارنى وأيضًا أقولها وبمنتهى الصدق لمن اختار لحظة الرحيل والوداع.. فأنا أغادر المجلة ولست غاضبًا من أحد ولست نادمًا على تجربة أعطيتها كل ما أملك من حب وصدق وحلم وانتماء.. والحزن والملح والشوك والمرارة كانت فقط فى القلب وعلى اللسان لأننى مضطر لمغادرة مكان أحببته وفراق وجوه اعتدت معها مواجهة الحياة وممارسة تفاصيلها يومًا وراء يوم.. ومع الشكر للجميع أود أيضًا تقديم اعتذار للجميع..
نرشح لك : “٧ أيام” تنشر تفاصيل مغامرة صحفية في نادٍ للتعري
أعتذر لأصحاب المجلة إن لم أكن على قدر رهاناتهم وطموحاتهم ولم أحقق نجاحًا كانوا يريدونه.. لكننى حاولت قدر استطاعتى ولم أبخل بشىء من أجل هذه المجلة.. وإن كنت فى رأى البعض ووفق حساباتهم لم أحقق نجاحًا مكتملاً وحقيقيًا.. فعلى الأقل بدأت هذه المجلة وأتركها الآن دون أن تفقد احترام أى أحد لأنها مجلة مارست الصحافة دون اللجوء لأى وسائل رخيصة للنجاح والكسب.. لا فضائح وكشف لأسرار خاصة وشخصية أو هتك لأعراض وانتهاك لحرمات أى شخص وأى بيت.. أعتذر أيضًا لزملائى إن كنت بدون قصد وعمد أسأت إلى أى أحدٍ منهم أو أغضبته أو أزعجته..
نرشح لك : بعد أحلامها البريئة.. أنغام بطلة غلاف “7 أيام”
فالأيام والسنوات التى مضت تشهد على أننى لم أكن رئيسًا بالمعنى الحقيقى والتقليدى لفكرة وصورة الرئيس.. لا سلطة وصراخ وقوة وهيمنة وانفراد بالرؤية والقرار.. كان الباب مفتوحًا طوال الوقت سواء باب مكتب أو باب قلب.. لم أسمح لنفسى مهما جرى بإهانة أى أحد والانتقاص من قدره.. لم أقبل أن يشعر أى أحد فى 7 أيام بأنه أقل من الآخرين.. بداية من أصغر عامل فى البوفيه وحتى رئيس التحرير.. وقد يرى بعضهم ذلك أحد أخطائى الفادحة التى ربما تكون أدت إلى نزولى فى هذه المحطة.. لكننى لست نادمًا.. فقد كنت وسأبقى كذلك.. لا أهوى التمييز بين البشر ولا أجيد صنع الفوارق ليكون هناك أصحاب المقامات الرفيعة وهناك من لا مقامات لهم أصلاً أو مكانة وحقوق واحترام..
نرشح لك : هذا وقت الرجال.. على غلاف 7 أيام
كما كنت طوال الوقت شريكًا لزملائى فى كل همومهم ومتاعبهم وأحلامهم ومخاوفهم حتى تلك التى لا علاقة لها بالعمل.. ولهذا أعرف الكثير جدًا عن كل زميل وزميلة.. أعرف مدى ارتباطهم بهذه المجلة ومدى احتياجهم لأن تستمر وتزداد تألقًا ونجاحًا.. وقد تمنيت فى لحظة خروجى كل توفيق للمجلة وأصحابها ومن سيديرها بعدى وكل من يعملون بها.. ولن يزعجنى إطلاقًا أن تصبح المجلة بعد رحيلى أكثر نجاحًا.. بل على العكس تمامًا..
نرشح لك : غلاف “7 أيام”.. مع تحيات داعش
سأكون سعيدًا جدًا بأن تكبر هذه المجلة وتغدو أكثر قوة وجمالاً واستقرارًا.. وسأفرح بكل نجاح جديد تحققه مجلة كنت أحد مؤسسيها وأحد عشاقها أيضًا.. فستبقى 7 أيام بالنسبة لى أكبر وأرق وأهم وأعمق وأجمل من مجرد وظيفة.. إنما هى قصة حب جميلة بدأت فى زمن صعب وكبرت رغم كل التحديات والموانع والعواصف.. وسيبقى الحب قائمًا ودائمًا حتى لو لم تعُد تربطنى بالحبيبة أو المجلة أى صفة رسمية.. سيبقى الحب والارتباط وسيبقى الحنين أيضًا للمكان وملامحه وكل الشخوص والوجوه وكل الأوراق والصور وحتى أطباق الطعام التى كنّا نلتف حولها بعد نهار عمل طويل أو احتفالاً بنجاح جاء بعد طول سهر ومعاناة وعذاب