أطلقت جمعية رسالة للأعمال الخيرية فرع طنطا، مشروعًا لتأهيل الفتيات الكفيفات للزواج، في ظل المعاناة التي يلقونها في حياتهم وعدم اندماجهم مع أفراد المجتمع.
انطلق المشروع بجلسة حوارية مفتوحة حضرها عدد من المكفوفين والمبصرين معا، تحدثوا فيها عن أبرز المشكلات التي تواجه الكفيفات وتحول بينهن وبين زواجهن.
قال تامر عبد الرحمن، المدير الفني لنشاط المكفوفين بفرع طنطا، وعضو اللجنة المركزية لـ”رسالة” بالوجه البحري، إن المشروع يهدف إلى إعداد الكفيفات وتأهيلهن للزواج، عن طريق تنظيم ورش عمل لهن في مجالات مختلفة، وكذلك تقديم “كورسات” نظرية وعملية يحاضر فيها أساتذة جامعيين ومتخصصين في التنمية البشرية، موضحا أنه يستهدف كل الفتيات الكفيفات اللاتي لم يقبلن على الزواج بعد على مستوى الجمهورية.
وأضافت عزة عادل، مسئولة نشاط المكفوفين، إن الانطلاقة الفعلية للمشروع ستكون في منتصف أكتوبر 2017، وسوف نقوم بدعوة صحفيين وإعلاميين ومتخصصين في مجالات مختلفة، لافتة إلى أن المشروع لاقى ترحيبا كبيرا من المسئولين بالجمعية وأيضا المتطوعين والمتطوعات الذين أكدوا استعدادهم لخدمة المشروع.
وخلال الجلسة الحوارية، أكد “جمعة دبل” كفيف، حاصل على الدكتوراة في التاريخ الإسلامي، أن الكفيفات لا يعانين وحدهن من المشكلات، مشيرا إلى أن فقدان البصر ليس إعاقة بل هو “نعمة من الله”، لافتا إلى أن هناك مبصرين كثيرين يعانين من مشاكل أكثر من المكفوفين.
وأشارت الدكتورة هبة الزعبلاوي، الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، إن الثقة بالنفس هي مفتاح النجاح خاصة للكفيفات، موضحة أنه عليهن استخدام مهارتهن الخاصة وإبرازها أمام الناس، لإثبات وجودهن، وعدم التفكير في أي شئ محبط كالإحساس بالنقص والاضطهاد وعدم الارتياح، وقالت إن المجتمع له دور كبير في رفع الروح المعنوية لهن وإدماجهن في الحياة العامة، موضحة أن البعض ينظر للمكفوفين على أنهم متسولين وهذا مفهوم خاطئ.
وتقول “أسماء” أحد الفتيات الكفيفات، “أعيش مع أسرتي وأعمل كل شيء بمفردي، وأقوم بطهي الطعام بسهولة، والكل يعاملني في البيت كمبصرة.. وروت قصة شخصية لها مع “الارتباط”.. وقالت، إن هناك شخصًا مبصرًا تقدم لخطبتها وأنه حضر لرؤيتها والتعارف عليها بالمنزل وصلى صلاة الاستخارة، لكنه تأثر بكلام الناس عنها، موضحة أن البعض قال له “إزاي تاخد واحدة ما بتشوفش”، على الرغم أنه يعلم بحالتي مسبقا.. ولم تتم الخِطبة.
أما “سامية”، وهي كفيفة، وتدرس في كلية الآداب قسم الفلسفة، وتقوم بتعليم طريقة “برايل” للمكفوفين، قالت إنها ليس لديها القدرة على الوقوف بالمطبخ وإعداد الطعام، موضحة أنها لا تمانع من زواج الكفيفات من رجل متزوج شرط أن يكون “راجل” وأن يكون عادلا.
وعلى الجانب الآخر، قالت “لمياء يونس”، طالبة جامعية، إنه لا مانع لديها من الزواج بشخص كفيف، مؤكدة أن فاقد البصر هو شخص عادي وعلينا أن نتقبله ونتعامل معه كشخص عادي، وأن هذه إرادة الله ولابد أن نتقبلها جميعا.
بينما أكدت دعاء مصطفى، طالبة بجامعة طنطا، أنه لا فرق بين الكفيفة والمبصرة، وأن ما يعانيه الكفيفات في حياتهن يعاني منه أيضا المبصرات، موضحة أن الفيصل في ذلك هو الإرادة، فإذا وجدت الإرادة لا حديث عن أي فوارق.