نقلًا عن الأهرام
ان كانت مشكلة مصر هى إبراهيم عيسى الصحفى المصرى المشاغب والمتمرد!، وان كان حلها الصحيح الذى يقترحه البرلمان المصرى هو مصادرته، وإغلاق قناة القاهرة والناس بالضبة والمفتاح،وإعادة تنظيم الصحافة والاعلام فى مصر لضبط هذه الفوضي!، فبئس المشكلة وبئس الحل لأن مهامنا الضخمة ينبغى ألا تصغر إلى حد الاعتقاد بأن إسكات صوت واحد معارض هو الذى سوف يحقق أمن مصر واستقرارها!، ويساعد بسطاء المصريين على ابتلاع بلايا الغلاء!، ويمكن مخططو السياسة الاقتصادية فى مصر من الهبوط بسعر الدولار إلى سعر أكثر عدلا لايغبن الجنيه المصرى إلى هذا الحد الظالم!، فربما يجوز ان نعيد النظر فى امر إبراهيم عيسى قربانا لمصالح هذا الوطن!.
وربما يكون إبراهيم عيسى نسيجا فريدا بين أصحاب الرأى والرأى الآخر، لكنه هو هو إبراهيم عيسى الناقد المتمرد أبدا، الذى يملك الحجة والحجة المضادة مثير دائما للتساؤل، لم يرتح له كثيرا أو قليلا حكم السادات او حكم مبارك لانه( ترامبي)النزعة، يحرص دائما على ان يكون خارج المؤسسة وخارج الصندوق وخارج الصورة وخارج كل الاطر، لكنه لم يشكل أبدا ضررا على امن مصر واستقرارها وكان فى كل احواله مفيدا، ليس فقط لانه يعترض وينتقد، ولكن لانه يرسم أيضا الخط الفاصل الدقيق بين شطط القول وصريح العبارة..،وأظن انه من هواة المشى على هذا السلك المشدود مثله مثل لاعب سيرك مطلوب منه ألا يخطئ!.
وفى كل المجتمعات التى تعبر مراحل انتقالية، لابد ان يكون هناك إبراهيم عيسي،يقف دائما على حافة الممنوع ينبه الجميع إلى مسرى الفكر الغالب ومجرى التيار الصحيح..،وهو(فاسوخة) الصحافة فى العالم الثالث،لايستقيم الامر بدونه ولاتحسن المهنة فى غيبته، لان التمرد فى كثير من أحوالنا المصرية يصبح ضرروة وفضيلة!،هومن ملح الارض نشكو من افراطه لكنه لازم وضروري. ولا اظن اننى استطيع ان أكتم إعجابى بغير قليل من آرائه وان كان يقلقنى عليه فى كثير من الاحيان ميله المتزايد إلى استعراض مهاراته وهو فوق الحبل المشدود!، اتركوا إبراهيم عيسى لشأنه يقول ما يقول لانه فى قوله فوائد جمة، وان كنتم سوف تنظمون الصحافة والاعلام من اجل إبراهيم عيسى وحده فانتم تخطئون توصيف القضية لان إبراهيم عيسى لا يشكل خطرا على مصر، فالخطر على مصر واضح ومحدد يكمن فى التسيب والاهمال وغياب العقاب والثواب وعدم الوضوح وقلة الحسم، وكلها امراض يتحدث عنها إبراهيم عيسى.