يبذل هشام الجخ قصارى جهده لإحياء أمسية شعرية في مدينة الناصرة الفلسطينية، رغمًا عن المناشدات والنداءات التي وجهت إليه من كثيرين من الفلسطينيين والمصريين للعدول عن هذه الزيارة، إلا أنه لم يتجاوب مع هذه النداءات، وظل مُصرًا على القيام بالزيارة حتى وإن اقتضى الأمر إهانة من يخطط لزيارتهم، الأمر يثير الاستفزاز والاشمئزاز، خصوصًا بعد ما نسب إليه من تصريح يقول فيه إن فلسطيني الأراضي المحتلة عام 48 نسوا اللغة العربية، وأنه ذاهب لأن الفلسطينيين هناك لا يكتبون اللغة العربية، ولم يعودوا يؤمنون بالقومية العربية، ولا يعرفونها وباتت العبرية لغتهم الأساس.
يا هشام الجخ … كما يفتخر العرب ببغداد وشعر المتنبي فإننا نحن الفلسطينيون نفتخر بالناصرة وشعر توفيق زياد وسميح القاسم ومجمود درويش وكل الذين علمونا اللغة العربية وما زال ابناؤهم يعلموننا إياها..
هل ستأتي لتعلمنا اللغة العربية يا جخ؟
في الناصرة وحيفا وعكا ويافا والطيبة والمثلث والجليل والنقب فلسطينيون هم الذين علمونا التاريخ، وهم الذين عرفونا بالجغرافيا، وهم من كتبوا لنا أروع النماذج الفلسطينية في القصيدة والرواية والمسرحية، وعلى أيديهم تعلمنا أصول التراث الشعبي، والميجنا والدلعونا والموال والدبكة الشعبية، وهم الذين زرعوا فينا ثقافة التطوع ومنهج الكفاح، وجعلوا من يوم الأرض أعز وابهى أيامنا، وضربوا المثال في الصمود والثبات والرسوخ في المكان، رغم كل ما تعرضوا وما زالوا يتعرضون له من محو منهجي للثقافة والهوية والانتماء.
يا هشام الجخ … خلف الخط الأخضر ما لا تعرف ولن وتعرف، ما لا تفهم ولن تفهم، ما لن يصل وعيك وخيالك إلى مداه وفضائه مهما ارتقى وعيك أو خيالك. وأنت تستحق أن يستقبلك أصحاب اللغة الذين أصدروا لك تصريح الدخول إلى فلسطين المحتلة عام 48، ولا تستحق أن تحظى بشرف أن يكون في قاعة امسيتك فلسطينيون تربوا على أن لغتهم تتجسد في وجودهم وبقائهم وتشبتهم بالأرض وانعجان دمهم بترابها مثل “محمد ابو سويلم” في فيلم الارض …
كلما رأيتك تُصر علي هذه الزيارة المخزية تساءلت، لم كل هذا الاصرار، وما الثمن !؟
اقرأ أيضًا:
أكثر 8 صور نالت الإهتمام لبوتين في القاهرة
لماذا استعانت “رصد” بـ”إعلاميي الانقلاب” في تغطيتها لـ”الدفاع الجوي”؟
كواليس لقاء باسم يوسف في “ديلي شو”
«الإخوان» يهددون حبيب لوقف نشر مذكراته فى «الشروق»
إحصائية: 22 جريدة تصدر يوميًا في مصر
خناقة وسط الدماء| التوك شو: الغوا الدوري.. والإعلام الرياضي: بُلَهَاء
فبراير الأسود : 5 كوارث في 13 عاماً