فريق الإعداد.. فريق يكمل بعضه بعضًا، الغرض من إعطاؤهم رواتبهم أول كل شهر هو تنفيذ السياسة التحريرية/ للمحطة، للبرنامج، عبر ملئ ساعات الهواء بمادة خبرية، معلوماتية، بشرية (إن اعتبرنا الضيوف من ضمن المادة المقدمة)… والمحطات تختلف في طبيعة المواد، تختلف في توجهاتها، وتتفق على أهمية الدور الذي يقوم به فريق التحرير.. بدءاًمن رئيسهم وانتهاءً بأصغرهم سنًا وأقلهم خبرةً.
ولأن أصابعنا ليست كبعضها، فلكل عضو من أعضاء هذا الفريق له دور واضح ومحدد كما شرحنا في مقالات سابقة، ومنهم بطَلي اليوم (المعد الريجيسير والمعد العلاقات).
– والنبي يا باشا عايزين نعمل برنامج يستضيف نجوم السينما والتلفزيون/ نجوم الرياضة/ نجوم السياسة/ نجوم مولد النبي حتى… الخ.
– مفيش غير الأستاذ فلان الفلاني… ده أهم معد ريجيسير في مصر، يقدر يجيبهم بتليفون، بس كدة عزيزي القارئ.
هذا هو المعد الريجيسير .. تنحصر أهميته في أجندة تليفوناته، وفي قدرته على جلب أي ضيف بالاستديو أو عبر الهاتف وعبر شبكة علاقاته الواسعة.. وأنا لا أذيع سرًا حين أقول أن لكل مجال من المجالات الحياتية نجومه من الريجيسيرات/ المعدين.. ومعظمهم يعمل في أكثر من برنامج، أكثر من جريدة، أكثر من محطة.. فقدرتهم على الاحتفاظ بعلاقات قوية مع نجوم المجتمع تؤهلهم دومًا لأن يكونوا في دائرة اهتمام أي اجتماع تمهيدي لبرنامج يعتمد على استقبال الضيوف ومحاورتهم.
وهذا الرجل دومًا – حسب معرفتي- عالي الصوت، يتصف بأداء جسدي مبالغ فيه، ليوهم الجميع أنه شديد الأهمية وأنه صديق النجوم، ويتعمد دومًا تدليل النجوم وذكر محاسنهم على الملأ أمام الناس أو عبر الهاتف… ولأن تواجد هذا الشخص داخل الكونترول غير ذي أهمية أو وزن – فدوره ينتهي عند شحن الضيف داخل البلاتوه بعد الاتفاق على الأجر الذي سيدفع للضيف -، فسنكتفي بهذا القدر عنه.
والنوع الآخر هنا سيكون (المعد العلاقات).. وهو الرجل الأخطر في الفريق، دوره غاية في الأهمية والحساسية، هو كسابقه يعتمد على أجندة تليفوناته، لكنه أكثر حنكة، فلم يهتم منذ الصغر ببناء علاقات مع الممثلين ولاعبي الكرة، بقدر اهتمامه بتكوين شبكة علاقات قوية برجالات السياسة وأعضاء المجالس النيابية، وضباط الشرطة المهمين… هو الرجل الهادئ الرصين الذي يعلم تمامًا أهميته، فتليفون صغير منه قد يحل أكثر المشاكل تعقيدًا، بداية من التوصية على زملاؤه في وحدات المرور ومكاتب الشهر العقاري، وليس انتهاءً بتخليص صفقات أراضي وشقق، وسأترك لخيالك إكمال ما بينهما.
المعد العلاقات، عادة ما يكون رجل، كبير السن في الغالب، يشغل إحدى المناصب التنفيذية بجريدة ما، يتكلم بهدوء، ودومًا ما يتحدث بلهجة آمرة عما يرى أنه من واجبات زملاؤه في فريق الإعداد عمل كذا أو إلغاء كذا…. هو الشخص الأكثر وعيًا بمتغيرات الأمور وتقلبات الأحوال، والأكثر حرصًا على إرضاء كل اسم من الأسماء الموجودة بأجندة تليفوناته… إرضاء عبر الإطراء، إرضاء عبر الهدايا البسيطة أو الغير بسيطة من حين لآخر.. إرضاء عبر دعوات العشاء الفاخرة… المهم أن يظل مبرهنًا على ولائه لعلاقاته، مهما كانت الظروف، ونظير ذلك يحصل على مزايا عديدة من الأشخاص ذو الحيثية من معارفه، ومزايا مادية لا يُستهان بها من رؤسائه بالمحطة/ الجريدة .. فلا شئ هنا دون مقابل.
المعد العلاقات، قد يكون رئيس التحرير، وقد يكون تابعه، وقد يكون ظله، المهم أنه واجب الوجود داخل الهيكل التنظيمي لأي محطة، وأيا كان المسمى الوظيفي الذي سيندرج اسمه تحته.
ولا أريد بك أن تنجرف عزيزي القارئ وأن يهمس لك خيالك بأن الرجل يلتزم الخطوط الحمراء للمحطة… فهذا الرجل هو من يخلق الخطوط الحمراء، هو من يُثَبِت بيديه سقف المحطة ويخبرنا جميعًا بحدودنا، ببساطة لأنه سيكون أول ضحايا لمس السقف أو تخطي الخطوط الحمراء.. هذا الرجل يغامر بعلاقاته، ويضع شخصه دومًا على المحك، ويعيش دومًا في عدد لا متناهي من الصراعات مع الآخرين.. إنه مستر X الفضائيات والبعد عنه غنيمة كبرى.
لكم المودة بلا حدود.
اقرأ أيضًا:
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (6).. إنسان الإيربييس
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (5).. من الإيربيس للرئيس
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم.. المقال الرابع: في أهمية الـ Q
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الثالث (البديع الفظيع)
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الثاني (التايتل)
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الأول (البروضيوصر)