باهر الشرقاوي يكتب : هل يرتدي الزمالك التيشيرت الأحمر؟

بمناسبة مباراة الأهلي والزمالك وعلى الرغم من أنني فقدت اهتمامي بكرة القدم منذ يناير 2011 بسبب ظروف البلد منذ ذلك التاريخ وحتى الآن إلا أنني رأيت حلمًا فاق كل الأحلام، حلم في منتهى الغرابة. رأيت مرتضى منصور يقبل عليّ في المنام، سلام قولاً من رب رحيم، ويضع شرطًا واحدًا من أجل أن يلعب مباراة الأهلي، تخيلوا الشرط كان إية؟ أن يرتدي الزمالك التيشيرت الأحمر. آه والله، حاجة غريبة جدًا والأغرب من ذلك، وفي نفس الحلم، يوافق الأهلي واتحاد الكرة على الشرط. يا جبروتك يا مورتا. مسيطر حتى في الحلم.

نرشح لك : باهر الشرقاوي يكتب: سد النهضة وهدم الكعبة

أعادني هذا الحلم إلى سنين عديدة مرت عندما كنت أشاهد مباراة الأهلي والزمالك مع والدي. ولكم أن تتخيلوا الموقف، كنت أهلاويًا متعصبًا وكان والدي زملكاويًا حتى النخاع وكانت أمي تخشى هذا اليوم كل الخشية وكانت تحاول أن تقف في منتصف المسافة بيني وبين أبي حتى لا يشتعل البيت بنا في يوم المباراة. ورغم ذلك كانت لحظات رائعة.

ظل أبي يشجع نادي الزمالك لمدة تزيد عن ستين عامًا، وما زال، ولم يشتكي أبداً واحترمت ذلك فيه كثيراً. ولذلك أكره أن يسيء أحد إلى نادي الزمالك لأنني أحب أبي حبًا شديدًا، أحبه أكثر من حبي للنادي الأهلي، وأرى أن من يسيء إلى نادي الزمالك، إنما يسيء إلى أبي. ولذلك أتمنى ممن يفكر في أن يسيء إلى النادي المنافس أو مشجعيه أن يتذكر أنه ربما يسيء إلى أبيه أو أخيه أو صاحبه أو قريبه. لو كنت تحبهم فعلاً ما أسأت إلى النادي الذي يحبونه ويشجعونه.

نريد أن نجرب شيئًا مختلفًا هذه المرة. نريد أن نغير القوالب التي نسمعها قبل كل مباراة بين الأهلي والزمالك وبعدها. لماذا نعيش في أجواء تشبه أجواء الحرب بين الناديين قبل كل مباراة وبعدها؟ لماذا يدق أنصار كل نادي طبول الحرب كلما اقتربت المباراة بينهما؟! أما آن الأوان أن نرتقي بأخلاقنا وسلوكنا؟!

لماذا لا يتمنى كل فريق التوفيق للآخر؟ لماذا لا نستمتع بمباراة بعيدًا عن التعصب الأعمى والتحيز البغيض؟ أفيقوا يرحمكم الله، وتذكروا أن مصر يكفيها ما تتعرض له من ضغوط. دعونا لا نزيد من مشاعر الكراهية التي استشرت بيننا كالنار في الهشيم. استمتعوا بالمباراة ولا تفكروا في النتيجة، ولا تلتفتوا إلى أستوديوهات التحليل التي تستمر بالساعات ولا تفيد إلا في إذكاء نار الغيرة والكراهية بين الفريقين.