إستيقظت كالعادة لأتابع كيف يتوحش العالم أكثر فأكثر، وكان أول ما صادفت خبر مقتل ثلاثة مسلمين في شمال كارولاينا، علي يد مجرم قتلهم جميعاً بدم بارد، ثم سلم نفسه للشرطة.
قلت بيني وبين نفسي “زمان فيسبوك مولع ” … وبالتأكيد هاشتاجز #JeSuisDeahBarakat و#JeSuisRazanAbuSalha و#JeSuisYosurAbuSalha ستكون المتصدر الأول للشاشة.
وإذا بي أفتح مواقع التواصل الإجتماعي لأجد فعلياً صوت صرصور الحقل، لا أحد يتحدث، بل تقريباً لا أحد يعلم، لا أحد يعلم لأن الإعلام الغربي في مثل هذه الأحداث يكون “صكتم بكتم”، لا تحدث ضجة مثل حادثة تشارلي إيبدو، لماذا؟
لأن الضحايا مسلمون؟ لأنها قضية لن يستطيع الغرب الإتجار بها وإستغلالها لأهدافهم السياسية البحتة؟ لأنهم سيضطروا أن يعترفوا بأنه يتم إرهاب المسلمين في الخارج أيضاً مثلما يتم إرهاب غير المسلمين؟ والأهم، هل لأننا مجرد دُمي تنتظر وصول الأخبار المُراد وصولها إلينا ولا نبحث بأنفسنا عن شيء؟
ألا تريدون أن تعترفوا أن أمريكا بلد الحريات بها إرهاب وعنصرية أيضاً؟
ثلاثة شباب مسلمون -ضياء بركات ٢٣ عاماً يدرس طب الأسنان ومشارك في حملة علاج الحالات الخطرة للأطفال بقلسطين واللاجئين وأيضاً قام ببدء حملة لجمع تبرعات لعلاج والعناية بصحة أسنان الأطفال واللاجئين السوريين، زوجته يسر محمد أبو صالحة ٢١ عاماً والتي كانت علي وشك البدء في الدراسة مع زوجها في نفس المجال بعد أن تزوجا منذ شهرين فقط وأختها رزان محمد أبو صالحة ١٩ عاماً التي إحتفلت الصيف الماضي بتخرجها من جامعة نورث كارولاينا بتخصص في الهندسة المعمالرية والتصميم البيئي- قُتلوا جميعاً في منزلهم.
قيل عن القاتل أنه مجرد “رجل” في بعض الصحف التي تناولت الموضوع، والبعض الآخر لم يصفه بشيء. وأستطيع أن أراهنكوا أنه لن تكون النتيجة إلا إنه مجرد مُختل عقلياً أو كان تحت تأثير الخمر. فينقلب لمجرد حادث فردي يجب أن يُنسي .. الآن. أما نحن، فنشبه القطيع، لا نتحدث إلا عن القضايا “اللي علي مزاجهم”، تقوم الدنيا ولا تقعد عندنا فقط علي الأشياء التي يريدونها أن تصل إلينا -سواء كانت صحيحة أو خاطئة- لأن الأخبار تنتشر “بمزاجهم”. ونحن نتحرك “بمزاجهم”.
ذكرت صحيفة الأندبندت البريطانية أن القاتل “ملحد”، عدو للأديان، لماذا لا يضطر الملحدون أن يعلنوا تضامنهم مع المسلمين؟ لماذا لا تعبر الجريمة عن جماعة إلا في عندما يكون مرتكبها من أصول عربية أو إسلامية؟
وهل نستطيع إلقاء اللوم عليهم فقط؟ بالتأكيد نحن أول من يُسأل، فنحن من نختار أن نغوص في أول موجة Trending مصنوعة من الغرب، لكن أي قضايا أخري ليست Trending ولكن تمسنا جميعاً، لن نتحدث فيها ولن نشجب ولن ندين، فإذا كان الغرب غير مهتم بها، فلماذا نحن نهتم؟
الخلاصة إنه فعلاً مثلما كتب صديقي تعليقاً علي الحادث “طبعاً القتل علي أساس الدين ده عمره ما بيبقي إرهاب طالما الضحايا مسلمين .. بيبقي القاتل مختل أو سكران أو كده يعني”.
اقرأ أيضًا:
الإعلام الغربي يتجاهل دماء الشبان المسلمين في مذبحة كارولينا
خناقة وسط الدماء| التوك شو: الغوا الدوري.. والإعلام الرياضي: بُلَهَاء
فبراير الأسود : 5 كوارث في 13 عاماً