كشفت صحيفة “الحياة اللندنية”، وثائق حكومية بريطانية، عن رفض الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، تلقي رشوة تقدر بنحو 25 مليون دولار، من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ليضمن تأييده للعراق.
أوضحت الوثائق أن “مبارك” اتهم الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، بمحاولة إقناعه بالرشوة، ليؤيد العراق، ووصفه بـ”الشاويش”، في إشارة منه بتدني رتبته العسكرية قبل تنصيبه رئيسًا لليمن.
كما شن الرئيس المخلوع هجوما شرسا على العاهل الأردني الملك حسين، واتهمه بالعمل لصالح صدام حسين، الذي وصفه بأنه مصاب بهوس أن يجعل العراق دولة عظمى إقليمية، مؤكداً أنه لن يخرج من الكويت إلا بالقوة.
تحدثت الوثائق عن اختلاف المواقف من العدوان العراقي على الكويت بين الملك حسين وولي عهده الأمير حسن، لافتة إلى أن مواقف الأخير كانت ناضجة وأقرب إلى مواقف دول الخليج وأكثر تفهماً للأوضاع الخطيرة التي سيواجهها الأردن نتيجة تداعيات الأزمة والظهور بمظهر المؤيد لصدام، كما ألمحت الوثائق إلى أن الملك حسين لم يكن في صف صدام، أثناء اجتياح الكويت، ولكنه كان يريد الوساطة لحل الأزمة.
ألمحت الوثائق أيضاً إلى محاولة عبد الله صالح أمام وزير الخارجية البريطاني دوجلاس هيرد، لتبرير موقف صدام من احتجازه رهائن غربيين لمنع حصول ضربات تستهدف العراق لإرغامه على الانسحاب من الكويت، موضحًا أن الرئيس العراقي لم يفعل أكثر مما فعله اليابانيون خلال الحرب العالمية الثانية، فرد عليه الوزير البريطاني بأن اليابانيين فعلوا ذلك حقاً لكن مصيرهم كان الاعتقال وحبل المشنقة.