مذيع يجبرك ان تبحر معه فى قضايا كثيرة فى الاعلام والادب والفن والسياسة والدين لأنه ببساطة شديدة من القلائل الذين يعملون فى هذه المهنة، ويمتلكون ثقافة فى شتى المجالات إلى جانب مهنيته الشديدة فى تقييم الامور، ومنذ ان استمعنا اليه فى راديو مونت كارلو بثمانينيات القرن الماضى، إلى ان جذبته اضواء الشاشة الصغيرة، والى الان وهو بين محطة واخرى محاصر بملايين المتابعين، والمعجبين لبرامجه، وفى هذا الحوار تحدثنا معه عن زيارته الثانية فى اقل من عام لفضيلة شيخ الازهر د. احمد الطيب، وعن الفوضى الإعلامية التى يمر بها الوطن العربى وعن تصوير الموسم الجديد من برنامجه «المسامح كريم». سألته عن اسباب زيارته للدكتور الطيب شيخ الازهر.. قال: اولا هذا الرجل له مكانه خاصة فى قلبى، واتصور ان هناك رابطا عاطفيا له بداخلى، وأنا أحترمه، واقدر دوره لذلك اردت ان استهل زيارتى لمصر بزيارته كى أتبارك به، ومن الجانب الثانى اردت ان اقدم له تعازيى فى شهداء الواجب الوطنى بسيناء من جنود مصر البواسل الذين راحوا فى سبيل الوطن على يد الارهاب الاسود الذى يهددنا جميعا، وخلال اللقاء دار بيننا حديث عن الفئة الضلالية الإرهابية التى تهدد وطننا العربى، لأننى اعرف ان الازهر له دور كبير فى مواجهة هذه الفئة باعتباره رمزا للوسطية الدينية فى العالم العربى والإسلامى، وكانت زيارتى ايضا لشجب وادانة الحملات الإعلامية التى يتعرض لها فضيلة الامام الجليل.
• هل تعتبر ما يتعرض له فضيلة الشيخ احمد الطيب يدخل فى اطار الفوضى الإعلامية التى نعانى منها؟
ــ انا لن افترض سوء النية فى هذه الحملة لكننى ارى انها مسيئة لهذا الرمز الدينى الكبير، ومسيئة لكيان الأزهر الشريف الذى يمتلك تاريخا يمتد لألف عام، وانا اعى ان تلك الحملات لن تنال منه لأنه اكبر واعلى مرتبة وقيمة.
• بمناسبة هذه المحبة الكبيرة التى شعرت بها فى كلامك عن فضيلة الإمام الاكبر ألم تفكر فى دعوته لبرنامجك؟
ــ تمنيت عليه ان يزورنى، لكى أحصل على البركة، ووعدنى فضيلته بتلبية الدعوة.
• هل يتابع فضيلته برنامجك المسامح كريم؟
ــ نعم وأثنى عليه كثيرا وفضيلته يعتبره رسالة للصلح والمحبة بين الناس وهى شهادة عزيزة على قلبى.
• نوعية البرنامج مثل «المسامح كريم» هل تراها ملائمة للعصر الحالى فى ظل انتشار العنف فى الوطن العربى؟
ــ أكيد وأنا أتمنى ان يساهم اكثر واكثر فى لم الشمل بين الناس.
• ألم تفكر فى ان يبادر البرنامج بعمل مصالحات بين السياسيين؟
ــ بالفعل الحلقات الجديدة التى بدأنا تصوريها منذ ايام قليلة فاجأنى الشباب الذين يعملون بالبرنامج بحلقات تحمل نفس الفكرة التى تتحدث عنها.
• التصالح الذى يحدث بين المختلفين فى برنامجك هل يكون دون سابق اعداد فعلا او بمعنى ادق عفويا؟
ــ نعم كل ما تشاهده بين الضيوف يحدث لأول مرة أمام الكاميرا، وعلى سبيل المثال الحلقة التى كانت بين اثنين بينهما ثأر وهى من اخطر الحلقات، تمت بشكل عفوى والاثنان اجتمعا لأول مرة منذ الخصومة امام كاميرا البرنامج.
• فى رأيك ما هى أسباب الفوضى الإعلامية التى نعيشها؟
ــ سببها ما أطلقنا عليه الربيع العربى لأننا ضربنا كل القيم، وأصبح كل شخص يقدم على أى شىء يشعر به، ويمارس تطاوله دون الوضع فى الاعتبار كونه كبيرا ام صغيرا.
• هل تسبب عدد القنوات الفضائية فى هذه الفوضى؟
ــ لابد ان نعى ان أى قناة مهما كانت صغيرة فهى تحتاج إلى رأس مال كبير جدا، ونحن الان نمتلك فى الوطن العربى اكثر من الف قناة بين دينية وسياسية وفنية وخلافه، وبعض الفضائيات الرئيسية اتصور ان هناك دولا تدعمها، لتعود إلى فكرة الفوضى، واعتقد ان هذه القنوات عمرها قصير ولن تدوم لأن صاحب رأس المال لن يظل لفترة طويلة ينفق كل هذه الملايين، كما ان العائد منها لن يساعده على الصمود، والسبب فى اننا جميعا نشعر بالفوضى الإعلامية، وبعض هذه القنوات يحمل وجهة نظر تحريضية نتيجة الفكر الذى يتبناه صاحب القناة، وينقله إلى المذيع، وبالتالى يتحول مقدم البرنامج من إعلامى إلى شخص يقوم بعمل ترويج ودعاية للفكر الذى يتبنوه، وهنا تكمن الفوضى.
• هل أنت ضد القنوات التى تقوم على اساس دينى؟
ــ لست ضدها، ولست معها، الاهم هو الحيادية التى تتمتع بها، والمشاهد هو الذى يحدد استمرارها من عدمه، لكننى فى كل الأحوال ضد أن تكون قنوات تحريضية بأى شكل من الاشكال، ويجب ان تنسجم القنوات الدينية مع الاديان السماوية، أى تقوم على التسامح والمحبة تنسجم مع اخلاق الاديان.
• ما هى مقاييس نجاح الإعلامى من وجهة نظرك؟
ــ أولا الإعلامى سواء كان صحفيا او مذيعا يجب ان يتمتع بحد ادنى من الثقافة فى الفن والسياسة والاقتصاد وغيرها، ثانيا احترام الذات واحترام الاخرين واحترام عقل الشاهد.
• وماذا عن الإعلامى الذى يفرض وجهة نظره على المتلقى؟
ــ هناك عدة انواع واساليب للتعامل مع المتلقى، فهناك قناة يكون لها خط معين او سياسة معينة لو وجدنا المذيع يسير معها فى نفس السياسة فهنا يحول الإعلامى لرجل يقوم بعمل دعاية لفكر القناة، اما اذا كانت القناة حياديه وهو كإعلامى يحاول ان يفرض وجهة نظره، فهنا يصبح هذا الشخص غير موضوعى لأنه يعطى رأيه للمتلقى، دون ان يراعى ضرورة الحياد، وحتى فى الاستضافة يجب ان يتمتع الضيوف بالتوازن فى الفكر فلا نفرض على المشاهد اصحاب الفكر الواحد، ويجب ان نراعى ان هناك تعددية عند المشاهد، وبالتالى على أى مذيع ان يضع فى ذهنه ان هناك جمهورا يقيمه بشكل دورى وعليه كإعلامى ان يحترم عقليته.
• زيادة الاذاعات على طريقة الفضائيات كيف تراه؟
ــ هذا الامر لا يحدث الا فى مصر فقط، وأتصور ان المستمع لا يمكن ان يظل لساعة او ساعتين يستمع لمذيع يتحدث بمفرده عن قضية طوال هذا الوقت، وحتى لو افترضنا انه فى وقت من الاوقات يحظى بقبول، فهذا القبول لن يستمر طويلا، لكن وجود الضيوف يقلل من هذا الملل مع احترامى للكل.
• جورج قرداحى ظل لسنوات طويلة يعمل بالإذاعة سواء مونت كارلو او غيرها ألم تحن للعودة اليها؟
ــ أكيد هناك اشتياق لها لكن ليس بالدرجة التى تتصورها لان النجاح التليفزيونى يأخذك من كل شىء، كما ان الشاشة لم تترك لى الوقت لكى اعطى للإذاعة البعض منه، ونجومية التليفزيون اظهرت الفارق الكبير بين الوسيلتين الاعلاميتين، التليفزيون له بريق وسحر اخر.
• هل ما زلت على تواصل مع زملاء راديو مونت كارلو؟
ــ فى المناسبات نتحدث، لكننى لا يمكن ان أستغنى عنهم لأنهم رفقاء مشوار طويل.
• سياسيا إلى اين تسير الأوضاع فى العالم العربى؟
ــ صدقنى لا اجد بداخلى اجابة على هذا السؤال، وافتش عن الإجابة كثيرا وللأسف لا اجدها، ولا اعرف ما سيحدث فى ليبيا او سوريا او اليمن او حتى لبنان، وهل المؤامرات التى يقودها الغرب لتفتيت المنطقة العربية مازالت موجودة ام لا، وهل مازالوا مصممين على ضرب قوتنا ووحدتنا، وهل نحن قادرون على مواجهة تلك المؤامرة، لدينا كشعوب عربية علامات استفهام كبيرة المشهد ليس واضحا.
• وماذا عن الفن وحالة الانهيار التى اصبح عليها؟
ــ الفن مثله مثل أى شىء انعكاس للواقع الذى نعيشه، لا يجب ان نقارن هذا الفن بنظيره فى الخمسينيات والستينيات او حتى السبعينيات، نحن فى مرحلة استثنائية اكيد تفرز اعمالا من واقعنا.
نقلا عن “الشروق “
إقرأ ايضا
مرتضي منصور يعرض الإبراشي للانتقاد ويجمد عضوية 3 صحفيين
15 صورة للشبان المسلمين ضحية التعصب في أمريكا
والد ياسمينا: تصريحاتي عن أحلام أسئ فهمها
باسم يوسف عن رحيل جون ستيوارت: كتر خيره
الإعلام الغربي يتجاهل دماء الشبان المسلمين في مذبحة كارولينا
الروس يكشفون فشل الموسيقي الرئاسية في عزف السلام الوطني
إبراهيم عيسى: السيسي لا يستطيع منع عز من الترشح للبرلمان
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا