لست من خريجى المدرسة المصرية الشهيرة جداً التى يتعلم فيها الناس ألا يروا الدنيا والآخرين إلا بالأبيض أو الأسود فقط..
وبالتالى لا أرى الناس إما ملائكة أو شياطين، ولا أعرف هذا الذى كله فضائل ومزايا أو كله عيوب وخطايا.. وحين أتوجه بالشكر لمرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، لكل ما قام به بعد مباراة الأهلى والزمالك قبل يومين، وسلوكه الرائع الذى لم يكن متوقعاً..
فهذا لا يعنى أننى لا أرى عيوباً وأخطاء لنفس الرجل، وسأبقى أراها تماماً مثلما سأفتح عينى وأرى أى شىء جميل يقوم به مرتضى منصور.. ففى سلوك غير متوقع على الإطلاق وعقب خسارة الزمالك مباراته أمام الأهلى.. ذهب مرتضى منصور بنفسه إلى غرفة خلع ملابس الأهلى وهنأ لاعبيه وجهازهم الفنى والإدارى.
واعتذر عن أى إساءة قد تكون لحقت بأى أحد فى فريق الأهلى من أى أحد من جماهير الزمالك.. خطوة لم يكن مرتضى منصور مطالباً بها أو مضطراً إليها ولن يستطيع أحد أن يرغمه على القيام بها.. وفوجئ الجميع بهذا السلوك الذى لم يكن سرياً إنما كان أمام كل الكاميرات وعلى كل الشاشات.. وقرر كثيرون ألا يتوقفوا أمام هذا السلوك أو يشيروا إليه بسرعة خاطفة وينتقلون بعد ذلك لأمور وشؤون ووقائع أخرى.. فالناس المخلصين لمدرسة الأبيض والأسود خافت أن تشكر مرتضى أو تشيد بما قام به وإلا كان ذلك سيعنى موافقتهم وقولهم لكل وأى سلوك آخر لنفس الرجل الذى يشكرونه ويشيدون بما قام به.. فكان الحل هو التجاهل أو العبور السريع أو حتى تفسير ما جرى بأن مرتضى منصور كان يقوم بحركة تمثيلية واستعراضية أمام الكاميرات..
تماما مثلما يكون نفس هؤلاء التلاميذ فى مدرسة الأبيض والأسود يحبون شخصاً معا وفجأة يقوم هذا الشخص بخطوة سيئة أو يخطئ فى قول أو فعل.. فيخاف هؤلاء الناس أن ينتقدوا ما جرى خشية اتهامهم بالتناقض وتغيير المواقف لأنهم أدانوا سلوكا لرجل كانوا بالأمس يشيدون به.. وأنا لا أخشى تقديم الشكر لمرتضى منصور والإشادة الصادقة بما قام به رغم خسارة الزمالك للمباراة.. وإذا كان هذا السلوك قد جرى قبل يومين فقط من نهاية سنة.. فأنا أتمناه سلوكا قائما ودائما لمرتضى منصور فى السنة الجديدة.. ولن تكون هناك بداية أجمل من اعتذار يقدمه مرتضى منصور للنجم الكبير أحمد حسن الذى تعرض لإساءات غير مقبولة وغير مبررة أيضاً من مرتضى منصور.. وإذا كان هناك حول مرتضى منصور من يقولون له إنه يكسب كثيراً بالصوت العالى وإيذاء الجميع وتهديدهم، فالحقيقة أنه سيكسب أكثر لو اكتفى فقط بما يحققه من نجاحات على الأرض.. فالرجل لا يمكن إنكار ما قدمه للزمالك كمؤسسة عاشت طويلا بلا مزايا أو حقوق فعادت لها كل الحقوق ومعها القوة والجمال والنجاحات..
لكن لا يتحدث الكثيرون عن تلك النجاحات لأنهم يرفضون ما يقوم به ويقوله دائما مرتضى منصور.. وستتغير هذه الصورة تماما إن تغير أولاً رئيس للزمالك اسمه مرتضى منصور.