إعلام دوت أورج
احتفل محرك البحث “جوجل” منذ الساعات الأولى ليوم الاثنين 2 يناير، بمرور 104 عاما، على ميلاد الرسم المصري الكبير حسين بيكار الذي ولد عام 1913. وفي حوار له مع مجلة “الهلال” عام 1979، نشره موقع مكتبة الإسكندرية، عرّف بيكار نفسه بالمصري المولود في الإسكندرية، موضحًا أن جده “بيكار” من أصل تركي.
أشار إلى أنه كان يمر دائما بمحل “براويز” ويتوقف أمامه متعجبا من تحويل الأشخاص والطبيعة إلى رسومات على الورق. حكى كيف تعلم عزف العود وهو في السابعة من عمره، بعد مداومته على سماع الدروس التي كان يعطيها مدرس شقيقته “الكفيف” لها في المنزل، ومن شدة حبه للعود، أصبح يُعطي دروسا فيه وعمره عشر سنوات فقط.
أضاف بيكار الذي أصبح الأول على أول دفعة تُخرجها مدرسة الفنون الجميلة، أنه توجه إلى الرسم، بطريقة المحاكاة في أول الأمر. يوضح كيف أن وفاة والده جعلته يرغب في رسم صورة له، ولأنه كان قريب الشبه له، رسم نفسه ثم أضاف الشارب واللحية. علم بيكار أن “الفنان الكبير لازم يرسم بالزيت” وهو ما دفعه إلى إضافة زيت الزيتون إلى الألوان، مؤكدًا أن النتيجة كانت كوميدية، لكن هذه التجربة التي خاضها في عمر 15 عاما، نبهت والدته إلى موهبته، ووافقت على التحاقه بمدرسة الفنون الجميلة.
أكد أنه تأثر بالفن الفرعوني ثم الرسوم اليابانية، موضحًا أن الرسم الفرعوني خطوطه “واضحة وصريحة وقوية”، بينما الخطوط اليابانية رقيقة ورومانسية، مضيفا أن المرأة في الرسم الفرعوني مثال ناطق للأنوثة الطاغية المحتشمة، مشيرا إلى أن المرأة التي يرسمها هي التي يقابلها يوميا سواء في الشارع أو السوق أو المكتب، ويرغب في رسمها بالشكل الذي يجعل الصورة تنطق بكل ما يريد.
شبّه الفنان الراحل عمله كرسام بالدور الذي يقوم به “الكرسي الهزاز”، قائلا: “أنا وظيفتي مثل وظيفة الكرسي الهزاز، يجلس عليه الشخص بعد عودته من عمله، لينال قسطا من الراحة”، موضحا أنه اقتبس هذا التشبيه من الفنان الفرنسي “ماتيس”.
حول عدم وجود “فنان شامل” حاليا، قال إن هذا يرجع إلى ظاهرة “الانغلاق الفكري”، والفهم الخاطئ لمبدأ التخصص لدى بعض العاملين في حقل الثقافة، مشيرا إلى ان بعض أساليب التربية التي نتلقاها تحد ممن تفكيرنا ولا تُعطي الأجيال الجديدة الفرصة لتوسيع أفقه.
في عام 1944 توجه بيكار للعمل في صحيفة أخبار اليوم الأسبوعية بناء على نصيحة صديقه رشاد منسي الصحفي بالجريدة، وأصبح هو الرسام الأول للدار، وبفضله بدأ الناس يطالعون الكتب المرسومة والملونة.
في الأربعينيات كان بيكار الرسام الأول لمجلة “السندباد”، وقدم فيها مجموعة من الرسوم الجميلة التي تفجر طاقات الخيال عند الطفل، فرسم حكايات السندباد بأسلوب غاية في الروعة والإبداع الذي يدل على المهارة والخيال الجريء، كما جسد حكاية ” نمرود يبحث عن سندباد ” في ست لوحات
ظل بيكار يجمع بين العملين الصحفي والأكاديمي حتى عام 1959، حينما طلب منه علي أمين التفرغ لأخبار اليوم واستطاع بيكار أن يقدم تجربة صحفية جديدة، حينما كتب رحلاته إلى جميع أنحاء العالم برؤية فنية اعتمد فيها على ريشته بدلاً من كاميرا التصوير.
حصل بيكار على العديد من الجوائز، والأوسمة أهمها “وسام الاعتزاز حصل عليه من الحكومة الخليفية بالمغرب عام 1941″، و”جائزة فن التصوير الزيتي الأولى على الجناح المصري في معرض بينالي الإسكندرية الثاني عام 1957″، و”وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967″، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون عام، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام، وأخيرًا كُرم تكريمًا خاصًا من مكتبة الإسكندرية تقديرًا لمكانته الفنية المتميزة عام 2001، وتوفي في نوفمبر 2002.