“أهو أهو الزملكاوي أهو”، هتاف لن تسمعه بعد اليوم إلا فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رحل عنا من كان يهز أرجاء الاستاد بتلك الكلمات، كما رحل أيضاً من كان يهتف له .. عن عمر جابر نجم الزمالك السابق أتحدث.
هو شاب لم يتجاوز عمره الثلاثة والعشرين عاماً، قرر الرحيل عن النادي الذي عشقه مثل زوجته وابنته “القادمة في الطريق”، وربما يكون أكثر، فضلاً عن حالة الحب اللامتناهية للجماهير البيضاء التي توسلت إليه ولباقي لاعبي الفريق بعدم لعب مباراة الزمالك وإنبي بسبب الاشتباكات بين “الوايت نايتس” والأمن، واختار حبه للجماهير واحترامه لنفسه.
تمنى ألا يرحل عن النادي طوال حياته، لكنه رحل باختياره الوقوف بجوار من يعشقونه، والذين يطلق عليهم رئيس نادي الزمالك بالمأجورين؛ حلم باللعب حينما كان عمره لا يتجاوز الخمس سنوات، وتحقق الحلم وأصبح الكابتن، ولكن الحلم طار.
اختار الجمهور ولم يختار شيكاً بمليون جنيه، فذلك البطل لو كان يلعب كرة القدم من أجل الشهرة والفلوس لاختار الشيك “أبو مليون جنيه”، الذي كان من المقرر أن يُصرف خلال أيام.
المفاجأة أن هذا التصرف لا يبدو غريباً على جابر، فوالده نجم الإسماعيلي الأسبق تعرض لموقف شبيه، واختار الجماهير، وهنا تنطبق مقولة من شابه أباه فما ظلم.
أبوتريكة وعمر جابر وجهان لعملة واحدة .. هذا التعبير إن جاز فهو صحيح، ملابسات مجزرتي الألتراس والوايت نايتس مختلفان تماماً لكن الفرق أن الأهلي لم يوقف عقد أبو تريكة مثلما فعل الزمالك، لم يخرج مسؤوليه ليشوهوا صورته أو أن يتجرأ أحدهم بالاتصال بوالده “ليشتمه ويقول له أنت معرفتش تربي ابنك”، مثلما فعل رئيس الزمالك، الفروق كبيرة جداً.
في النهاية جابر اختار البطولة الحقيقة، اختار أن يبقى بجوار من هم دائماً بجواره، فرؤساء الأندية يرحلون ويتغيرون، ويبقى فقط الجمهور، وهو اختار البقاء للأبد في ذاكرة كل مشجع زملكاوي.. وكل من يعشقون كرة القدم.. شكراً عمر جابر.
عمر جابر يحرج إسماعيل يوسف على الهواء