فى استاد القاهرة أول أمس .. اجتمع خالد عبد العزيز وزير الرياضة بلاعبى منتخب اليد قبل السفر للمشاركة فى مونديال فرنسا ثم زار منتخب كرة القدم الذى يواصل استعداده لنهائيات كأس الأمم الأفريقية بالجابون .. ومن بين التصريحات الكثيرة التى قالها الوزير أثناء تلك الزيارة كان إعلانه استعداد الوزارة لوضع شاشات عملاقة فى مراكز الشباب بمختلف المحافظات لإذاعة مباريات نهائيات كأس الأمم بالجابون حتى يشاهدها الجميع مجانا على الرغم من تشفيرها .. وأنا بالتأكيد أعرف دوافع الوزير ونواياه ورغبته فى أن يرى الناس بالمجان مباريات منتخبهم فى كأس الأمم .. لكننى فقط أخشى هذه النوايا الطيبة التى غالبا قد تقودنا فى النهاية إلى جهنم .. فإن كنا اليوم سنفرح بالفرجة المجانية رغم أنف شبكة بى إن سبورت القطرية التى لا نحبها ولا نحب قادة الإمارة القطرية أيضا .
وسنتخذ من هذا الخلاف أو الكراهية مبررا للتعدى على الحقوق والحدود فإننا غدا سنجد ألف تجاوز وانتهاك للحقوق فى بلادنا نفسها بعيدا عن قطر كلها بشاشاتها وسياساتها .. ولا أقول ذلك دفاعا عن شبكة بى إن سبورت إنما أدافع عن حياتنا وعدالتنا وحقوق إعلامنا هنا فى مصر الذى لا أريده أن يصبح غابة تضيع فيها العدالة واحترام التعاقدات ويداس القانون والحقوق بالأحذية الثقيلة للأقوياء الذين يملكون السلطة أو المال .. وبدلا من كل ذلك .
هناك وسائل أخرى لمحاربة شبكة بى إن سبورت ورفض كل ممارساتها الإحتكارية غير المقبولة وغير القانونية أيضا .. فهذه الشبكة أخذت بطريق الفساد حقوقا لم تنلها أى شبكة تليفزيونية أخرى فى العالم .. وهناك مجرد مثال بسيط سيشرح أحد أشكال فساد بى إن سبورت .. فالفيفا لا يعترف إلا بالحدود القارية .. ويبيع الحقوق التليفزيونية لكل قارة وحدها .. ولا يعترف الفيفا بالوطن العربى مثلا أو بمنطقة اسمها الشرق الأوسط .. والدليل أن الفيفا سبق له أن رفض الإعتراف رسميا بالإتحاد العربى لكرة القدم وكل بطولاته .
ورغم كل ذلك تحد شبكة بى إن سبورت تملك حقوق بث مباريات المونديال فى الشرق الأوسط وفى بلدان نصفها فى أفريقيا والنصف الآخر فى آسيا .. كما أن الفيفا سبق له أن أعلن رفضه لكل السياسات الإحتكارية فى أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية لكنه أغمض عينه تماما عما يجرى فى الشرق الأوسط وأفريقيا .. وذلك لأننا أبدا لم نعترض ولم نلجأ للمحاكم الأوروبية والدولية نطالب بحقوق ضائعة .. لم نخض أى حرب مشروعة ضد بى إن سبورت سواء كانت حربا قانونية أو إعلامية .. وتاريخنا كله مع هذه الشبكة كان إما استجداء لتتنازل هى لنا عن حقوق نحن أصلا نملكها أو ممارسات خاطئة أقرب إلى البلطجة فتصبح صورتنا نحن هى السيئة وتصبح بى إن سبورت هى المفترى عليها رغم كل تجاوزاتها وخطاياها .. ثم أن هناك أحكام كثيرة ومختلفة لمحكمة العدل الأوروبية تمنح كل شعب فى رؤية مباريات منتخب بلاده فى أى بطولة دولية .. وبإمكاننا الإستناد إلى كل ذلك وأن ننال حقوقنا بطرق شرعية ومتحضرة وراقية أيضا.