رباب طلعت
خلال سنوات نجوميتهم، جسدوا قصصًا فنية، لم يتخيلوا أن ترقى قصة موتهم أن تكون واحدةً منهم، فالنهايات المأساوية التي واجهها عدد من نجوم الفن، من قتل وفقر وغرابة، يمكن أن تتجسد في أفلام سينمائية أو مسلسلات تلفزيونية، يرصد “إعلام دوت أورج” أبرزها.
لم تدرِ وداد حمدي صاحبة الـ70 عامًا، القاطنة بمفردها في عمارة فينوس بميدان رمسيس، أن يوم الـ26 من مارس عام (1994)، هو آخر أيامها في الدنيا، فالفنانة التي فتحت بابها مستقبلة الريجيسير “متي باسليوس”، الذي وعدها بدور جديد، جاء ليرديها قتيلة بـ35 طعنة في العنق والظهر والصدر، ولاذ بالفرار، سارقًا 250 جنيها، وراديو صغير، ليسدد ديونه المتراكمة.
ظلت “خادمة السينما المصرية”، قتيلة على فراشها، حتى أبلغ بواب عمارتها شقيقتها بأن أضواء شقتها لم تطفئ ولم تغلق الفنانة الباب الحديدي على شقتها، لتهرع لتطمئن عليها، فوجدتها قتيلة، فحاولت الاتصال بالشرطة إلا أنها وجدت خطوط الهاتف مقطوعة، وبالتحريات، دلت “حمدي” على قاتلها بعد 48 ساعة من مقتلها، الذي وجدوا خصلة من شعره في يدها وهي ميتة، كما أن عدد من الجيران قال إنهم رأوه يتخلص من سلسلة مفاتيح، عُرف فيما بعد أنها مفاتيح شقة وداد ، كما تمت مطابقة بصماته لبصمة مجهولة وجدتها الشرطة في صالونها واتضح أنها له، ليُلقى القبض عليه بعدها، ويقر بجريمته
كشف “متي” أن الديون أرهقته فلجأ أول الأمر للفنانة يسرا، وذهب إلى منزلها، لكن البواب منعه من مقابلتها، فأرسل لها خطابًا يستدر به عطفها،وأعطاه للبواب الذي أخبره أنها نائمة، فقرر قتل أي فنان والحصول على أمواله، وكان أولهم الفنان أحمد زكي، لكن لم يستطع مقابلته بفندق كان يسكن فيه، فتوجه لقتل شريهان، لكن الأمن كان منتشرًا بشكل كبير أمام عمارتها، ثم هشام سليم، لكنه لم يجده في منزله، ومن ثم الفنانة سهير رمزي، وأخيرًا ضحيته الأخيرة “وداد حمدي”، التي اتصل بها ليخبرها بأنه يريد مقابلتها من أجل دور جديد لها، فاستقبلته في منزلها، وذهبت لإحضار كوب من الليمون له، لتفاجئ به يرفع السكين من وراء ظهرها، فتصرخ في وجهه قائلة: “إحنا هنهرج؟” ولكنه كان جادًا وطعنها بـ35 طعنة، أردتها قتيلة، وسرق ما وجده أمامه من أموال كانت تقدر بـ250 جنيهًا وراديو قديم باعه بـ50 جنيهًا أخرى لتسديد ديونه.
https://www.youtube.com/watch?v=btIjciAJP2w
ولدت وداد محمد عيسوي زرارة، الشهيرة بوداد حمدي، في 3 يوليو1924 ، بدأت مشوارها الفني عن طريق زكي طليمات الذي اختارها خلال لجنة شكلها لتكوين فريق عمل أوبريت “شهرزاد”، لحلمها بأن تصبح مطربة، وهو ما لم تنجح فيه، فقبلت بعدها بعرض فطين عبد الوهاب بمشاركتها في فيلم “الخمسة جنيه”، لتكون الراوي الرئيسي للأحداث في العمل، وبعدها بدأت مشوارها الحقيقي بفيلم “هذا جناه أبي” مع هنري بركات، والذي تلته بحصيلة قاربت الـ600 عمل فني، ما بين سينما وتليفزيون ومسرح، كان أشهرها فيلمي “الزوجة 13″، و”إشاعة حب”، وأبرع أدوارها في مسرحية “أم رتيبة”.
تزوجت وداد ثلاثة مرات من محمد الموجي، ثم الفنان محمد الطوخي، والفنان صلاح قابيل، وقيل أنها تزوجت من مدير التصوير عبد العزيز فهمي.