حققت مؤسسة الشارقة للفنون في عام 2016 نجاحات كبيرة على صعيد تنظيمها للمعارض والفعاليات والأنشطة، وعززت من حضورها على خارطة المؤسسات الفنية الكبرى على مستوى العالم، باعتبارها منصة راسخة للفن المعاصر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
وجاء عدد من المعارض التي نظمتها المؤسسة في قوائم المعارض الأكثر أهمية لعام 2016 على مستوى العالم وفق تصنيفات مجلات فنية دولية، إذ اختارت مجلة “آرت فورم” المرموقة معرض سيمون فتّال والمعرض الاستعادي “الوقت يمضي” للفنان روبرت برير ضمن قائمتها لأفضل المعارض على مستوى العالم، كما اختار موقع “هايبر ألريجيك” المتخصص في الفن معرض الفنانة فريدة لاشاي الذي نظمته المؤسسة في شهر مارس 2016 ضمن أفضل 15 معرضا فنيا على مستوى العالم.
هذا وكانت المعارض سابقة الذكر من تقييم حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون التي وصفت “آرت فورم” منجزها في معرض سيمون فتّال بالمنجز الباهر كونها “جمعت التنوع والتناغم في آن معاً”.
جاء في المقال المنشور في مجلة “آرت فورم” عن معرض روبرت برير (1926 – 2011) الاستعادي الذي افتتح في أكتوبر 2016 في إمارة الشارقة “لو كان برير حاضراً لأسعده موقع المعرض – الذي كان في السابق مطعماً للوجبات السريعة في مبنى يدعى الطبق الطائر”، ووصفت المعرض بأنه “يُظهر حس الفكاهة الذي تحلت به روح برير المرحة والمستكشفة لعناصر الحركة، والتركيب، والفضاء المكاني”.
ضمّ معرض سيمون فتّال منحوتات، وأعمال غير تشخيصية، وتشكيلات طينية، بالإضافة إلى الأعمال التي تركز على التكوينات النصية، كما تضمن بعض منحوتات “المحارب”، ومجسمات للمناهضين للحروب والصراعات. وقدّم معرض فريدة لاشاي (1944 – 2013) الاستعادي – الذي أقيم في المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون – رسومات زيتية ومنحوتات وأعمالاً تركيبية ولقطات رسوم متحركة ثابتة جاءت حصيلة مسيرة فنية امتدت لأكثر من خمسة عقود، وجاء في “آرت فورم” عن هذا المعرض: “بعد إقامة معرض استعادي للفنانة عام 2015 في متحف طهران للفن المعاصر، انتقل هذا المعرض إلى الشارقة لينال تغطية أشمل وحضورا أكبر في مؤسسة الشارقة للفنون”، في استعراض استثنائي لتطور أفكارها وأشكالها التعبيرية في تناغم مع تطور العصر من حولها.
وعلى صعيد حركة النشر والكتب الصادرة عن المؤسسة، جاء كتاب الفنان الإماراتي حسن شريف (1944 – 2016) “تجسّد” على قائمة مجلة “آرت آسيا باسفيك” التي ضمت 12 كتاباً بوصفه واحداً من أهم إصدارت الكتب الفنية عالمياً، ويأتي هذا الكتاب ضمن إصدارت المؤسسة التي تضمنت إضافة لكتاب شريف: “شمسان في المغيب” لجوانا حجي توما وخليل جريج، “do it بالعربي” تأليف جماعي، و”الوقت خارج الزمن” تأليف جماعي و”بداية مشهد مصرع الانسان الممتاز” لعبدالله بولا وغيرها من إصدارت عديدة تتداخل فيها النصوص النقدية والجمالية مع الأعمال الفنية.
وإضافة لمعارض برير وفتال ولاشاي فقد نظمت مؤسسة الشارقة للفنون 17 معرضاً في عام 2016 هي: مختارات شتاء 2016، do it بالعربي، وحول المعارض في الإمارات، وشمسان في المغيب، ووقت خارج الزمن، ولقاء مارس، ومختارات صيف 2016، والشارقة وجهة نظر 4، وكمال يوسف: كبسولة الزمن للسريالية المصرية، وأرنولف رينر: نحو تورية اللون، وحين يصبح الفن حرية: السرياليون المصريون، وإنريكو دافيد: تجليّات الخطأ، ويايوي كوساما: استحواذ النقاط، وعامر نور: سعة الأفق إيجاز العبارة، وكمالا إسحق: نساء في مكعبات بلورية، ومدرسة الخرطوم، ومشروع مارس 2016.
كما أقام كل من البرنامج التعليمي والبرنامج المجتمعي أكثر من 190 ورشة ودورة تدريبية وجلسة حوارية وجولة فنية، ونظمت المؤسسة في 12 و13 مارس 2016 الدورة التاسعة من “لقاء مارس” السنوي تحت عنوان “لقاء مارس 2016: التعليم، التفاعل، والمشاركة”، في حدثٍ جمع بين الفنانين والعاملين في القطاع الفني، فضلاً عن المؤسسات المعنية بإنتاج الفنون على الصعيد الدولي والإقليمي. وتضمن اللقاء افتتاح معارض وعروض أداء وبرامج حوارية. كما قدّمت المؤسسة مجموعة من عروض الأفلام العالمية والعربية في “سينما سراب المدينة” تضمنت أفلاماً مثل: “الديكتاتور العظيم”، و”اللامرئيون وملك الجبال”، و”ذيب”، و”العراب”، و”بيتنا” ولاقت هذه العروض إقبالاً جماهيرياً كبيراً وصل إلى أكثر من ألف متفرج.
من الجدير ذكره أن عام 2016 شهد إطلاق برنامج الرعاة، ما أتاح رعاية ودعم شخصيات ومؤسسات من محبي الفن والثقافة لمعارض المؤسسة وفعالياتها المتصلة بالمجتمعات المحلية، وتفعيل التعاون ما بين المؤسسة والرعاة في أحداث وفعاليات فنية كثيرة إضافة للبرامج الإجتماعية والتعليمية، وصولاً إلى مشاركة الرعاة المؤسسة في زيارتها أهم حدث سنوي فني على صعيد العالم ألا وهو “معرض فريز آرت” في لندن، ومتابعة العرض التوضيحي في معهد الفن المعاصر في لندن الذي قدمته رئيس المؤسسة حور القاسمي وقيّمة البينالي 13 كريستين طعمة للأسس والبنى الفكرية والفنية التي سيقام عليها البينالي هذا العام، إضافة لجولة مشتركة مع الرعاة لـ “معرض فريز آرت” و”فريز ماسترز”.